لأن كاتب هذه السطور كان من الأوائل «جدا» في التشديد على قدرة نادي الفتح على الفوز ببطولة دوري «زين» للمحترفين، مثلما سبق أن فعل في كأس الخليج الأخيرة عندما رشح الإمارات، قبيل انطلاقة المباريات.. وكذلك رشح اليابان لكسب كأس أمم آسيا الأخيرة.. اليوم أقول النصر من الله.. وهاكم تجربة نادي الفتح كأكبر دليل على ما نقول.. ولذا أقدم التبريكات «الصادقة» لكل المحايدين والفتحاويين، أعضاء شرف ولاعبين وجهازا فنيا وإداريين وجماهير.. ولا أنسى ابني «عبد الله» الذي تعاطف مع الفتح وكان «مثلي» يتمنى فوزه بالدوري!!
النصر من الله.. أي «والله» نعم.. فكل من يتكل على رب العالمين ويجعله حسبه وهو نعم الوكيل، ويخلص العمل ويصفي النية، لا شك سيحقق النجاح الذي (قد) يبلغ الدرجة الكاملة مثلما فعل (رجال) الفتح.. كيف؟!
الفتحاويون.. نظموا أنفسهم من الداخل «بعيدا عن الإعلام».. كانت التكاملية والعمل الجماعي داخل البيت الفتحاوي على أكمل صورة بين أعضاء الشرف من جهة والإدارة من جهة أخرى.
لم يبالغوا في رصد الميزانيات.. بل ظلوا واقعيين «جدا جدا» وفق ميزانية منضبطة ومقدور عليها.. وبعدما كان التوفيق حليفهم بالاستقرار الإداري والفني، ظلوا حريصين على اختياراتهم «العناصرية» من دون مزايدات؛ بل وفق خطط فنية «مدروسة جيدا» من قبل الفنيين والإداريين وبعيدا عن الإعلام.
هم «بصراحة» لم يجاهروا بتعاقداتهم قبيل إتمامها، ولم يزايدوا على أندية أخرى!.. بطريقة الـ«شو» الإعلامي.
الاتزان والعقلانية.. ظلا ديدنهم في التعامل مع اللجان. فلم يتشاركوا مع لجان احتراف أو تحكيم أو انضباط أو غيرها!.. بل احترموا الجميع بالحرص على الانضباط التام من الرئيس إلى حارس المرمى!.. شاركوا خارجيا وخرجوا بشرف بعدما كسبوا سمعة جيدة في تمثيل الوطن بأخلاق تنافسية رفيعة شريفة.
وفي الداخل لم يغرد أحد من إدارييهم ضد أي جهة في الاتحاد الكروي أو الأندية المنافسة. واليوم ها هم أبناء الأحساء يقتحمون السجل الذهبي «الأرفع» في السعودية، مع الأهلي والاتفاق (دوريان لكل منهما)، والشباب والنصر (ست بطولات لكل منهما)، والاتحاد (8 بطولات)، والزعيم (13 بطولة).. ويا له من اقتحام تاريخي غير مسبوق من أندية كبيرة وعريقة (شرقا وغربا).. ليس هذا فحسب؛ بل إن الفتح بمقدوره تسجيل رقم قياسي خرافي (وهو مرشح لذلك) متى حصد أربع نقاط وأكثر من مباراتيه الأخيرتين مع الوحدة والاتفاق.. حيث سيصل إلى الرقم النقطي «65»، وبذلك يكسر رقم الهلال 2011 (64 نقطة)، ومثله رقم الشباب 2012 (64 نقطة) أيضا.
بقي القول.. تصوروا الأهلي الذي حجم ميزانيته نحو عشرة أضعاف الفتح يغيب عن بطولة الدوري نحو ثلاثة عقود، والاتفاق نحو عقدين ونصف العقد، والنصر نحو عقدين!!.. لله دركم يا رجال الفتح، فقد قدمتم دروسا تاريخية لا تنسى.. ألف مبروك.