أحدث الإرشادات الطبية... لمعالجة ارتفاع ضغط الدم

اعتماداً على نتائج الدراسات الطبية الجديدة

أحدث الإرشادات الطبية... لمعالجة ارتفاع ضغط الدم
TT

أحدث الإرشادات الطبية... لمعالجة ارتفاع ضغط الدم

أحدث الإرشادات الطبية... لمعالجة ارتفاع ضغط الدم

أصدرت جمعية القلب الأميركية AHA والكلية الأميركية لطب القلب ACC إرشادات «دليل الوقاية من ارتفاع ضغط الدم لدى البالغين واكتشافه وتقييمه وإدارة معالجته: تقرير المبادئ التوجيهية للممارسة الإكلينيكية». ونشرت هذه الإرشادات بشكل مشترك ومتزامن ضمن أعداد 14 أغسطس (آب) 2025 من مجلة JACC (لسان حال الكلية الأميركية لطب القلب)، ومجلة Circulation (لسان حال جمعية القلب الأميركية)، ومجلة «ضغط الدم» Hypertension.

تحديث الإرشادات الطبية السابقة

وتأتي الإرشادات الطبية الجديدة كتحديث للإرشادات الطبية السابقة التي صدرت قبل 8 سنوات في عام 2017، نتيجة توفر المزيد من الدراسات الطبية التي أفادت خلال السنوات القليلة الماضية بجوانب مهمة حول تداعيات ارتفاع ضغط الدم، والتي أيضاً أوضحت بشكل أفضل فهم نتائج استخدام المعالجات الدوائية الحديثة. وذلك كله لتقديم استراتيجيات عملية للأطباء لتحسين التحكم الفعلي في ضغط الدم وتوفير رعاية مُخصصة للمرضى، وفق أدلة علمية أدق ثبوتاً وتحققاً.

التركيز على الوقاية

وتكمن أهمية إرشادات ارتفاع ضغط الدم لعام 2025 في تركيزها على الوقاية، والحث على العلاج المبكر وعلى العلاج الفردي القائم على نسبة احتمالات المعاناة من مخاطر ارتفاع ضغط الدم، والتشجيع على تحديد أهداف أكثر مرونة في ضبط ارتفاع ضغط الدم، وذلك كله للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والخرف وضعف الكلى وغيرها من مضاعفات وتداعيات مرض ارتفاع ضغط الدم.

وتُشدد هذه الإرشادات المُحدثة على توسيع نطاق تدخلات تعديل سلوكيات نمط الحياة اليومية، وأهمية الرعاية الطبية المشتركة بين التخصصات المختلفة، ودمج علاجات أحدث مثل أدوية GLP-1 (حقن خفض الوزن) لبعض مرضى السمنة.

أهم جوانب الإرشادات الجديدة

وكانت جمعية القلب الأميركية قد لخصت أهم 10 نقاط يجدر بعموم مرضى ارتفاع ضغط الدم معرفتها حول الإرشادات الجديدة لجمعية القلب الأميركية والكلية الأميركية لأمراض القلب حول إدارة التعامل العلاجي لارتفاع ضغط الدم. والتي نعرض 8 منها بالتوضيحات التالية:

1. هناك أدلة أقوى الآن على أن ارتفاع ضغط الدم يرتبط بزيادة خطر التدهور المعرفي والخرف. وإذا كان شخص ما يُعاني من ارتفاع ضغط الدم، فإن خفضه الآن لديه يساعد في حماية صحة دماغه وقدراته الذهنية والعقلية في المستقبل. ويُعد ارتفاع ضغط الدم عامل الخطر الرئيسي للسكتة الدماغية، وعدد من أهم أمراض القلب، مثل مرض الشريان التاجي CAD، وقصور القلب HF، والرجفان الأذيني AFib. وعلى جميع الناس معرفة أرقام ضغط الدم الطبيعية وغير الطبيعية. وهي وفق هذا التصنيف الطبي الحديث، وذلك وفق جدول رقم 1 التالي:

جدول 1: أرقام ضغط الدم الطبيعية وغير الطبيعية

*الأعراض: ألم في الصدر، وضيق في التنفس، وآلام في الظهر، وخدر، وضعف، وتغير في الرؤية، أو صعوبة في التحدث.

