صبغة مضيئة تساعد الجراحين على التخلص من الأورام السرطانية

صورة من داخل غرفة للعمليات لجراح يجري عملية جراحية (pixabay)
صورة من داخل غرفة للعمليات لجراح يجري عملية جراحية (pixabay)
TT

صبغة مضيئة تساعد الجراحين على التخلص من الأورام السرطانية

صورة من داخل غرفة للعمليات لجراح يجري عملية جراحية (pixabay)
صورة من داخل غرفة للعمليات لجراح يجري عملية جراحية (pixabay)

توصل العلماء إلى صبغة مضيئة تتمسك بخلايا السرطان، وتمنح الجراحين «زوجاً ثانياً من العيون» لاستئصالها في الوقت المناسب، والقضاء عليها بشكل دائم. ويقول الخبراء إن هذا الابتكار يمكن أن يقلل خطر عودة السرطان ويمنع الآثار الجانبية، وفق ما نشرته المجلة الأوروبية للطب النووي والتصوير الجزيئي، الاثنين، ونقلته صحيفة «الغارديان».

وتسلط الصبغة الفلورية الضوء على الأنسجة السرطانية الصغيرة التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ما يمكّن الجراحين من إزالة كل خلية سرطانية، والحفاظ على الأنسجة السليمة. ويمكن أن يساعد ذلك في تقليل الآثار الجانبية التي تؤثر على الحياة بعد الجراحة. ويتم استخدام صبغة تتوهج تحت كاميرا خاصة محمولة باليد، تمكن الجراحين من رؤية أين ينتهي النسيج السرطاني، مما يجعل العملية الجراحية أكثر دقة. وقد طوّر هذه التقنية علماء وجراحون في جامعة «أكسفورد» بالتعاون مع شركة «كاليفورنيا بيوتيك إيماجين آي إن سي» (California biotech company ImaginAb Inc)، ومولتها مؤسسة «كانسر ريسورتش» (Cancer Research UK).

ويقول فريدي هامدي، الأستاذ الجراح في جامعة «أكسفورد»: «نحن نمنح الجراح عينا ثالثة ليرى أين توجد خلايا السرطان، وما إذا كانت قد انتشرت. مع هذه التقنية يمكننا استئصال السرطان، بما في ذلك الخلايا التي انتشرت من الورم، دون أن نعطيها فرصة للعودة لاحقاً». وأضاف: «جراحة البروستاتا تغير حياة الإنسان، نريد من المرضى أن يتركوا غرفة العمليات وهم على يقين من أننا قمنا بكل ما في وسعنا لاستئصال سرطانهم ومنحهم حياة أفضل بعد ذلك. أعتقد أن هذه التقنية تجعل هذا الأمر ممكناً».

وفي أول تجربة من نوعها، تم حقن 23 رجلاً مصاباً بسرطان البروستاتا بالصبغة العلامية قبل خضوعهم لجراحة لاستئصال البروستاتا. وأضاءت الصبغة الفلورية خلايا السرطان ومكان انتشارها في أنسجة أخرى، مثل الحوض والعقد اللمفاوية، واستُخدم نظام تصوير خاص لإشعال الضوء على البروستاتا والأجزاء المجاورة، ما جعل خلايا سرطان البروستاتا تتوهج. وقد سمحت القدرة على رؤية تفاصيل مثل هذه للجراحين باستئصال خلايا السرطان مع الحفاظ على الأنسجة السليمة في الجسم. وتقليل الآثار الجانبية المدمرة، مثل عدم القدرة على التحكم في البول وضعف الانتصاب. ويعمل هذا الإجراء عن طريق دمج الصبغة مع جزيء تستهدفه يُعرف باسم (IR800-IAB2M). الصبغة وجزيء العلامة يتصاقبان مع بروتين يُسمى الأنتيجين الغشائي الخاص بالبروستاتا (PSMA)، والذي يوجد على سطح خلايا سرطان البروستاتا.

وعلى الرغم من أن التقنية قد تمت تجربتها على مرضى سرطان البروستاتا، فإنه يمكن تكييفها لأشكال أخرى من المرض. ويأمل الخبراء استخدام الصبغة لأنواع أخرى من السرطان عن طريق تغيير البروتين الذي ترتبط به خلايا السرطان.


مقالات ذات صلة

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

صحتك إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين. وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الناس يشعرون بعدم الثقة جرّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)

نصائح لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرات الذهنية

يُعدّ الشعور بعدم الثقة بالنفس من المشاعر التي يصعب التعامل معها، وقد نشعر بها جرّاء عوامل خارجية، مثل اجتماع سيئ مع المدير في العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

«أوزمبيك»... «نافورة شباب» تبطئ الشيخوخة

وجد باحثون أن دواء إنقاص الوزن الشهير «أوزمبيك» قد يبطئ الشيخوخة وله «فوائد بعيدة المدى» تتجاوز ما كان متصوراً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أفريقيا تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (رويترز)

منظمة الصحة: تفشي جدري القردة في أفريقيا قد ينتهي خلال 6 أشهر

أعرب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن اعتقاده أن تفشي فيروس جدري القردة في أفريقيا قد يتوقف في الأشهر الستة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
TT

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين، وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة، لكن الآن، يُسبب لنا ضرراً لأننا، وفق موقع «ذا تلغراف»، نتناول منه نحو 8.4 غرام في اليوم، وهو أكثر من الحد الأقصى المسموح به، الذي يعادل ملعقة صغيرة واحدة (أي نحو 6 غرامات).

