حمد الماجد
كاتب سعودي وهو عضو مؤسس لـ«الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية». أستاذ التربية في «جامعة الإمام». عضو مجلس إدارة «مركز الملك عبد الله العالمي لحوار الأديان والثقافات». المدير العام السابق لـ«المركز الثقافي الإسلامي» في لندن. حاصل على الدكتوراه من جامعة «Hull» في بريطانيا. رئيس مجلس أمناء «مركز التراث الإسلامي البريطاني». رئيس تحرير سابق لمجلة «Islamic Quarterly» - لندن. سبق أن كتب في صحيفة «الوطن» السعودية، ومجلة «الثقافية» التي تصدر عن الملحقية الثقافية السعودية في لندن.
TT

الحوثي وطموحاته في اليمن

نعم، «الحوثي صار الآن سيد اليمن وسيصبح سيد الجزيرة العربية، وهو السلطان الجديد للبحر الأحمر بعد بروز سلطان البحر الأبيض المتوسط حسن نصر الله».. هذه ليست صرخة نصر عفوية أطلقتها حنجرة حوثي نشوة بالسيطرة على العاصمة صنعاء، كما أنها ليست مهاترات ومهاذرات على موقع تويتر بين أشقياء التغريد، بل هي مقتطفات من مقابلة لشخصية مقربة من القيادة الإيرانية، الدكتور محمد صادق الحسيني، وهو أيضا باحث معتق وإعلامي له صولاته الإعلامية كتابية وكلامية.
المفيد في مثل هذه الشخصيات المقربة من القيادات السياسية أنها تظهر ما يضطر القادة السياسيون لإبطانه، وتبرز ما قرقع في القلب ورفض أن يخرجه اللسان. على الدبلوماسية أن تنتقي عبارات المجاملات وتبيعها رخيصة في عالم السياسة، وعليها أيضا أن تختار مثل الدكتور الحسيني يبلغ الرسائل ويوضح الغامض ويكشف المستور وربما يمارس حربا نفسية مقصودة.
وليست القضية أن تؤيد إيران ما يجري في اليمن أو تحركه وتدعمه، فالحكومة الإيرانية تحركها آيديولوجيا تتطلب إثبات الحضور في كل منازلة سياسية أو حربية، مثل غيرها. الذي لا يمكن هضمه ولا القبول به هو حقيقة أن إيران دوما تتبجح بضرورة تناسي الخلافات وتطالب بضرورة الوحدة «الإسلامية» ضد مخططات العدو الصهيوني تحت رعاية «الشيطان الأكبر» أميركا، والدكتور أحد الذين بح صوتهم بهذه الدعاوى. يقول الدكتور محمد صادق الحسيني: «الذي غير خارطة الكون هو صمود الشعب السوري والجيش العربي السوري وحزب الله اللبناني في سوريا. إن أوباما تجرع السم ثلاث مرات؛ تجرعه في العراق، وتجرعه في الضاحية الجنوبية اللبنانية (يقصد حزب الله)، وهذه الأيام تجرع السم اليمني على يد سيد الجزيرة العربية المقبل عبد الملك الحوثي».
ليت الدكتور صادق يفسر لنا السر الذي جعل طائرات «الشيطان الأكبر» أوباما، الذي يتضور من ألم السم «العلوي» في دمشق، تصول هذه الأيام في السماء السورية وتضرب «داعش» و«النصرة» وكل الفصائل الجهادية «السنية» وتترك طائرات بشار تلقي القنابل على شعبها، وتفتك بعشرات الألوف من الشعب السوري الحقيقي؟ وما الذي جعل طائرات أوباما «المسموم» قهرا من عبد الملك الحوثي تتصيد قادة «القاعدة» ومراكز «الجهاديين» في اليمن وتترك نافث السم الحوثي يفتح الموانئ ويشيد المعسكرات ويجلب معدات الأسلحة الإيرانية المتطورة من الجزر الإريترية التي استأجرتها إيران، ويذرع الأراضي اليمنية طولا وعرضا ويحتل المدن اليمنية ويدخل صنعاء دون أن تطلق عليه أميركا ولو زخات رذاذية من مسدس ماء طفولي؟
إذا كان حسن نصر الله فعلا عنصرا أساسيا في محور مقاومة حقيقية، فليشرح لنا الدكتور صادق الحسيني، لماذا لا تصيده إسرائيل وتفتك به كما فعلت مع قادة المقاومة في غزة مؤخرا، والقاصي والداني يعرف تحركات السيد من خلال تنقلاته ومقابلاته الإعلامية وخطبه العنترية التي لا يتوقف فيها عن الرغي عن المقاومة؟ تماما مثلما تركت أميركا، لأمر يراد، البغدادي خليفة «الدولة الإسلامية» يخطب الجمعة على الهواء مباشرة من مسجد معروف وفي رابعة نهار عراقي صائف دون أن تصيبه مقاتلات أوباما؟ وليته يفسر لنا كيف للشيطان الأميركي الأكبر أن يقوض نظام صدام ويحتل العراق تحت ذرائع اتضح أنها كاذبة ملفقة، ثم يسلم كامل العراق على طبق من ذهب لأذرعة إيران في العراق ومعه، فوق البيعة، رأس صدام لميليشياتكم؟
أيها «الصادق»: تقول العرب قديما «إذا كنت (كذوبا) فكن ذكورا».