أحسن مدرب الفريق السعودي لكرة القدم اختيار عناصر فريقه، استعدادا لمواجهة الفريق العراقي المقبلة، وهي إحدى المرات القليلة التي يحظى فيها الاختيار بالقبول، باستثناء ربما ما يتردد حول حارس مرمى النصر عبد الله العنزي.
ومن الطبيعي أن يجد الاختيار هذا الرضا والقبول والترحيب، لأن لوبيز كارو اعتمد على العناصر التي أجادت خلال مباريات الدوري، ثم إن الحظ ساعد في أن تكون أفضل العناصر السعودية من ناحية المقدرة موجودة في التشكيلة، أي أن المدرب اختار أفضل العناصر فعلا من ناحيتي: الكفاءة والأداء.
ولو حاول المرء أن يبحث عن اسم بارز يستحق أن يكون حاضرا لما وجد، علما أن الاختيار تجاوز أسماء كانت حاضرة في تشكيلة نفس المدرب في المرة السابقة، بل إن أسامة المولد وأحمد عطيف كانا من العناصر الأساسية الثابتة لفترة طويلة، لكن سبب الإبعاد مقنع الآن بلا شك، حتى إبعاد يوسف السالم، الذي كان أساسيا في آخر مشاركة دولية، بدا مقنعا، لأن إعادة الهداف البارز ناصر الشمراني كان على حساب السالم، ومن الإنصاف أن يعود ناصر لأنه النجم الأساسي في تشكيلة فريقه الهلال، في حين أن السالم لم يكن أساسيا، من هنا حظي الاختيار بالقبول ونجح المدرب في اجتياز الاختبار الشفهي، ولكن بقي الأهم، وهو الاختبار التحريري، والنجاح في الشفهي خطوة مشجعة يبنى فيها الأساس الصلب، بيد أن الأهم هو ما يفعله المدرب على أرض الواقع وفي يوم المواجهة، أي يوم الامتحان الكروي الصعب.
ومن البديهي أن الظهور في يوم الامتحان يحتاج إلى دراسة وجهد ومثابرة وتخطيط، ذلك أن الكفاءة وحدها لن تفيد، والأسماء من دون عطاء لن تفلح.
ومن واقع خبرتي المتواضعة، أقول إن الفريق السعودي مطالب بالفوز ولا غير الفوز، حتى لو كان الفريق قد تقدم بفوزين على الصين وإندونيسيا، وحتى لو كانت المباراة خارج أرضه على اعتبار أن المباراة ستكون في الأردن، أي على ملعب الفريق العراقي الشقيق.
الفريق السعودي مطالب بالفوز، لأنه ذاق الأمرين في مواجهتين حاسمتين مع العراق في العقد الأخير، وهو لا بد أن يرد اعتباره، من دون أن ينتظر مباراة العودة، ثم إن الفوز يريح الفريق السعودي كثيرا، ونأمل أن تكون المشاركة مختلفة هذه المرة، لأن الكرة السعودية تراجعت آسيويا وتخلفت عن الركب.
الفريق العراقي رغم تجديد صفوفه يعد من الفرق التي تنحاز للنهج الأوروبي الذي يعتمد على الضغط، لذلك فإن الفريق السعودي مطالب بالتخلي عن نهج الانتظار، أي انتظار المنافس ومن ثم الاعتماد على الهجمات المرتدة، وقد خسر فريقنا جولات كثيرة بسبب هذا الأسلوب، وسبق لي أن قلت إن الأسلوب تفرضه الإمكانات وظروف المباراة، من هنا أؤكد أن الفريق السعودي بحاجة هذه المرة أن ينتهج الأسلوب الأوروبي ويهاجم، ولا سيما أن وسطه وهجومه أقوى من دفاعه.
وأرجو أن يحسن لوبيز اختيار عناصر الوسط تحديدا، ويوازن بين المخ والعضلات، بغض النظر عن طريقة اللعب، ثم إنه مطالب بالتركيز على كرة القدم الحديثة التي تعتمد على القوة البدنية والوقت أو التزامن، ليس هناك ما هو أهم من استغلال المساحات والسرعة. ولي عودة قبل المواجهة المرتقبة.
TT
تشكيلة الفريق السعودي!
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة