انتفاخ البطن لدى الأطفال والمراهقين... فروق تشخيصية وعلاجية

بعض حالاته تستدعي التدخل الطبي العاجل

انتفاخ البطن لدى الأطفال والمراهقين... فروق تشخيصية وعلاجية
TT

انتفاخ البطن لدى الأطفال والمراهقين... فروق تشخيصية وعلاجية

انتفاخ البطن لدى الأطفال والمراهقين... فروق تشخيصية وعلاجية

يُعد انتفاخ البطن من الأعراض المتكررة التي يلاحظها الأهل عند الأطفال والمراهقين، وهو من الأسباب الشائعة لمراجعة عيادات طب الأطفال والرعاية الأولية. ويُعبّر الانتفاخ عن شعورٍ بالامتلاء أو الضغط داخل البطن، وقد يترافق أحيانًا بزيادة مرئية في حجمه أو بزيادة خروج الغازات. ورغم أن هذه الظاهرة تُعدّ في معظم الحالات جزءًا طبيعيًا من عملية الهضم أو نتيجة لعوامل غذائية بسيطة مثل تناول المشروبات الغازية أو الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات القابلة للتخمر، أو نتيجة عادات يومية خاطئة كالأكل بسرعة أو قلة الحركة، فإن استمرارها أو تكررها بشكل مزمن قد يكون مؤشرًا على وجود اضطرابات هضمية أو مرضية كامنة تستدعي التقييم الطبي، ما يشير إلى ضرورة الحذر، إذ قد يُمثل الانتفاخ في بعض الأحيان علامة مبكرة على وجود أمراض أكثر تعقيداً، مثل حساسية اللاكتوز أو متلازمة القولون العصبي أو حتى التهابات الجهاز الهضمي.

من هنا، تبرز أهمية التعامل مع انتفاخ البطن في الأطفال والمراهقين كعرض يحتاج إلى تقييم شامل يأخذ في الاعتبار التاريخ الغذائي، الفحص السريري، والفحوصات المخبرية الموجهة. كما أن التثقيف الصحي للأهل حول طبيعة هذا العرض، والتمييز بين الحالات البسيطة والحالات التي تتطلب تدخلًا طبيًا، يشكلان جزءاً محورياً من الرعاية.

أسباب انتفاخ البطن

تتعدد أسباب انتفاخ البطن في هذه الفئة العمرية (الأطفال والمراهقين)؛ فقد يكون مرتبطًا باضطرابات وظيفية مثل القولون العصبي أو عسر الهضم الوظيفي، أو ناجمًا عن سوء امتصاص لمكونات غذائية شائعة مثل اللاكتوز أو الفركتوز، أو نتيجة إصابة طفيلية تؤثر في امتصاص العناصر الغذائية. كما تلعب العوامل السلوكية دوراً مهماً، إذ إن العادات الغذائية غير الصحية مثل الأكل بسرعة، مضغ العلكة، والإفراط في تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، تساهم في زيادة ابتلاع الهواء وتراكم الغازات.

ولا يمكن إغفال دور التغيرات الهرمونية عند المراهقين، خصوصًا الفتيات، حيث يُلاحظ ارتباط الانتفاخ بالدورة الشهرية أو بتقلبات الهرمونات الجنسية. إضافة إلى ذلك، فإن بعض الحالات النادرة مثل الداء البطني (Celiac disease) أو الأمراض الالتهابية المزمنة في الأمعاء قد تُظهر نفسها في البداية بانتفاخ مستمر وانتقاص في النمو عند الأطفال. ومن أهم الأسباب ما يلي:

> أولاً: الأسباب الشائعة عند الأطفال، وتشمل:

- عدم تحمل اللاكتوز: الذي ينتج عن نقص إنزيم اللاكتاز المسؤول عن هضم سكر الحليب، ما يؤدي إلى تراكم الغازات والإسهال بعد تناول منتجات الألبان.

- الطفيليات المعوية (مثل الجيارديا)، التي قد تسبب انتفاخًا متكرراً مع آلام بطن وإسهال مزمن.

- الغازات الناتجة عن عادات غذائي، مثل الإفراط في تناول المشروبات الغازية أو الأطعمة الغنية بالسكريات، والأكل السريع الذي يؤدي إلى ابتلاع الهواء.

- القولون العصبي عند الأطفال: أحد الاضطرابات الوظيفية الشائعة التي قد تظهر بانتفاخ وألم بطني متكرر، وغالبًا ما ترتبط بالتوتر أو عوامل نفسية.

> ثانياً: الأسباب الشائعة عند المراهقين، وتشمل:

- النظام الغذائي الغني بالوجبات السريعة: الأطعمة المقلية والمشروبات الغازية تسبب زيادة واضحة في الغازات.

-التغيرات الهرمونية عند الفتيات بشكل خاص، فقد يزداد الانتفاخ خلال فترة الدورة الشهرية نتيجة تغيرات الهرمونات.

-عادات الحياة اليومي، ومن أمثلتها مضغ العلكة لفترات طويلة، شرب المشروبات الغازية بكثرة، وتناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات القابلة للتخمر (FODMAPs).

- الاضطرابات المرضية الأقل شيوعًا: من أهمها الداء البطني (Celiac disease)، وأمراض التهابية مزمنة في الأمعاء (مثل داء كرون).

التقييم الطبي

يمثل انتفاخ البطن لدى الأطفال والمراهقين ظاهرة سريرية شائعة تستدعي تقييمًا متوازنًا يجمع بين الملاحظة السريرية والفحص الطبي عند الحاجة. وفي حين ترتبط غالبية الحالات بعوامل حميدة كالعادات الغذائية غير الصحية أو أنماط السلوك اليومي، فإن نسبة محدودة قد تعكس اضطرابات هضمية أو استقلابية ذات أهمية سريرية، مثل سوء امتصاص اللاكتوز، أو الداء البطني، أو متلازمة القولون العصبي. يتم التقييم من خلال:

> التاريخ المرضي: يبدأ الطبيب بجمع معلومات دقيقة حول النظام الغذائي للطفل أو المراهق، مثل الأطعمة والمشروبات التي يتناولها يوميًا، وتوقيت الوجبات، والعادات المرتبطة بالأكل مثل السرعة في تناول الطعام أو الإفراط في المشروبات الغازية. كما يتم السؤال عن وجود أعراض مرافقة مثل الإسهال المتكرر، فقدان الوزن غير المبرر، تأخر النمو، أو ضعف الشهية. هذه المعلومات تشكل الأساس في توجيه التشخيص نحو الأسباب الغذائية أو المرضية.

> الفحص السريري: يشمل تقييم النمو الجسدي ومقارنته بالمعدلات الطبيعية لعمر الطفل، حيث يمكن أن يكشف عن مشاكل مزمنة مرتبطة بسوء الامتصاص أو الأمراض الالتهابية. كما يقوم الطبيب بفحص البطن بدقة للتأكد من وجود انتفاخ ظاهر، أو سماع أصوات الأمعاء، أو الكشف عن علامات مثل الألم الموضعي أو الحساسية عند الضغط، وهي مؤشرات تساعد على التفريق بين الحالات البسيطة والحالات التي تتطلب تدخلًا أعمق.

> الفحوصات المختبرية: تتضمن إجراء فحوصات الدم الأساسية مثل صورة الدم الكاملة (CBC) لتقييم وجود فقر دم قد ينجم عن سوء امتصاص، واختبارات وظائف الكبد والبنكرياس، بالإضافة إلى تحليل البراز للكشف عن الطفيليات مثل الجيارديا. وفي حال الاشتباه بعدم تحمل اللاكتوز أو الفركتوز، قد يُستخدم اختبار التنفس بالهيدروجين الذي يُظهر مدى قدرة الأمعاء على امتصاص هذه السكريات.

> الفحوصات المتقدمة: إذا وُجدت أعراض إنذارية مثل فقدان وزن شديد أو دم في البراز أو ضعف في النمو، فقد يحتاج الطبيب إلى إجراء فحوصات أكثر تعقيدًا مثل التنظير الهضمي لفحص بطانة الأمعاء وأخذ عينات نسيجية، أو استخدام وسائل التصوير مثل الأشعة فوق الصوتية أو التصوير المقطعي (CT) للكشف عن التهابات مزمنة أو انسدادات. هذه الإجراءات لا تُجرى عادة إلا عند الضرورة، لكنها تُمثل خطوة أساسية في التشخيص الدقيق للحالات المعقدة.

العلاج والوقاية

> العلاج الغذائي:

-تقليل المشروبات الغازية والأطعمة المسببة للغازات.

