محمد رُضا
صحافي متخصص في السينما
TT

المشهد

> مشاهدة الأفلام المصرية الحديثة تكشف عن مدى الرغبة الجانحة صوب استنساخ الموديل الهوليوودي في العمل بدءاً من المقاطع الترويجية وانتهاء بالفيلم ذاته.

> مثل السينما المصرية في ذلك السينما الهندية. تفتح على فيلم فإذا بك أمام ما يبدو كما لو كان فيلماً أميركياً من تلك الرائجة إنما مع أبطال من الهند وقصّة من السند.

> تشمل تلك التفاصيل، في السينماتين العريقتين، لقطات الوجه الذي يحمل ملامح الإعلان الذاتي. رجل ينزل من السيارة ويتوقف قليلاً لكي تستقبله الكاميرا بتميّز. أو سباق كتلة من السيارات تحت جناح الموسيقى العالية أو على ضربات الطبول في مشاهد التشويق. ناهيك عن الاستخدام الساذج للسلوموشن أو قطع المشهد على طاولة التوليف على نحو يقفز المشهد فيه كقفز الكنغارو.

> لكن التقليد المذكور لا يرفع من قيمة الفيلم، هندياً كان أو مصرياً أو من أي دولة كانت. كل ما يفعله هو التقليل من شأن الفيلم المقلِد حيال الأصل (الذي هو في أحيان كثيرة عمل رديء بدوره).

> شاهدت جزءاً من فيلم مصري جديد اسمه «دولارات». انتقلت من مشاهدة التريلر في يوم مدركاً ما سأنتظره حين مشاهدتي الفيلم كاملاً ولم يخيب الفيلم توقعاتي: التريلر سيء. الفيلم أكثر سوءاً.

> ما الذي يحدث؟ هل الشباب العربي يكترث فعلاً لمشاهدة استنساخات من هذا المستوى؟ إذا ما كان يقبل على هذه الأفلام لم لا نراها في المراكز الأولى في قوائم «التوب تن» إذن؟

> «دولارات» ومن قبله أفلام وأفلام تشبه تلك الموجة العارمة من أفلام الثمانينات التي سُميت بأفلام المقاولات. كل ما في الأمر أنها اليوم ترتدي أسلوب عرض مختلف.

> المسألة كانت وما تزال تجارية بحتة. لا ريب في ذلك ولا عتب. لكن ليس على الفيلم التجاري أن يكون رديئاً وركيكاً، ولا يعني شيئاً سوى اللهو المطلق مع تمثيل رديء وإخراج أردأ.

> تاريخ السينما المصرية حافل بالأعمال الممتازة التي لم تعد شركات الإنتاج في القاهرة تحفل بها كما كان الوضع في الخمسينات والستينات والسبعينات. في الوقت ذاته تلبية رغبة الجيل الجديد لا تعني الهبوط بالمستوى، بل الارتقاء به لأنه لم يعد يحفل بالخزعبلات المتوفرة.