2. يمكن لأي شخص أن يُصاب بارتفاع ضغط الدم. ولذا يُنصح بفحص ضغط الدم بانتظام. ويشمل ذلك جميع الفئات العمرية: الأطفال، والشباب، والبالغين، وكبار السن. ولذا تعتبر الإرشادات الطبية الجديدة أن مراقبة ضغط الدم في المنزل للمرضى يساعد في تأكيد التشخيص الإكلينيكي لارتفاع ضغط الدم، ومراقبة التقدم المحرز في جانب المعالجة الدوائية. وللحصول على أفضل قراءة لضغط الدم في المنزل، تنصح الإرشادات الطبية بالجلوس على كرسي مع دعم ظهرك، وقدماك مسطحتان على الأرض، وذراعك ممدودة ومدعومة بمستوى القلب، والتزام الهدوء والسكينة. تعرّف على كيفية قياس ضغط دمك بالطريقة الصحيحة (راجع مقال: 10 أخطاء في قياس ضغط الدم، ملحق «صحتك» بصحيفة الشرق الأوسط، عدد 18 أبريل/ نيسان 2024).

«حاسبة الوقاية» وتعديلات نمط الحياة

3. تتضمن الإرشادات حاسبة المخاطر «الوقاية»، مما يسمح بتقييم المخاطر بشكل شخصي، واتخاذ قرارات علاجية مُخصصة بناءً على عوامل الخطر الفردية.

وحاسبة الوقاية PREVENT Calculator تشمل الأخذ بعين الاعتبار عدداً من العناصر لتحديد مدى احتمالات خطورة الإصابة بأمراض والقلب والأوعية الدموية ومدى ضرورة معالجة عوامل خطورة الإصابة بهم. وهذه العناصر هي: نوع الجنس (ذكر/أنثى)، مقدار العمر، معدل الكوليسترول الكلي T.C، معدل الكوليسترول الثقيل HDL، مقدار ضغط الدم الانقباضي، مؤشر كتلة الجسم BMI، معدل الترشيح الكبيبي المقدر للكليتين eGFR، وجود مرض السكري، التدخين الحالي، تناول أدوية خافضة لضغط الدم، تناول أدوية خافضة للدهون.

4. تُسلط الإرشادات الضوء على الدور الحاسم لتعديلات نمط الحياة، مثل التغييرات الغذائية، وزيادة النشاط البدني، وإدارة الوزن، وتقليل التوتر، في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وإدارة معالجته. وبالإضافة إلى هذه التغييرات في نمط الحياة، قد تحتاج إلى أدوية. وتنصح بالتعرّف على المزيد حول أنواع أدوية ارتفاع ضغط الدم المختلفة عند المتابعة مع الطبيب. ويجب البدء في تناول أدوية خفض ضغط الدم على الفور لدى البالغين المصابين بارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو أمراض الكلى المزمنة أو المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على مدى عشر سنوات، وفقاً للإرشادات الجديدة.

ولذا تضمنت الإرشادات الجديدة تغييراً «مهماً» في الفحوصات المختبرية، وهو تقييم وظائف الكلى باختبار نسبة ألبومين البول إلى الكرياتينين Ratio Of Urine Albumin And Creatinine لجميع المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. والذي كان يُعتبر سابقاً اختباراً اختيارياً.

نظام غذائي صحي

5. اتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم أو الوقاية منه. وتوضح جمعية القلب الأميركية ذلك بقولها: «بعض المعلومات الغذائية الأساسية التي يجب معرفتها:

- الصوديوم (وليس الملح فقط): ينبغي أن يتناول البالغون 2300 ملغم (نحو ملعقة صغيرة من الملح) من الصوديوم يومياً أو أقل، مع التوجه نحو الحد المثالي الذي يقل عن 1500 ملغم (نحو ثلثي ملعقة صغيرة من الملح).

- اتبع نظاماً غذائياً صحياً للقلب: مثل خطة داش الغذائية DASH Eating Plan، التي تُركز على تقليل تناول الصوديوم واتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات والبذور ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو خالية الدسم، وتشمل اللحوم الخالية من الدهون والدواجن والأسماك والطهي باستخدام زيوت غير استوائية (الزيوت الاستوائية مثل زيت النخيل وزيت جوز الهند الغنيين بالدهون المشبعة غير الصحية).

- الفواكه والخضراوات: تناول الكثير من الفواكه والخضراوات، مع التركيز على التنوع.

