دخل الإيطالي سيموني إنزاغي في مواجهة باكرة مع أنصار فريقه الهلال، على خلفية البداية الهزيلة وخسارة أربع نقاط خلال الجولات الثلاث الافتتاحية في الدوري السعودي لكرة القدم، وبات المدرب صاحب النزعة الدفاعية يواجه سخطاً غير مسبوق، بسبب طريقته المتحفظة وعدم استفادته من قوة فريقه الحقيقية.
وبرهن انهيار الهلال خلال 11 دقيقة أمام مضيفه الأهلي، على أن طريقة إنزاغي قلّمت مخالب الفريق وجعلته يسعى لتفادي اللكمات طوال المباراة، بدلاً من المبادرة نحو الخصم بتسخير النزعة الهجومية التي اشتهر بها أصحاب القمصان الزرقاء لحسم المباريات وفرض هيبة الفريق داخل الملعب، ويمكن لمن شاهد التوليفة الإيطالية منذ انطلاق الموسم، أن يدرك عدم قدرة المدرب على الاستفادة من قدرات لاعبيه المتاحة، بعدما تعامل مع المواجهات السابقة لفريقه على أنها مباراة ضد مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية، وليست ضد فرق تخشى قوة الهلال الضاربة وتفكر بالدفاع أمامه قبل الهجوم.
كان التعاقد مع إنزاغي قبل المونديال قراراً لا يفتقد إلى الحكمة، لاعتبار أن الهلال سيواجه أقوى أندية العالم، ويحتاج إلى مدرب يمكنه تنظيم صفوف الفريق وإيقاف المد الهجومي لريال مدريد، وبالفعل نجح هذا الإيطالي في مهمته حين تصدى للفريق الإسباني في الاختبار الأول، قبل أن يتغلب على مانشستر سيتي بطريقة دفاعية لا يمكن تجاوز الخصم الإنجليزي الرهيب إلا بتنفيذها طوال 120 دقيقة، وعلى الرغم من سعادة أنصار الفريق الأزرق بالنتيجة التاريخية وتأهله إلى الدور ربع النهائي، فإن استمرار فرض الطريقة نفسها على الهلال في المباريات المحلية كان أمراً لا يمكن لمدرجات النادي العريق أن تنسجم معه أو تؤيده.
ويحتاج إنزاغي إلى معجزة للاستمرار في منصبه، خاصة أن الفريق الذي ظهر في مباريات الموسم الحالي لا يحمل البصمة الوراثية للهلال صاحب النزعة الهجومية في البطولات المحلية والقارية، ويبدو أن الرجل الإيطالي فقد شعبيته بعدما استشاط أنصار فريقه غضباً من تفريطه بالتقدم على الأهلي بثلاثة أهداف في الشوط الأول، ومن توقفه عن الهجوم في النصف الثاني من المباراة بلا مبرر، دون أن يحقق غايته من الدفاع والحفاظ على النتيجة.
حقق الهلال كسباً إعلامياً كبيراً بالتعاقد مع سيموني إنزاغي، واستفاد من طريقته الدفاعية في كأس العالم للأندية، غير أن الاعتماد على المدرب الإيطالي على المدى الطويل سيقود الفريق الأزرق إلى مواجهة مصير المنتخب السعودي مع روبرتو مانشيني، وربما دفعت إدارة النادي العاصمي الثمن غالياً بالخروج من الموسم بخفي حنين «للمرة الأولى منذ سنوات طويلة»، في حال مواصلة إنزاغي الاعتماد على طريقته الدفاعية أمام الفرق القوية والضعيفة، والأقرب أنه لن يغير نهجه من أجل الهلال في الموسم الحالي على الأقل، وإن حاول فلن يذهب أبعد من مواطنه ستيفانو بيولي وفشل تجربته الهجينة مع النصر.
