مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

ليه... هيّ الدنيا سايبة؟!

طلبت امرأة من مدينة ميراج الهندية المساعدة من رئيس الوزراء الهندي (ناريندرا مودي) بسبب تلقيها مليار روبية بالخطأ.
وتعمل المرأة الهندية (شيتال باداف) في قسم التغليف بمعمل لقاء 5 آلاف روبية شهريًا، ما يعادل نحو 69 دولارًا، وعندما سحبت نقودها من حسابها المصرفي، بواسطة بطاقتها، في 18 ديسمبر (كانون الأول)، وجدت زهاء مليار روبية، ما يعادل نحو 13.8 مليون دولار على حسابها. ولم تصدق شيتال عينيها، وطلبت من الرجل الواقف بجانبها في الطابور قراءة ذلك الرقم الفلكي (999999394)، وأكد الرجل صحة رؤيتها.
بعد ذلك، قررت باداف مع زوجها إرسال رسالة إلى رئيس وزراء الهند، مصرين على أنه من المستحيل أن يمتلكا هذا المبلغ، خاصة مع وقوع ذلك المبلغ الفلكي على حساب لا يجوز ادخار ما يزيد على ما يعادل نحو 690 دولارًا عليه، وطلبت شيتال من رئيس الوزراء مودي تقديم المساعدة في حل مشكلتها - انتهى.
الله؛ لو طب هذا المبلغ في حساب أبو المشاعل، فماذا تظنون أنه فاعل؟! أكيد أنه لن يرقص على (واحدة ونص)، ولكنه بكل تأكيد سوف يرفع دعوى على البنك لأن حسابه انتهك، ودخل فيه (وسخ الدنيا).
ولكن - آه من لكن - هل تعتقدون أن البنك سوف يكتشف هذه الغلطة أم لا؟!
هنا مربط الفرس.
***
كان الموظف يتناول طعام الإفطار في منزله، بينما انهمك في مطالعة الصحيفة اليومية فترة طويلة، ثم التفت إلى زوجته وطلب قدحًا آخر من القهوة، فقالت الزوجة: قهوة أخرى؟ ألا تذهب إلى مكتبك اليوم؟ فصاح الزوج في دهشة: يا إلهي.. لقد كنت أظن أنني في المكتب - انتهى.
حال هذا الموظف الهمام ينطبق على (70 في المائة) من موظفي الدولة. بلاش أكون ظالم، الواقع أنه ينطبق على (90 في المائة) منهم.
***
كان سعاة المبنى الحكومي في عاصمة (نبراسكا) في طريق عودتهم إلى منازلهم، بعد انتهاء عملهم في الساعة الواحدة صباحًا، عندما لاحظ أحدهم وجهًا جديدًا بين من غادروا المبنى في تلك الساعة، فاقترب من صاحب هذا الوجه وسأله:
ما المكاتب التي تقوم بتنظيفها؟! فأجابه فيكتور أندرسون، صاحب الوجه الجديد:
إنني أحاول أن أجعل كل المصالح الحكومية نظيفة على قدر استطاعتي... إنني حاكم نبراسكا - انتهى.
***
قاتل الله الشاعر الذي قال هذين البيتين:
ولقد أبيت ضجيع كل مخضب/ رخص الأنامل طيب الأردان
عطر الثياب من العبير مذيل/ تمشي الهوينى مشية النشوان
ليه... هيّ الدنيا سايبة؟!