- الكحول: قلل من تناول الكحول أو امتنع عنه تماماً لخفض ضغط الدم أو الوقاية منه.

فقدان الوزن

6. يؤدي فقدان الوزن إلى خفض ضغط الدم، وتشجع الإرشادات الجديدة مرضى ضغط الدم الذين لديهم سمنة، على التفكير في استخدام مثبط GLP-1 (حقن خفض الوزن) عندما يكون ذلك مناسباً من الناحية الإكلينيكية. وأفادت أنه بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، فإن فقدان نحو 5 في المائة من وزن الجسم يمكن أن يدعم الصحة العامة ويساعد في خفض ضغط الدم أو الوقاية منه. وتنصح الإرشادات الطبية الجديدة بضرورة الاطلاع على العناصر «الثمانية الأساسية للحياة» Life’s Essential 8 لمعرفة المزيد عما يمكنك فعله لتحسين صحة قلبك ودماغك.

وللمساعدة في ضبط ضغط الدم، تناول طعاماً صحياً باتباع نمط غذائي على غرار نظام DASH الغذائي، وحافظ على نشاطك، وقلل من تناول الكحول أو توقف عنه تماماً، وجرّب أنشطة تُخفف التوتر، بما في ذلك التأمل والتحكم في التنفس و/أو اليوغا. من المهم أيضاً استشارة اختصاصي الرعاية الصحية حول الحالات الصحية الشائعة الأخرى التي قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، والتي تشمل حالات مثل زيادة الوزن وانقطاع النفس النومي وداء السكري ومشاكل الغدة الدرقية.

فريق إشراف طبي

7. تُوصى الإرشادات الطبية الحديثة لعلاج ارتفاع ضغط الدم بالتركيز بشكل كبير على الرعاية القائمة على الفريق، والتي تشمل متخصصين في الرعاية الصحية من مختلف التخصصات، لتحسين تنفيذ خطط العلاج والالتزام بها. وتُمثل هذه الإرشادات مورداً شاملاً قائماً على الأدلة للأطباء، حيث تُوفر استراتيجيات عملية وبروتوكولات مُوحدة لتحسين إدارة ضغط الدم في البيئات الإكلينيكية. ومن خلال توفير أدوات عملية ومنهجيات موحدة، يهدف الدليل إلى مساعدة الأطباء على تحقيق تحكم أفضل في ضغط الدم. وتُمكّن هذه التوصيات المرضى من ضمان علاج ارتفاع ضغط الدم بكفاءة من خلال أدوات عملية لدعم احتياجاتهم الصحية، سواءً من خلال تغييرات نمط الحياة أو الأدوية أو كليهما. ويُسهم في تخصيص الرعاية بإشراك أطباء غير أطباء القلب في المعالجة (أطباء الكلى، أطباء معالجة السمنة، أطباء النساء والتوليد، واختصاصي الحمية الغذائية).

ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

8. أثناء الحمل أو بعده، قد تُصاب المرأة بارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك حالة خطيرة تُسمى تسمم الحمل. ومن المهم إدراك أن فحص ضغط الدم قبل الحمل وخلاله وبعده، هو بالفعل خطوة مهمة لا يجب إهمالها من قبل الحامل والفريق الطبي المتابع لحالة الحمل. وإن كان ثمة ارتفاع في ضغط الدم خلال الحمل، تنصحها جمعية القلب الأميركية قائلة: «تحدثي مع اختصاصي الرعاية الصحية الخاص بكِ حول خيارات العلاج». والجديد مما أفادت به الإرشادات الطبية الحديثة هو تصنيف درجات فئات ضغط الدم أثناء الحمل، وذلك كما في الجدول رقم 2.

جدول 2: فئات ضغط الدم أثناء الحمل

ونبهت الحامل أنه: «إذا ظهرت عليكِ أي من هذه الأعراض، فاتصلي بالطوارئ: صداع شديد، تغير في الرؤية، ألم في البطن، ألم في الصدر، تورم ملحوظ، أو ضيق في التنفس».


