8 معلومات تحتاج إليها كل أسبوع عند تقليم أظافرك

خطوات مهمة لضمان قصّها الصحي

8 معلومات تحتاج إليها كل أسبوع عند تقليم أظافرك
TT

8 معلومات تحتاج إليها كل أسبوع عند تقليم أظافرك

8 معلومات تحتاج إليها كل أسبوع عند تقليم أظافرك

يظل تقليم الأظافر أحد الأفعال التي يمارسها المرء طوال حياته بشكل متكرر كل أسبوع. وتظل الأظافر أحد الأجزاء المهمة جداً في جسم الإنسان، لأنه لولا وجودها في أصابعنا لما تمكن البشر من تحقيق كثير من الإنجازات على مر العصور، ولما تمكنّا من أداء المهام اليومية المعتادة، بما في ذلك دقة الإمساك بالأشياء الكبيرة والصغيرة والإحساس بها بدرجة عالية، سواء في الأكل أو الشرب أو تنظيف الجسم وارتداء الملابس واستخدام القلم للكتابة وتشغيل الأجهزة والآلات والكتابة على لوح الكومبيوتر وغير ذلك.

أظافر صحية

ويصف أطباء «مايو كلينك»؛ ما يجدر به أن تكون عليه أظافرك بقولهم: «الأظافر الصحية تكون ناعمة، ولا تحتوي على حُفَر أو أخاديد. ويكون لونها موحداً وخالية من البقع».

وتقول الجمعية الأميركية للأمراض الجلدية AADA: « العناية بالأظافر روتين بسيط ولكنه مهم للعناية الذاتية. وعلى الرغم من أن قص الأظافر يبدو سهلاً إلى حد ما، فإن هناك بعض الخطوات المهمة التي يجب عليك اتباعها لضمان قص صحي للأظافر. فالأظافر القصيرة المُعتنى بها جيداً لا تبدو رائعة فحسب، بل إنها أيضاً أقل عرضة لتراكم الأوساخ والبكتيريا، مما قد يؤدي إلى العدوى. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد تقنية قص الأظافر الصحيحة في منع المشكلات الشائعة، مثل سأف الأظافر Hangnails وأظافر القدم النامية تحت الجلد Ingrown Toenails سيأتي توضيحهما لاحقاً). ولتقليم أظافرك بشكل صحيح، اتبع النصائح من أطباء الجلد المعتمدين».

نمو وتكوين الأظافر

ولذا، تظل معرفة طريقة العناية الصحية الصحيحة بتقليم الأظافر أحد الجوانب التي يجدر تسليط الضوء الطبي عليها. وهنا، تابع النقاط الـ8 التالية حول تقليم الأظافر، وهي:

01> تحتاج أظافرنا، في أصابع اليدين والقدمين، إلى تقليم. لأن الأظافر تنمو طوال الوقت، ما يتطلب تقليمها لضبط الاستفادة منها في الاستخدامات المختلفة. ولدى البالغين الأصحاء تنمو أظافر أصابع اليدين بمقدار نحو 3.5 ملليمتر كل شهر. وتنمو أظافر أصابع القدمين نحو 1.5 ملليمتر شهرياً.

وتنمو أظافر الرجال بشكل أسرع، بالمقارنة مع نموها لدى النساء. والاستثناء الوحيد هو أثناء الحمل؛ حيث قد تنمو أظافر المرأة بشكل أسرع من الرجل. وتنمو الأظافر بشكل أسرع في الصيف مقارنة بالشتاء. وعند مُستخدمي اليد اليمني بشكل مهيمن، تنمو أظافر اليد اليمنى بشكل أسرع من أظافر اليد اليسرى، والعكس بالعكس لدى مُستخدمي اليد اليسرى.

02> تتكون الأظافر من 3 طبقات من أنسجة بروتينية ليفية ميتة، تسمى الكيراتين Keratin. وهي طبقة صلبة، تتحكم العوامل الوراثية في درجة صلابتها في الغالب. ويشكل الماء نسبة ما بين 7 إلى 12 في المائة من تركيبة الظفر.