- تجربة حمية خالية من اللاكتوز عند الشك بعدم التحمل.

- زيادة تناول الألياف تدريجيًا لتحسين حركة الأمعاء.

> العلاج الدوائي:

- استخدام البروبيوتيك لتحسين توازن البكتيريا المعوية.

- إعطاء مضادات الطفيليات عند تأكيد الإصابة.

- أدوية بسيطة مثل سيميثيكون لتخفيف الغازات عند الحاجة.

> التثقيف الأسري، ويشمل: شرح طبيعة الأعراض للوالدين لطمأنتهم.التوجيه نحو تعديل نمط الحياة، وتشجيع الأطفال والمراهقين على الأكل ببطء وممارسة النشاط البدني.

إن إدراك التباين في الأسباب يتيح للأطباء وضع بروتوكول تشخيصي وعلاجي متدرج يبدأ من التثقيف الغذائي وتعديل السلوكيات الحياتية، وصولًا إلى إجراء الفحوصات المتقدمة عند وجود مؤشرات إنذارية. كما إن إشراك الأسرة في عملية التقييم والمتابعة يُعد عنصرًا أساسيًا في الخطة العلاجية، لما له من دور في تعزيز الالتزام بالتوصيات الطبية وتخفيف القلق المرتبط بهذه الشكوى المتكررة. ومن ثم فإن التعامل العلمي المبكر مع حالات انتفاخ البطن يسهم في تحسين جودة حياة الأطفال والمراهقين، ويعزز من فرص الوقاية والشفاء على المدى البعيد.

> علاج الآثار النفسية والاجتماعية. لا يقتصر انتفاخ البطن على كونه عرضًا جسديًا فحسب، بل قد تكون له آثار نفسية واجتماعية، خصوصًا عند المراهقين. فالشعور الدائم بالانتفاخ أو آلام البطن قد يؤثر على ثقتهم بأنفسهم، ويؤدي إلى القلق أو تجنب المشاركة في الأنشطة المدرسية والاجتماعية. وهنا يبرز دور الدعم النفسي والتوعية الأسرية لتقليل القلق ومساعدة المراهق على تقبّل الأعراض وإدارتها.

> المؤشرات التحذيرية (Red Flags). من الضروري أن يعي الأهل والأطباء العلامات التي تستوجب التدخل الطبي العاجل وعدم الاكتفاء بالمراقبة، ومنها:

- فقدان وزن ملحوظ أو ضعف في النمو.

- إسهال مزمن أو متكرر يترافق مع دم أو مخاط.

- آلام بطن شديدة أو مستمرة تعيق النشاط اليومي.

- تقيؤ متكرر أو مصحوب بالدم.

- تاريخ عائلي لمرض الداء البطني أو أمراض التهابية مزمنة في الأمعاء.

إن ظهور أي من هذه الأعراض يستدعي إحالة الطفل أو المراهق إلى الطبيب المختص لإجراء الفحوصات اللازمة.

> الوقاية. تعد الوقاية الخطوة الأهم في الحد من شكاوى الانتفاخ، وتشمل:

- تعزيز الوعي الغذائي عند الأطفال والمراهقين حول الأطعمة المسببة للغازات.

- تشجيعهم على ممارسة الرياضة بانتظام لتحفيز حركة الأمعاء.

- تدريبهم على عادات صحية في أثناء الأكل مثل المضغ الجيد وتجنب الإفراط في تناول الوجبات السريعة.

- إشراك المدارس في نشر التثقيف الصحي حول التغذية السليمة والأنشطة البدنية.

نستخلص في نهاية هذا المقال أن القدرة على التفريق بين الحالات البسيطة والحالات المرضية تستلزم تعاونًا بين الأهل والأطباء؛ فالمتابعة الطبية الدقيقة تسهم في التشخيص المبكر وتجنب المضاعفات المحتملة، فيما يُساعد التثقيف الصحي للأسرة على تبني استراتيجيات وقائية منها أنماط غذائية وسلوكية صحية تقلل من تكرار الشكوى. وبهذا، يمكن الجمع بين الطمأنينة للأهل من جهة، وضمان توفير رعاية صحية متكاملة وفعّالة، من جهة أخرى، تعزز صحة الأطفال والمراهقين وتدعم نموهم الجسدي والنفسي على حد سواء، بما يرفع جودة حياتهم ويُرسخ مفهوم الوقاية قبل العلاج.