مقالات ذات صلة

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

صحتك من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

أظهرت مراجعة بحثية حديثة أن مستهلكي المياه المعبأة يومياً يبتلعون أكثر من 90 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، مقارنة بمن يشربون مياه الصنبور.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)

نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء. فالبرودة وقِصر ساعات النهار وزيادة التوتر أحياناً تجعل من الصعب الاسترخاء والاستغراق في النوم ليلاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم «اللوكيميا» هو نوع من السرطان يصيب خلايا الدم حيث يؤدي إلى إنتاج غير طبيعي لكريات الدم البيضاء التي تضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى (رويترز - أرشيفية)

دراسة تكشف دور الالتهاب المزمن في تمهيد الطريق لتطوّر «اللوكيميا»

حذّر علماء من أن تغيّرات خفية تصيب العظام، وتحديداً نخاع العظم، قد تشكّل علامة مبكرة على الإصابة بسرطان الدم (اللوكيميا).

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين وتُسبب أمراض القلب، خاصةً لدى الرجال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الدراسة أجراها المركز الطبي التابع لمستشفيات جامعة كليفلاند الأميركية (بيكسباي)

دراسة تفتح الباب لإمكانية عكس مسار ألزهايمر

أشارت دراسة علمية حديثة إلى إمكانية عكس مسار مرض ألزهايمر عبر استعادة التوازن الطاقي داخل الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
TT

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)

أظهرت مراجعة بحثية حديثة أن مستهلكي المياه المعبأة يومياً يبتلعون أكثر من 90 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، مقارنة بمن يشربون مياه الصنبور، ما يستدعي اتخاذ إجراءات تنظيمية عاجلة للحد من المخاطر.

وتشير المراجعة أيضاً إلى أن متوسط ​​ما يبتلعه الإنسان سنوياً يتراوح بين 39 ألفاً و52 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، يتراوح حجمها بين جزء من ألف من الملِّيمتر وخمسة ملِّيمترات.

وتُطلق الزجاجات البلاستيكية جسيمات دقيقة في أثناء التصنيع والتخزين والنقل؛ حيث تتحلل بفعل التعرض لأشعة الشمس وتقلبات درجات الحرارة، وفقاً لباحثين في جامعة كونكورديا بكندا الذين يحذرون من أن العواقب الصحية لابتلاعها «قد تكون وخيمة»، حسبما أفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

وفي السياق، قالت سارة ساجدي، المؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة المنشورة في مجلة المواد الخطرة: «يُعدُّ شرب الماء من الزجاجات البلاستيكية آمناً في حالات الطوارئ، ولكنه ليس خياراً مناسباً للاستخدام اليومي».

من المعروف أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تدخل مجرى الدم وتصل إلى الأعضاء الحيوية، مما قد يُسبب التهابات مزمنة، ومشكلات تنفسية، وإجهاداً للخلايا، واضطرابات هرمونية، وضعفاً في القدرة على الإنجاب، وتلفاً عصبياً، وأنواعاً مختلفة من السرطان. إلا أن آثارها طويلة الأمد لا تزال غير مفهومة بشكل كامل بسبب نقص طرق الاختبار الموحدة لتقييمها داخل الأنسجة.

في هذه المراجعة، فحص الباحثون التأثير العالمي لجزيئات البلاستيك الدقيقة التي يتم ابتلاعها من زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد على صحة الإنسان، مستندين في ذلك إلى أكثر من 141 مقالة علمية.

تشير المراجعة إلى أن الأشخاص الذين يحصلون على الكمية اليومية الموصى بها من الماء من زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد فقط، قد يبتلعون 90 ألف جزيء إضافي من البلاستيك الدقيق سنوياً، مقارنة بمن يشربون ماء الصنبور فقط، والذين يبتلعون 4 آلاف جزيء دقيق سنوياً. كما توضح الدراسة أنه على الرغم من أن أدوات البحث الحالية قادرة على رصد حتى أصغر الجزيئات، فإنها لا تكشف عن مكوناتها.

ويشير الباحثون إلى أن الأدوات المستخدمة لتحديد تركيب جزيئات البلاستيك غالباً ما تغفل أصغرها، داعين إلى تطوير أساليب اختبار عالمية موحدة لقياس الجزيئات بدقة.

وكتب الباحثون: «يسلط التقرير الضوء على المشكلات الصحية المزمنة المرتبطة بالتعرض للبلاستيك النانوي والميكروي، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي، ومشكلات الإنجاب، والتسمم العصبي، والسرطنة».