وجفاف الظفر عن ذلك يجعل من السهل تكسره وتشققه أثناء التقليم. ولذا من الضروري تلين وترطيب الأظافر قبل تقليمها. وذلك ليس فقط لجعل عملية تقليم الظفر أسهل وأقل تطلباً لقوة في الضغط أثناء عملية القص، بل أيضاً لأن عملية قطع الظفر الرطب ستكون أكثر دقة وأماناً وستجعل شقوق القص عرضية بالتوازي مع الحافة الحرة للظفر. وبالتالي منع حصول الشقوق الطولية في صفيحة الظفر أو التهتكات فيها.

وتقول الجمعية الأميركية للأمراض الجلدية: «أفضل وقت لقص أظافرك هو بعد الاستحمام مباشرة. إذا لم يكن ذلك ممكناً، فانقع أظافرك في ماء فاتر لبضع دقائق لتليينها». وتضيف: «عندما تكون أظافر القدم سميكة ويصعب قصها، انقع قدميك في ماء دافئ مملح. اخلط ملعقة صغيرة من الملح لكل نصف لتر من الماء، وانقعها لمدة 5 إلى 10 دقائق».

03> لتقليم أظافرك، قصّها بشكل مستقيم تقريباً. ويوضح أطباء «مايو كلينك»: «قلِّم أظافرك باتجاه طولي مستقيم، ثم قلم الأطراف بانحناء بسيط». وتقول الجمعية الأميركية للأمراض الجلدية: «لتقليل فرص الإصابة بظفر نامٍ تحت الجلد، قصّ أظافر قدميك بشكل مستقيم. وتنمو أظافر القدمين ببطء أكثر من أظافر اليدين؛ لذا فقد لا تحتاج إلى قصّها كثيراً. تجنب إزالة أظافر القدم الغارزة في اللحم، خاصة إذا كانت ملتهبة ومتقرحة. إذا كنت تعاني من ظفر القدم الغارز في اللحم، فاستشر طبيب أمراض جلدية للعلاج.

وتضيف: «استخدم مبرد الأظافر المعدني Nail File أو لوح صنفرة الأظافر Emery Board (ذي الاستخدام الواحد) لتدوير زواياها قليلاً، فهذا يُساعد على بقائها قوية ويمنعها من الالتصاق بأشياء مثل الملابس أو الأثاث». ولكن تجدر ملاحظة أن طريقة إجراء عملية البرد أمر مهم، وهي أن تكون برفق، ودون ضغط شديد، وفي اتجاه واحد فقط، وليس ذهاباً وعودة. وتوضح ذلك الجمعية الأميركية للأمراض الجلدية بقولها: «ابرد الظفر دائماً في الاتجاه ذاته، لأن برد الظفر ذهاباً وإياباً قد يُضعف أظافرك. حافظ على شكل الأظافر وخلوها من التشابك عن طريق بردها باستخدام لوح الصنفرة».

مضار تجميل الأظافر

04> الجزء الهلالي الأبيض Lunula في بداية الظفر المرئي، الذي هو جزء البشرة الذي يلتصق فيه الجلد ببدايات صفيحة الظفر Cuticles، له غرض صحي مهم. وينصح العديد من الخبراء الصحيين بعدم إزالته لأغراض جمالية، لأن مهمته إغلاق الطريق على جراثيم خارج الجسم من الدخول إليه. ولهذا السبب من المهم جداً عدم العبث بذلك الجزء من البشرة أو السماح لاختصاصية العناية بالأظافر بقصه، بل يجب التعامل معه بلطف وتركه في مكانه قدر الإمكان.

والحافة الحرة البعيدة والأمامية لصفيحة الظفر ترتبط مع حافة جلد ما تحت الظفر Hyponychium، لتشكل ختماً يقفل ويحمي فِراش الظفر. ويوجد فيها شريط يُسمى الشريط الجلدي الظفري Onychodermal Band. وهذا أيضاً تجدر حمايته وعدم التسبب بانفصاله.