* استشاري طب المجتمع.


مقالات ذات صلة

ما تأثير عصير التوت على ضغط الدم؟

صحتك يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)

ما تأثير عصير التوت على ضغط الدم؟

يعتبر عصير التوت، خصوصاً التوت البري، مفيداً لضغط الدم لأنه غني بمركبات الفلافونويد ومضادات الأكسدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)

مكمل غذائي قد يحميك من السكري وأمراض القلب

كشفت دراسة جديدة أن تناول مكمل «أوميغا 3» يمكن أن يساعد في الوقاية من السكري وأمراض القلب

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك القرنفل يحتوي على مضادات أكسدة مثل مادة الأوجينول التي تقلل الالتهابات وتحسن مرونة الأوعية الدموية (بيكساباي)

دور القرنفل في تحسين ضغط الدم

القرنفل غني بالمعادن ومضادات الأكسدة التي تدعم صحة القلب، قد يُساعد على تحسين ضغط الدم لاحتوائه على البوتاسيوم وخصائصه المضادة للأكسدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تغيرات الشهية في الشتاء تتأثر بشكلٍ أكبر بانخفاض ساعات النهار والتعرض لأشعة الشمس (بيكساباي)

لماذا يزيد الطقس البارد من شعورك بالجوع؟ وما الحل؟

خلال أشهر الشتاء الباردة، يشعر الكثيرون بجوعٍ أكبر من المعتاد، ويقول الخبراء إن الأسباب الحقيقية تكمن في قصر النهار، واضطراب الساعة البيولوجية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك فيتامين «د» يدعم صحة المناعة ويساعد في الحفاظ على عمل العضلات (بيكسلز)

10 أطعمة لتقوية جهاز المناعة

تقدم الحمضيات فيتامين «سي» الضروري لوظيفة المناعة. كما يمكن أن يساعد تناول الفلفل الأحمر والزبادي والخضراوات الورقية في مكافحة العدوى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ما تأثير عصير التوت على ضغط الدم؟

يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)
يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)
TT

ما تأثير عصير التوت على ضغط الدم؟

يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)
يتميز التوت الأزرق والعنب بخصائص تُحسّن صحة القلب (بيكسباي)

يعتبر عصير التوت، خصوصاً التوت البري، مفيداً لضغط الدم لأنه غني بمركبات الفلافونويد ومضادات الأكسدة مثل «الأنثوسيانين» التي تساعد على تحسين وظيفة الأوعية الدموية وزيادة إنتاج أكسيد النيتريك، مما يساهم في استرخاء الأوعية وخفض ضغط الدم، خصوصاً الانقباضي، ويقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل، ويعمل مكملاً غذائياً داعماً لصحة القلب.

وعصير التوت قد يكون داعماً طبيعياً لصحة القلب وخفض ضغط الدم بفضل مضادات الأكسدة، لكن فعاليته تبقى مشروطة بالاعتدال وبكونه جزءاً من نظام غذائي متوازن، لا بديلاً عن العلاج الطبي.

كيف يساعد عصير التوت؟

تحسين وظيفة الأوعية الدموية: مركبات التوت تحسن وظيفة البطانة الداخلية للأوعية الدموية، مما يساعد على تنظيم تدفق الدم.

زيادة أكسيد النيتريك: يعزز إنتاج أكسيد النيتريك، الذي يسبب استرخاء الأوعية الدموية وتوسعها.

تأثير مضاد للأكسدة: يقلل من الضرر التأكسدي الذي يؤثر على وظيفة الأوعية.

خفض ضغط الدم: تشير الدراسات إلى أن الاستهلاك المنتظم يقلل من خطر الإصابة بارتفاع الضغط ويخفضه بشكل ملحوظ لدى بعض الأفراد.

أنواع التوت والعناصر المفيدة

التوت البري: غني بالأنثوسيانين ويُعتبر من أغنى المصادر له.

الفراولة والتوت: مصادر غنية أيضاً بهذه المركبات المفيدة.

مركبات نشطة: يحتوي التوت على الأنثوسيانين والبروسيانيدينات التي تعمل مضادات للأكسدة.