يسهم هذا الاستهلاك المرتفع في ارتفاع ضغط الدم، الذي يصيب واحداً من بين كل 3 أشخاص، ويزيد احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، واكتشف العلماء الآن أنه يعرض سلامتنا للخطر من خلال اضطراب الأمعاء.

تقول الطبيبة، إميلي ليمينغ، عالمة الميكروبيوم (الميكروبات) واختصاصية التغذية، إن استهلاك كمية كبيرة من الملح تحدث خللاً في توازن الميكروبات في الأمعاء.

تشير إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة «نيتشر»، وشملت 12 مشاركاً تناولوا كبسولة يومية تحتوي على 6 غرامات من الملح إلى جانب نظامهم الغذائي المعتاد، ما رفع استهلاكهم اليومي من الملح إلى نحو 14 غراماً، إلى أن الميكروبات المفيدة «اللاكتوباسيلس» كانت قد اختفت.

عبوة ملح على طاولة الطعام (غيتي)

وتوضح إميلي ليمينغ: «هذا يعني أن بكتيريا الأمعاء أصبحت أقل قدرة على صنع جزيئات خاصة تُعرف باسم الأحماض الدهنية ذات السلسلة القصيرة التي تُساعد على خفض الالتهابات، واسترخاء الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم».

وتشير الأبحاث أيضاً، وفقاً لموقع «ذا تلغراف»، إلى أن استهلاك كمية أكبر من الملح يؤدي لاختلال الشهية لأنه يتدخل في إطلاق هرمون «ببتيد شبيه بالغلوكاكون- 1» (GLP-1) وهو هرمون تنتجه الأمعاء بعد تناول الطعام لإطلاق الشعور بالشبع.

وتضيف ليمينغ: «هذه النتائج ترجح أن الأنظمة الغذائية الغنية بالملح قد تجعلنا أكثر جوعاً».

وتابعت: «هناك ارتباط مقلق بالسرطان أيضاً، فنحو 4 حالات من بين كل 10 حالات من سرطان المعدة تسببها العدوى ببكتيريا (الهليكوباكتر بيلوري). واستهلاك كميات زائدة من الملح يمكن أن يتلف طبقة المعدة، ما يجعلها أكثر عرضة لهذه العدوى».

ومع ذلك، هذا لا يعني أنه يجب التخلي تماماً عن الملح في نظامنا الغذائي.

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

تقول ليمينغ: «الملح مهم لأنه يساعد عضلاتنا على العمل بشكل صحيح، ويتيح للأعصاب إرسال الإشارات، ويحافظ على توازن الماء والمعادن في أجسامنا».

ومع ذلك، تقدر أن الجسم يحتاج فقط إلى ربع ملعقة صغيرة (نحو 1.25 غرام) يومياً، والتي يحصل عليها معظم الأشخاص من نظامهم الغذائي دون وضع عبوة ملح على مائدة الطعام، حتى لو كانوا يتجنبون عموماً الأطعمة المعالجة.

كيفية تقليل استهلاك الملح

تقول إميلي ليمينغ: «أول خطوة هي استخدام كمية أقل من الملح أثناء الطهي، أو على طاولة العشاء وتعويض الطعم بإضافة الأعشاب والتوابل».

وينقل «ذا تلغراف» عن أبحاث، أن استخدام القرفة أو الثوم يساعد في خفض ضغط الدم، في حين يمكن للفلفل الحار والزنجبيل والروزماري أن تساعد في إدارة مستويات السكر في الدم. أو استخدام الملح قليل الصوديوم، الذي يُشبه مذاقه الملح العادي، لكن يحتوي على جزء بسيط من الصوديوم، وهو أحد العناصر الكيميائية التي ترفع ضغط الدم.

استخدام بديل الملح عند الطهي ارتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكرة لأي سبب (رويترز)

ويضيف: «مع ذلك، فإن هذه التغييرات ستقلل استهلاكك إلى حد معين فقط؛ إذ يتم تضمين نحو ثلاثة أرباع كمية الملح التي نستهلكها في نظامنا الغذائي مسبقاً في الأطعمة التي نشتريها. فيحتوي الكاتشب على نحو 0.3 غرام لكل جرعة، والبيتزا ما بين 2-4 غرامات، والخبز نحو 0.4 غرام لكل شريحة، والشوربة نحو 2.2 غرام لكل طبق».

وتقترح الطبيبة إميلي ليمينغ «النظر إلى المكتوب على ظهر عبوة المنتج، واختيار المنتجات ذات الكميات الأقل ملحاً». وكذلك توصي بأن يكون «نصف طبق وجبتي الغداء والعشاء من الخضراوات وتناول الفواكه مرتين يومياً على الأقل».

بائع يعرض العنب للبيع (إ.ب.أ)

وتشير إميلي ليمينغ إلى أن «بعض الأبحاث الحديثة سلطت الضوء على أن النسبة بين الصوديوم والبوتاسيوم قد تكون أكثر أهمية للصحة، من قياس مستويات الصوديوم وحدها». والبوتاسيوم، الذي يوجد في الموز والفطر والأفوكادو، يساعد في إزالة الملح من مجرى الدم.

وتختتم: «لذلك، فإن الأطعمة المخمرة لا تزال خياراً صحياً، رغم احتوائها على كميات عالية من الملح، لأنها غنية بالبوتاسيوم والألياف، إضافة إلى مواد نباتية ثانوية مفيدة أخرى».