وتقول الجمعية الأميركية للأمراض الجلدية: «اترك البشرة المحيطة بالأظافر وشأنها. إنها تحمي بشرة جذور الظفر، لذا من المهم تجنّب قصّها أو دفعها للخلف. وعند قصّ البشرة المحيطة بالأظافر، يسهل على البكتيريا والجراثيم الأخرى دخول جسمك والتسبب بالعدوى. إذا أُصبتَ بعدوى في الأظافر، فقد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للشفاء».

05> تنصح الجمعية الأميركية للأمراض الجلدية قائلة: «بعد الفراغ من تقليم الأظافر، حافظ على ترطيب ونظافة الأظافر (تجفيفها بمنديل أو منشفة ناعمة بعد غسلها مباشرة أو تعرضها للماء) للمساعدة في الحفاظ على مرونتها. وهذا مهم بشكل خاص عندما يكون الهواء جافاً، لأن الأظافر التي تجفّ بذاتها بعد البلل تتكسّر بسهولة أكبر. كما أن البكتيريا والفطريات تزدهر في البيئات الرطبة. وبالحفاظ على أظافرك نظيفة وجافة، تمنع نمو البكتيريا تحتها».

ويضيف أطباء «مايو كلينك»: «احرصي على جعل أظافرك جافة ونظيفة. يمنع هذا نمو الجراثيم تحت أظافركِ. يمكن أن يؤدي التعرض المتكرر أو المستمر للمياه إلى تشققات الأظافر. ينصح بارتداء قفازات من المطاط المبطن بالقطن عند غسيل الأطباق أو التنظيف واستخدام المواد الكيميائية القوية. واستخدمي مستحضر ترطيب. عند استخدام مستحضر دَهون لليد، دلكي المستحضر بين أظافرك وعلى الجُليدات أيضاً». ويضيفون: «ضعي طبقة عازلة. استخدمي مقوي الأظافر للمساعدة على تقوية الأظافر. واسألي الطبيب عن البيوتين. يشير بعض الدراسات إلى أن المكمّل الغذائي البيوتين قد يساعد على تقوية الأظافر الضعيفة أو الهشة».

حالات وإصابات

06> السبب الأكثر شيوعاً لزيادة سُمك أظافر القدمين هو التقدُّم في العمر. ومن الأسباب الأخرى لزيادة سُمك أظافر القدمين الإصابة بمرض جلدي شائع يسمى الصدفية، أو تعرُض أصابع القدم لجرح أو إصابة، أو ارتداء الأحذية الضيقة، أو العدوى الفطرية في أظافر القدم. ولتقليم أظافر القدم السميكة ينصح أطباء «مايوكلينك» بتليينها عبر غمر قدميك في ماء دافئ لمدة من 5 إلى 10 دقائق، ثم جفِّف قدميك وأظافر قدميك بمنشفة.

والأداة الأفضل في تقليم أظافر القدمين السميكة هي «مقرضة الأظافر» Nail Nippers، لأنها تتميز بخفة الوزن وسهولة الإمسك بها والتحكم. و«مقرضة الأظافر» تختلف عن «قلّامة الأظافر» Nail Clipper المعروفة شائعة الاستخدام. ويمكنك شراؤها من أغلب الصيدليات أو متاجر التجميل. ولكن يجب توخّي الحذر عند استخدامها، خصوصاً إذا كنت مصاباً بمرض السكري أو لديك ضعف في الدورة الدموية للقدمين أو لديك ضعف الإحساس في القدمين (مرضى السكري).

ابدأ من زاوية الظفر، وقُصَّه قصات صغيرة ومستقيمة بطول ظفر إصبع القدم، فهذه القصات الصغيرة للظفر تمنع تشققه. ولا تستخدم «مقرضة الأظافر» لتدوير حواف الظفر (لأن مقدمتها حادة جداً). لكن قصه عرضياً بشكل مستقيم. فذلك يقلل من مخاطر الإصابة بـ«ظفر القدم الناشب» Ingrown Toenail. وبعد تقليمك أظافر قدميك، قم بتنعيم الحواف الحادة. وتذكر، إذا استمرت الأظافر في تزايد سُمكها بمرور الوقت، أو إذا تسببت في شعورك بالألم، فتواصل مع طبيبك. وكذلك حدد موعداً طبياً أيضاً إذا لم تكن تعتقد أن بإمكانك تقليم أظافر قدميك بنفسك بأمان.

07> العناية بأدوات تقليم الأظافر خطوة مهمة لجعل التقليم آمناً ولا يتسبب بأي أذى للأظافر. وتقول الجمعية الأميركية للأمراض الجلدية: «استخدم (قلامة الأظافر) Nail Clipper لتقليم أظافر اليدين، و(مقرضة الأظافر) Nail Nippers لتقليم أظافر القدمين. تذكر تطهير أدواتك شهرياً. لتطهيرها، انقع فرشاة تنظيف صغيرة في وعاء يحتوي على كحول أيزوبروبيل بنسبة 70 إلى 90 في المائة، ثم استخدم الفرشاة لفرك (قلامة الأظافر) أو (مقرضة الأظافر). بعد ذلك، اشطف الأدوات بالماء الساخن وجففها تماماً قبل وضعها في مكانها». وتضيف: «لا تستخدم مقلمة الأظافر كأداة، مثل فتح علب المشروبات الغازية. قد يُسبب ذلك ضرراً عند استخدامها لتقليم الأظافر، مثل تشقق الأظافر أو انقسامها أو انفصال الظفر عن فراش الظفر». وفِراش الظفر Nail Bed هي منطقة التقاء صفيحة الظفر Nail Plate بجلد طرف الأصبع، الذي يقع أسفل الظفر ويحتوي على الأعصاب والأوعية الليمفاوية والدموية.

08> سأف الأظافر Hangnails، أو الظفر المُعلّق، مشكلة يُعاني منها الكثيرون. ويقول أطباء كلية الطب بجامعة هارفارد: «الظفر المعلَّق قطعة صغيرة ممزقة من الجلد تظهر على حافة الظفر. وغالباً ما يظهر عندما يصبح الجلد المحيط بالأظافر جافاً أو متشققاً أو تالفاً. وعلى الرغم من اسمه، فإن الظفر المعلق ليس جزءاً من الظفر نفسه، بل هو شريحة من الجلد يمكن أن تتقشر من حافة الظفر.

والظفر المعلق صغير، ولكنه قد يكون مزعجاً بشكل مفاجئ، بل ومؤلماً. خصوصاً إذا علق بشيء أو أُصيب بالتهاب. وفي حين أن معظم حالات الظفر المعلق غير ضارة ويمكن علاجها في المنزل، فإنها قد تؤدي أحياناً إلى التهابات إذا لم تتم العناية بها بشكل صحيح». ويضيفون: «أفضل طريقة للوقاية من تشقق الأظافر هي الحفاظ على صحة وترطيب الجلد المحيط بأظافرك».

وللتعامل معه ينصحون بالخطوات التالية:

- انقع أصابعك. ابدأ بنقع أصابعك في ماء دافئ وصابون لمدة 10 دقائق تقريباً لتليين الجلد.

- قصّ بعناية. باستخدام مقص أظافر معقم أو مقص صغير، قصّ الظفر المتدلي برفق بالقرب من الجلد. قد ترغب في سحب الجزء المرتفع من الجلد، ولكن هذا أمر يجب تجنبه. قد يُسبب تمزيق الجلد مزيداً من الضرر في قاعدة الظفر ويزيد من خطر الإصابة بعدوى في البشرة.

- ضع مرطباً. استخدم كريماً مرطباً خالياً من العطور أو القليل من الفازلين للحفاظ على ترطيب الجلد المحيط بأظافرك. والخيار الآخر هو استخدام كمية صغيرة من مرهم مضاد للبكتيريا يُصرف دون وصفة طبية.