ماذا يقول العلم؟

أفادت دراسة منشورة في المكتبة الوطنية للطب بأن هناك علاقة بين استهلاك التوت الغذائي وتنظيم ضغط الدم لدى البشر، إلا أن النتائج لا تزال متباينة بسبب اختلاف أنواع التوت، وجرعات الاستهلاك، وخصائص المشاركين. وتؤكد الأبحاث أن الأنماط الغذائية الغنية بالفواكه والخضراوات ترتبط بانخفاض ضغط الدم، نتيجة محتواها من البوتاسيوم، والألياف، والفيتامينات مثل فيتامين سي، إضافة إلى دورها في ضبط الوزن. ومع أن هذه الخصائص مشتركة بين معظم الفواكه، فإن التوت يتميز بغناه بالبوليفينولات ذات التأثيرات القلبية الوعائية المحتملة.

وتشير أبحاث منشورة في دوريات علمية مثل (المجلة الأميركية للتغذية السريرية) إلى أن التوت، خصوصاً التوت الأزرق والأسود، غنيٌّ بمركبات الفلافونويدات والأنثوسيانين، وهي مضادات أكسدة قوية تساهم في تحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية وتعزيز تمدد الشرايين، ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي.

وفي دراسة لجامعة هارفارد، وجدت أن الاستهلاك المنتظم للتوت يرتبط بانخفاض ملموس في ضغط الدم وتقليل خطر أمراض القلب.

لكن في المقابل، يحذّر خبراء تغذية من الإفراط في تناول عصير التوت تحديداً، إذ يحتوي على سكر طبيعي مُركّز يفوق ما في الثمرة الكاملة، ما قد يحدّ من فوائده لدى مرضى الضغط أو السكري إذا استُهلك بكميات كبيرة. لذلك توصي الدراسات بتناوله باعتدال، ويفضَّل أن يكون دون إضافة سكر، أو استبداله بتناول التوت كاملاً للاستفادة من الألياف التي تساعد على تنظيم امتصاص السكر.


مكمل غذائي قد يحميك من السكري وأمراض القلب

مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)
مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)
TT

مكمل غذائي قد يحميك من السكري وأمراض القلب

مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)
مكملات «أوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن تناول مكمل «أوميغا 3» يمكن أن يساعد في الوقاية من السكري وأمراض القلب.

وحسب صحيفة «الإندبندنت»، فقد حلل الباحثون 67 دراسة سابقة، ووجدوا أن ارتفاع مستوى أحماض «أوميغا 3» الدهنية في الدم الموجودة بشكل رئيسي في زيت السمك، وتحديداً حمض الإيكوسابنتاينويك (EPA)، وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)، يرتبط بانخفاض معدل الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ولفهم هذه العلاقة بشكل أفضل، قام الفريق بتجنيد 40 متطوعاً سليماً لا يتناولون أي أدوية للمشاركة في دراسة سريرية في معهد مونتريال للأبحاث السريرية بين عامي 2013 و2019.

وخضع المشاركون لبرنامج تدخلي لمدة 12 أسبوعاً، تضمن تناول مكملات «أوميغا 3» بجرعة 2.7 غرام من حمض الإيكوسابنتاينويك، وحمض الدوكوساهيكسانويك يومياً، مع الحفاظ على نظامهم الغذائي المعتاد.

وقام الفريق بقياس استقلاب الكربوهيدرات والدهون لدى المشاركين، بالإضافة إلى الاستجابات الالتهابية، خصوصاً في أنسجتهم الدهنية، قبل وبعد تناول المكملات.

ويعد الالتهاب آلية دفاعية طبيعية تساعد الجسم على مكافحة العدوى. مع ذلك عندما يستمر الالتهاب لفترة طويلة حتى في غياب العدوى، فإنه يُسهم في تطور الأمراض المزمنة، بما في ذلك داء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وهدفت هذه الدراسة إلى استكشاف ما إذا كان البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) يُحفز الالتهاب المزمن في الأنسجة الدهنية للمشاركين، وما إذا كان بإمكان أحماض الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك الموجودة في مكملات «أوميغا 3» علاج هذا الأمر.

ووجد الفريق أنه قبل تناول مكملات «أوميغا 3»، كان لدى الأفراد ذوي المستويات المرتفعة من البروتين الشحمي B (وهو جزء من البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)) في الدم، التهاب في الأنسجة الدهنية أعلى من الأفراد ذوي مستويات البروتين الشحمي B المنخفضة.

