هاني عبد السلام
مسؤول قسم الرياضة
TT

مويز .. الان وقبل فوات الاوان

لم تكن اقالة مويز من تدريب مانشستر يونايتد مفاجأة الا له هو نفسه!، فالرجل الاسكتلندي الذي مسح كل الانجازات الرائعة التي حققها النادي العريق مع السير اليكس فيرغسون عبر 27 عاما، خلال 10 اشهر فقط في قيادة الفريق، يشعر بالصدمة لاقالته! .
لقد اصاب مويز كل متابعي كرة القدم وليس جمهور وعشاق مانشستر يونايتد بخيبة الامل، ففي عهده القصير اصبح الفريق الذي كان يرهب المنافسين كالقط الوديع، وملعب اولد ترافورد الذي كان يطلق عليه مقبرة المنافسين تحول لمتنزه يمرح فيه الصغار والكبار على حساب صاحب الارض.
في هذه الزاوية وقبل اكثر من شهرين كتبت عن "المدرب النحس" وهو الوصف الذي اطلقه الجمهور على مويز بعد النتائج المخيبة والمتتالية، وكانت كل الدلائل تشير الى ان مصير هذا المدرب الاقالة لا محالة، واذا لم تحدث الان وقبل انتهاء الموسم قد يكون الاوان قد فات على يونايتد لتصحيح مساره.
ارقام يونايتد السلبية في عهد مويز كانت تاريخية ، فمني بالهزيمة ذهابا وايابا امام ليفربول ومانشستر سيتي وايفرتون هذا الموسم وللمرة الاولى في تاريخ النادي منذ انطلاق الدوري الانجليزي الممتاز. واستقبلت شباك الفريق للمرة الاولى هدفا في الدقيقة الاولى على ملعبه في الدوري الممتاز، كما خرج الفريق من الدور الثالث لكأس انجلترا وهذا ما حصل مرة واحدة فقط في عهد فيرغسون الذي استمر 27 عاما، كما انه تحصل على ادنى عدد من النقاط في تاريخ الدوري الممتاز وتعرض لثلاث هزائم متتالية هذا الموسم وهذا ما لم يحصل له منذ عام 2001. فشل مويز في الانتصار على اي من الفرق الثمانية الاولى بالدوري هذا الموسم باستثناء مباراة الذهاب امام ارسنال، وحصد عدد من النقاط يساوي او اقل من الذي حصده ابان توليه الاشراف على ايفرتون الموسم الماضي، وللمفارقة ان فريقه السابق حقق انطلاقة رائعة تحت ادارة مدربه الجديد الاسباني مارتينز وقفز للمركز الخامس منافسا على مركز مؤهل لدوري الابطال.
الذين تعاطفوا مع مويز ضد قرار اقالته، لم يقدموا اي مبرر لمساندته، ولو كانت هناك مبشرات للنجاح لكان الجمهور الذي رفع منذ اليوم الاول لافتة "الرجل المناسب" لم ينقلب ضده في الايام الاخيرة بلافتات " الرجل غير المناسب يجب ان يرحل".
في زمن تحولت فيه كرة القدم الى صناعة ، والاندية الى شركات تطرح اسهمها في البورصات العالمية، ارتبطت الارباح والخسائر المالية بنتائج الفرق في الملعب ، ومع مويز اصبح مانشستر يونايتد مهددا بخسائر فادحة جراء فشله في الحصول على اي لقب وعدم التأهل لدوري الابطال الموسم المقبل. ومن المدهش ان المنحنى البياني الهابط لبورصة يونايتد خلال الايام الماضية قفز مرتفعا ومحققا ارباح تجاوزت 10 مليون دولار مع خبر اقالة مويز!
الئين طالبوا باعطاء مويز مزيدا من الوقت وضربوا المثل بليفربول المتألق هذا الموسم، نسوا او تناسوا ان الاخير احتاج اكثر من 20 عاما من التجارب وانزلق في مديونيات كبيرة قبل ان يصل الى هذه المرحلة، ولا اظن ان هناك اي من فرق القمة الانجليزية سواء يوناتيد او تشيلسي او سيتي او ارسنال ، قادر على دخول هذه المغامرة. ربما لم يحسن مانشستر يونايتد الاختيار منذ البداية، لكن على قدر قسوة التجربة مع مويز الا ان قرار الاقالة الان افضل كثير من فوات الاوان.