مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

الملك عبد العزيز وإيران

هناك مشكلة حقيقية في «الجهل» بأحوال السعودية، وأمور السعوديين، جهل لدى كثير من الإعلاميين الغربيين، وحتى من بني يعرب.
نقول الجهل لأننا لا نريد الحديث عن «التجاهل»، فالأخير ينطوي على نية سيئة عدوانية.
في ردود الفعل على تنفيذ حكم القضاء السعودي بإعدام مجموعة من الإرهابيين، كلهم من نشطاء القاعدة «السنية» إلا 4 أشخاص، فيهم واحد يعتمر العمامة، هو نمر باقر النمر.
الصحافة البريطانية، أو جلها، عزفت على أنغام القانون الإيراني، مثل «بي بي سي» و«الإندبندنت»، وغيرهما، وبعض الصحف الأميركية، وتم التركيز على إعدام نمر، فقط نمر، وأنه أعدم لأنه «شيخ شيعي معارض بالرأي».
هذا تصرف إعلامي عدواني، لكن المضحك هو «الإفتاء» في تاريخ وأحوال السعودية، فمثلاً تجد من يحدثك عن أن آل سعود هم فقط الملك عبد العزيز، وأنهم للتو حكموا، جاهلاً التاريخ الذي يمتد لثلاثة قرون في قيادة الجزيرة العربية، في لحظات قاسية وشحيحة الموارد.
يتحدثون عن الشيعة، بطريقة جاهلة، ولم يعلموا عن إسهام المواطنين الشيعة في النهضة السعودية، وما خبر المهندس نظمي النصر، وهو قيادة إدارية مشرفة في شركة أرامكو، عمود الاقتصاد السعودي، وعشرات من رجال الأعمال والتجار والمهندسين والأساتذة، من مواطني القطيف والأحساء والمدينة ونجران، إلا مجرد مثال.
على ذكر المدينة المنورة، فهناك قصة قديمة ورائعة عن تعيين رجل من حكماء المدينة هو «السيد» حمزة غوث، أول سفير للسعودية لدى إيران، من 1947 إلى 1964 وكان عميدًا للدبلوماسيين هناك، وكانت له علاقات رائعة في الوسط الإيراني، ومنهم المرجع الكبير آية الله بروجردي، وفي تفاصيل القصة يروي ابنه خالد غوث القصة نقلاً عن والده، كما نقلت جريدة «الرياض»، فيقول:
«بينما كنت في معية الملك عبد العزيز في أول رحلة له - رحمه الله - بالطائرة التي أهداها إليه فرانكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأميركية، إذ به يستدعيني إلى حيث يجلس في مقدمة الطائرة، وقال لي: لقد قررت تعيينك سفيرًا في إيران، فما قولك؟ ثم أردف قائلاً: إنك تعلم أن علاقتنا بإيران مقطوعة بعد الأحداث (اللي أنت خابر)، والآن بعد انتهاء الحرب من مصلحة الجميع أن تعود العلاقات بيننا وبينهم، فماذا تقول؟ فأجبته - رحمه الله: إن الأمر لله، ثم لك في كل الأحوال».
ليس هناك مشكلة سعودية مع الشيعة أو مع إيران، هناك مشكلة محددة، سياسية، مع «النظام» الخميني، فقط.
نعم، يوجد غلاة من الطائفيين السعوديين، ضد الشيعة، لكنهم لا يمثلون النهج الرسمي للدولة.

[email protected]