وارتبط التهاب الأنسجة الدهنية لدى الأفراد ذوي مستويات البروتين الشحمي B المرتفعة باضطرابات في استقلاب الكربوهيدرات والدهون، مما يزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأدى تناول أحماض الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك لمدة ثلاثة أشهر إلى تقليل قدرة البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) لدى المشاركين على تحفيز الالتهاب في أنسجتهم الدهنية.

كما أنه قضى على العلاقة بين التهاب الأنسجة الدهنية الناتج عن البروتين الدهني منخفض الكثافة أو غيره من المحفزات الأيضية والميكروبية، وكثير من عوامل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

بالإضافة إلى ذلك، حسّن كلٌّ من حمض الإيكوسابنتاينويك وحمض الدوكوساهيكسانويك قدرة المشاركين على إفراز الإنسولين استجابةً لارتفاع مستوى السكر في الدم، وعلى التخلص من الدهون في الدم بعد تناول وجبة غنية بالدهون.

وتعد أحماض الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك من الأحماض الدهنية الأساسية، ويجب الحصول عليهما من خلال النظام الغذائي، إذ لا يستطيع الجسم تصنيعهما بكميات كافية.

وتوصي مؤسسة القلب والسكتة الدماغية الكندية بتناول حصتين من السمك أسبوعياً، خصوصاً الأسماك الدهنية، مثل الرنجة والسلمون والماكريل. ويمكن أن يوفر هذا المدخول حوالي 3 غرامات من حمض الإيكوسابنتاينويك، وحمض الدوكوساهيكسانويك أسبوعياً.

كما توجد أحماض «أوميغا 3» الدهنية في الأطعمة النباتية، مثل بذور الكتان والشيا والجوز واللوز. ومع ذلك، لا يستطيع الجسم تحويل «أوميغا 3» النباتية إلى أحماض الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك بكميات كافية.

وفي عام 2021، كان ما يقارب 6 في المائة من سكان العالم، أي 529 مليون شخص، مصابين بداء السكري، وغالبيتهم من النوع الثاني. وفي العام نفسه، نُسبت 106 ملايين حالة وفاة إلى هذا المرض.

ويُعدّ داء السكري من النوع الثاني مرضاً معقداً يتطور تدريجياً عندما يعجز الجسم عن إنتاج كمية كافية من الإنسولين أو عن استخدامه بكفاءة. وتُضعف هذه الاختلالات قدرة الجسم على استخدام وتخزين السكريات والدهون والبروتينات بشكل سليم.

ويزيد داء السكري من النوع الثاني من خطر الإصابة بكثير من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.


دور القرنفل في تحسين ضغط الدم

القرنفل يحتوي على مضادات أكسدة مثل مادة الأوجينول التي تقلل الالتهابات وتحسن مرونة الأوعية الدموية (بيكساباي)
القرنفل يحتوي على مضادات أكسدة مثل مادة الأوجينول التي تقلل الالتهابات وتحسن مرونة الأوعية الدموية (بيكساباي)
TT

دور القرنفل في تحسين ضغط الدم

القرنفل يحتوي على مضادات أكسدة مثل مادة الأوجينول التي تقلل الالتهابات وتحسن مرونة الأوعية الدموية (بيكساباي)
القرنفل يحتوي على مضادات أكسدة مثل مادة الأوجينول التي تقلل الالتهابات وتحسن مرونة الأوعية الدموية (بيكساباي)

القرنفل غني بالمعادن ومضادات الأكسدة التي تدعم صحة القلب، قد يُساعد على تحسين ضغط الدم لاحتوائه على البوتاسيوم وخصائصه المضادة للأكسدة (الأوجينول، والفلافونويدات) التي تُحارب الإجهاد التأكسدي، ولكن الأبحاث تُجرى بشكل رئيسي على الحيوانات، مما يُشير إلى فوائد مُحتملة، وليست مُثبتة، للإنسان.

ما هو القرنفل؟

القرنفل بهار عطري يُستخرج من أزهار شجرة القرنفل المجففة. في الماضي، كانت البهارات تُباع بثمن باهظ، والقرنفل لم يكن استثناءً. موطنه الأصلي جزر التوابل قرب الصين، وانتشر القرنفل في جميع أنحاء أوروبا وآسيا خلال أواخر العصور الوسطى كمكون أساسي في المطبخ المحلي. واليوم، لا يزال القرنفل من البهارات الشائعة التي تُضفي على العديد من الأطباق نكهة دافئة وحلوة خفيفة.