- ضع ضمادة إذا لزم الأمر. إذا كانت المنطقة ملتهبة أو تنزف، فغطِّها بضمادة لحمايتها من العدوى حتى تلتئم».

* استشارية في الباطنية. العوامل الوراثية


مقالات ذات صلة

ارتفاع درجات الحرارة يهدد بانتشار فطريات قاتلة «تأكلنا من الداخل إلى الخارج»

صحتك الدراسة تتوقع انتشار الفطريات في نطاق أوسع مع ارتفاع درجة حرارة العالم (رويترز)

ارتفاع درجات الحرارة يهدد بانتشار فطريات قاتلة «تأكلنا من الداخل إلى الخارج»

تتوقع أبحاث جديدة أن تنتشر الفطريات المسببة للعدوى، والمسؤولة عن ملايين الوفيات سنوياً، بشكل كبير إلى مناطق جديدة مع ارتفاع حرارة الكوكب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك سيدة نائمة (رويترز)

لماذا يُفضل بعض الناس النوم على جانبهم؟

تتعدد الأوضاع التي يفضل الناس النوم بها، ولكن بعض الأوضاع قد تسبب مشكلات صحية عديدة، من آلام الظهر إلى ارتجاع المريء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
يوميات الشرق تُنظم الساعات البيولوجية وظائف فسيولوجية وأيضية يومية (جامعة فلوريدا)

فوائد متنوّعة للنشاط اليومي المُبكر

كبار السنّ الذين لديهم أنماط نشاط يومية مُبكرة وأكثر انتظاماً يتمتّعون بلياقة قلبية ورئوية أفضل، مقارنةً بمَن يملكون جداول عمل متأخّرة أو غير منتظمة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الفلفل الحار يحتوي على مركبات تُحسِّن التحكم في نسبة السكر بالدم (جامعة بنسلفانيا)

دراسة: المأكولات الحارة تساعد على فقدان الوزن

تشير دراسة جديدة إلى أن تناول غداء حار قد يساعد على تقليل كمية الطعام وفقدان الوزن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الموز يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم ونسبة منخفضة من الصوديوم مما يدعم ضغط الدم الصحي (رويترز)

بينها الموز... 5 أطعمة عليك تناولها لتنظيم ضغط الدم

يعاني كثير من الأشخاص من مشكلات ترتبط بضغط الدم، والأمر لا يتعلق فقط بارتفاع الضغط؛ بل تكمن المشكلة أحياناً في انخفاضه لدى بعض المرضى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ارتفاع درجات الحرارة يهدد بانتشار فطريات قاتلة «تأكلنا من الداخل إلى الخارج»

الدراسة تتوقع انتشار الفطريات في نطاق أوسع مع ارتفاع درجة حرارة العالم (رويترز)
الدراسة تتوقع انتشار الفطريات في نطاق أوسع مع ارتفاع درجة حرارة العالم (رويترز)
TT

ارتفاع درجات الحرارة يهدد بانتشار فطريات قاتلة «تأكلنا من الداخل إلى الخارج»

الدراسة تتوقع انتشار الفطريات في نطاق أوسع مع ارتفاع درجة حرارة العالم (رويترز)
الدراسة تتوقع انتشار الفطريات في نطاق أوسع مع ارتفاع درجة حرارة العالم (رويترز)

تتوقع أبحاث جديدة أن تنتشر الفطريات المسببة للعدوى، والمسؤولة عن ملايين الوفيات سنوياً، بشكل كبير إلى مناطق جديدة مع ارتفاع حرارة الكوكب. وأكدت الأبحاث أن «العالم غير مستعد لذلك»، وفق ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.

