جوسلين إيليا
إعلامية وصحافية لبنانية عملت مقدمة تلفزيونية لعدة سنوات في لندن وبيروت، متخصصة في مجال السياحة.
TT

رئيس.. دراجة وكرواسون

الصور التي تصدرت الصحف والمجلات هذا الاسبوع هي صور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على دراجة نارية صغيرة، يخفي وجهه خلف خوذة أشبه بتلك التي يرتديها رواد الفضاء. وكما أظهرت الصور، فالرئيس كان يتوجه الى شقة عشيقته الممثلة جولي غاييه في شارع "لو سيرك " ويعني "السيرك"، على مسافة لا تزيد على مائة متر من قصر الاليزيه الرئاسي.
ولم يكن عنوان الغرام هو السيرك الوحيد، بل تحولت القصة الى سيرك حقيقي بعدما رشحت المعلومات وازدادت التكهنات، وكانت التعليقات تدور حول سلامة الرئيس وهو يتنقل وحيدا على دراجة نارية صغيرة من دون حماية شخصية، مما يهدد أمن وسلامة فرنسا، والقصة الكبرى الأخرى هي تردد اسم مرافقه ميشال (كما ذكرت مجلة كلوزر التي نشرت الصور)، الذي كان يهتم بتأمين الكرواسون الفرنسي الطازج للرئيس وحبيبته، المشهد في غاية الرومانسية، ولكن القصة الحقيقية انتقلت من قصة خيانة من قبل الرئيس الفرنسي لصديقته فاليري تريفايلر الصحافية التي تنعم بمواصفات سيدة فرنسا الاولى من دون أن تكون حتى متزوجة من الرئيس، الى قصة الكرواسون والأمن القومي.
القصة لا زالت قائمة، ولم يقم الرئيس بالرد على أسئلة الصحافيين في مؤتمر صحافي استمر لمدة ساعتين ونصف الساعة، في وقت ترقد فيه شريكته فاليري في المستشفى، وسط أخبار وإشاعات مفادها أن الممثلة غاييه حامل في الشهر الرابع.
القصة شائكة ومتشعبة، كيف لا ؟ وفاليري نفسها سرقت الرئيس من شريكته السابقة سيغولين رويال، وقد يكون هذا هو السبب الذي دفع بها للتصريح بأنها تسامح الرئيس على فعلته هذه، كيف لا تسامحه وهي أكثر من استفاد من الصفة الرسمية بطريقة غير رسمية، فهي تستغل منصبها للتنقل بطائرات خاصة وتتبختر في شوارع باريس في سيارة فاخرة مع سائق وتسافر مع الرئيس بصفتها حرمه المصون؟ ولكن المضحك المبكي في الموضوع هو أن الفرنسيين الذين لا يهتمون لمثل هذه الأخبار لأنهم ليسوا من أنصار الزواج أصلا ويؤيدون المساكنة، نسبة 89 في المائة منهم تشجع الرئيس على ترك فاليري (الملقبة بماري أنطوانيت الجديدة).
اللافت ايضا هو أن الصحافة الفرنسية تركت القصة الحقيقية وانصبت على تفاصيل صغيرة مثل: أمن الرئيس والكرواسون. ومرت رومانسية الرئيس مرور الكرام، وقد يكون السبب هو أن علاقة الرئيس الفرنسي هولاند ليست الاولى من نوعها في الاوساط السياسية الفرنسية والعالمية، فمن منا ينسى الرئيس الحادي والعشرين لفرنسا فرانسوا ميتيران الذي كان على علاقة بسيدة ورزق منها بطفلة، ومن يمكنه أن ينسى العلاقة التي كانت تربط الرئيس الاميركي بيل كلينتون بمونيكا لوينسكي، وعلاقة الرئيس الراحل جون كينيدي مع النجمة مارلين مونرو، وفضيحة المدير السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان، في نيويورك، واللائحة تطول وتطول...