كيف يُمكن أن يُساعد القرنفل في ضبط ضغط الدم؟

البوتاسيوم:

يُعد القرنفل مصدراً جيداً للبوتاسيوم، وهو معدن أساسي لموازنة الصوديوم والحفاظ على ضغط الدم الطبيعي.

مضادات الأكسدة: يحتوي القرنفل على مضادات أكسدة قوية مثل الأوجينول والفلافونويدات وحمض الغاليك، التي تُحارب الجذور الحرة التي تُتلف الخلايا وتُساهم في مشكلات القلب.

مضادات الالتهاب:

يمتلك القرنفل خصائص مضادة للالتهاب تُمكنه من تقليل الالتهاب العام في الجسم، مما يُفيد صحة القلب والأوعية الدموية.

دراسات على الحيوانات: تُشير الأبحاث التي أُجريت على الفئران إلى أن مُستخلصات القرنفل يُمكن أن تُساعد في خفض ضغط الدم والحماية من تلف الكلى، مما يُبشر بالخير في إدارة ارتفاع ضغط الدم.

القيمة الغذائية للقرنفل

يحتوي القرنفل على نسبة عالية من المنغنيز، وهو معدن يساعد الجسم على تنظيم الإنزيمات المسؤولة عن ترميم العظام وإنتاج الهرمونات. كما يعمل المنغنيز كمضاد للأكسدة يحمي الجسم من الجذور الحرة الضارة (ذرات غير مستقرة تُسبب تلف الخلايا).

يُعدّ القرنفل أيضاً مصدراً لما يلي: فيتامين ك، بوتاسيوم، بيتا كاروتين وأوجينول.

فوائد أخرى للقرنفل

تقليل الالتهابات: يحتوي القرنفل على العديد من المركبات المعروفة بخصائصها المضادة للالتهابات، ويُعدّ الأوجينول أهمها. وقد ثبت أنه يُقلل من استجابة الجسم الالتهابية، مما يُقلل من خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل التهاب المفاصل ويُساعد في السيطرة على الأعراض.

تقليل الجذور الحرة: القرنفل غني بمضادات الأكسدة، بما في ذلك الأوجينول. تُساعد مضادات الأكسدة الجسم على مكافحة الجذور الحرة التي تُتلف الخلايا. من خلال إزالة الجذور الحرة من الجسم، تُساعد مضادات الأكسدة الموجودة في القرنفل على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان.

زيت القرنفل لتسكين ألم الأسنان: يستخدم هذا الزيت لتسكين ألم الأسنان منذ عام 1649. ولا يزال علاجاً شائعاً حتى اليوم، بفضل مادة الأوجينول. الأوجينول مُخدِّر طبيعي. ورغم أن زيت القرنفل العطري فعّال في تسكين الألم، فإنه لا يوجد دليل كافٍ على قدرته على قتل البكتيريا المُسبِّبة للمشكلة.

علاج تآكل الأسنان: قد تُؤدي بعض الأطعمة والمشروبات الحمضية إلى تآكل مينا الأسنان (الطبقة الخارجية الصلبة للأسنان). وقد وجدت إحدى الدراسات أن الأوجينول الموجود في زيت القرنفل، عند وضعه على الأسنان، قد يُعكس أو يُخفف من هذه الآثار. ولكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لاستكشاف زيت القرنفل بشكل كامل كعلاج أو وسيلة للوقاية من تآكل مينا الأسنان.

توصيات

الاعتدال هو الأساس، حيث يُعتبر تناول فص أو فصين من القرنفل يومياً، أو كمشروب شاي، آمناً بشكل عام، ولكن الإفراط في تناول الأوجينول قد يكون ضاراً.

ويُستخدم القرنفل كاملاً، أو مطحوناً، أو كزيت (مخفف موضعياً)، ولكن تجنب تناول زيت القرنفل مباشرةً لأنه قد يكون ساماً.

وقد يُبطئ القرنفل تخثر الدم، مما يزيد من خطر النزيف عند تناوله مع الأدوية المضادة للتخثر؛ لذلك استشر طبيبك دائماً وتحدث مع مقدم الرعاية الصحية قبل إضافة القرنفل إلى نظامك الغذائي لعلاج ارتفاع ضغط الدم، خاصةً إذا كنت تعاني من حالات صحية أخرى أو تتناول أدوية.