والفطريات مملكة واسعة من الكائنات الحية منتشرة في كل مكان، تنمو في بيئات مثل التربة والسماد والماء، وتلعب دوراً مهماً في النظم البيئية، لكن يمكن أن يكون لها تأثير مدمر على صحة الإنسان، حيث تقتل العدوى الفطرية ما يقدر بنحو 2.5 مليون شخص سنوياً، ونقص البيانات يعني أن هذا العدد قد يكون أعلى بكثير.

ومع ذلك، ما زلنا بعيدين جداً عن فهمها، وخاصةً كيفية استجابة هذه «الكائنات الحية فائقة التكيف» لارتفاع درجة حرارة المناخ.

واستخدم فريق من العلماء من جامعة مانشستر المحاكاة الحاسوبية والتنبؤات لرسم خريطة للانتشار المستقبلي المحتمل للفطر الأخضر أو فطر الرشاشيات، وهو مجموعة شائعة من الفطريات موجودة في جميع أنحاء العالم ويمكن أن تسبب داء الرشاشيات، وهو مرض يهدد الحياة ويصيب الرئتين بشكل رئيسي.

وحسب الدراسة التي نُشرت هذا الشهر، وجد الباحثون أن بعض أنواع فطر الرشاشيات ستتوسع مع تفاقم أزمة المناخ، لتمتد إلى أجزاء جديدة من أميركا الشمالية وأوروبا والصين وروسيا. وتنمو فطريات الرشاشيات كخيوط صغيرة في التربة حول العالم. ومثل معظم الفطريات، تُطلق أعداداً هائلة من الجراثيم الصغيرة التي تنتشر في الهواء.

وقال نورمان فان رين، أحد مؤلفي الدراسة والباحث في تغير المناخ والأمراض المعدية بجامعة مانشستر: «الفطريات لا تحظى بأبحاث كافية نسبياً مقارنةً بالفيروسات والطفيليات، لكن الخرائط تُظهر أن مسببات الأمراض الفطرية ستؤثر على الأرجح على معظم مناطق العالم في المستقبل».

ويستنشق البشر الجراثيم يومياً، لكن معظمهم لا يعانون من أي مشاكل صحية؛ إذ يتخلص منها جهازهم المناعي. لكن يختلف الوضع بالنسبة لمن يعانون من أمراض الرئة أو يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

وصرّح فان رين بأنه إذا فشل جهاز المناعة في التخلص من الجراثيم، فإن الفطر «يبدأ في النمو ويأكل الجسم من الداخل إلى الخارج، بصراحة تامة». وأضاف أن داء الرشاشيات له معدلات وفيات عالية جداً تتراوح بين 20 و40 في المائة، كما أنه يصعب تشخيصه.

وأشار فان رين إلى أن مسببات الأمراض الفطرية تزداد مقاومة للعلاج. ولا تتوفر سوى أربعة أنواع من الأدوية المضادة للفطريات.

ووجدت الدراسة أيضاً أن فطر الرشاشيات الصفراء، وهو نوع يفضل المناخات الاستوائية الحارة، قد يزيد انتشاره بنسبة 16 في المائة إذا استمر البشر في حرق كميات كبيرة من الوقود الأحفوري. ومن المتوقع أن ينتشر في أجزاء من أميركا الشمالية وشمال الصين وروسيا. ويسبب هذا النوع من الفطريات عدوى شديدة لدى البشر، ويصيب مجموعة من المحاصيل الغذائية، مما يشكل تهديداً محتملاً للأمن الغذائي.

أيضاً من المتوقع أن ينتشر فطر الرشاشيات الدخناء، الذي يُفضّل المناخ الأكثر اعتدالاً، شمالاً نحو القطب الشمالي مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية. وقد وجدت الدراسة أن انتشاره قد يزداد بنسبة 77.5 في المائة بحلول عام 2100، مما قد يُعرّض 9 ملايين شخص في أوروبا للخطر.

وبالإضافة إلى توسيع نطاق نموها، قد يزيد الاحتباس الحراري من قدرة الفطريات على تحمل درجات الحرارة، مما يسمح لها بالبقاء على قيد الحياة بشكل أفضل داخل أجسام البشر.