وتسلِّط المراجعة الضوء على تحديات أساليب الاختبار الموحدة، والحاجة إلى لوائح شاملة تستهدف الجسيمات البلاستيكية النانوية والميكروية في زجاجات المياه. كما يؤكد البحث ضرورة التحول من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام إلى حلول مستدامة طويلة الأمد لتوفير المياه.


نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
TT

نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء. فالبرودة وقِصر ساعات النهار وزيادة التوتر أحياناً تجعل من الصعب الاسترخاء والاستغراق في النوم ليلاً. ومع ذلك، هناك بعض العادات البسيطة والتغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد على تحسين جودة النوم، خلال الأشهر الباردة.

وذكر تقريرٌ نشرته صحيفة «التلغراف» أهم الطرق والنصائح للحصول على نوم أفضل ليلاً في فصل الشتاء، وهي:

ابدأ يومك بالتعرض للضوء

يمكن أن يساعد التعرض للضوء لمدة ثلاثين دقيقة، في الوقت نفسه كل صباح، في إعادة ضبط ساعتك البيولوجية، وتحسين جودة نومك.

وإذا جرى هذا التعرض للضوء أثناء المشي فإن هذا الأمر قد يُحسّن المزاج أيضاً.

لكنْ إذا لم تتمكن من الخروج نهاراً، فإن الجلوس بجوار النافذة يساعد على تحسين التركيز والمزاج وجودة النوم.

احمِ عينيك من الضوء ليلاً

يُفضَّل ليلاً استخدام إضاءة خافتة ودافئة، حيث يرتبط التعرض للضوء ليلاً بنومٍ أخف وأقل راحة.

ويبدأ إفراز هرمون النوم الميلاتونين عادةً قبل ساعة ونصف من موعد نومك المعتاد، لذا جرّب إشعال شمعة مع وجبة العشاء مع إغلاق مصادر الإضاءة الأخرى. سيساعدك الجمع بين هذه الأدوات على النوم بسهولة أكبر.

اجعل المشي وقت الغداء عادة

بغضّ النظر عن مدى لياقتك البدنية، فإن قلة الخطوات تعني تقليل تراكم «ضغط» النوم، مما يسهم في شعورك بالتعب ليلاً ويتسبب في اضطرابات بنومك.

ضع لنفسك هدفاً بالمشي وقت الغداء، بغضّ النظر عن الطقس.

حاول ألا تستيقظ مبكراً

إن الاستيقاظ مبكراً في فصل الشتاء قد يُسبب ارتفاعاً غير معتاد في مستوى الكورتيزول، مما قد يجعلك تشعر بمزيد من التوتر والإرهاق طوال اليوم.

قد لا يكون هذا ممكناً للجميع، لكن إذا استطعتَ الحصول على نصف ساعة إضافية من النوم صباحاً، فقد تنام، بشكل أفضل، في الليلة التالية.

استمتع بوقتك في أحضان الطبيعة

إن الخروج للطبيعة في فصل الشتاء يمكن أن يساعدك في تحسين جودة نومك، بشكل كبير، ليلاً. لكن ينبغي عليك الحرص على ارتداء الملابس الثقيلة أثناء الخروج.

خطط لوجباتك بذكاء

وجدت دراسات حديثة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بارتفاع معدلات الأرق واضطرابات الصحة النفسية.

من الأفضل بدء وضع خطة وجبات أسبوعية. فالأطعمة الغنية بالألياف والمُغذية (مثل الفواكه والخضراوات الطازجة) ترتبط بتحسين جودة النوم.

وإلى جانب نوعية الطعام، فكّر أيضاً في وقت تناوله. توقف عن الأكل، قبل ساعتين على الأقل من موعد نومك، لتنعم بنوم هانئ.


الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
TT

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين وتُسبب أمراض القلب، خاصةً لدى الرجال.

وتنتشر جزيئات البلاستيك الدقيقة، التي يتراوح حجمها بين جزء من ألف من المليمتر وخمسة ملليمترات، في كل مكان اليوم؛ إذ توجد في الطعام والماء والهواء. ومن المعروف أنها تدخل مجرى الدم، بل وتستقر في الأعضاء الحيوية.

وتُسهِم هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في مجموعة واسعة من المشاكل الصحية، بدءاً من اضطرابات الهرمونات، وضعف القدرة على الإنجاب، وتلف الجهاز العصبي، والسرطان، وصولاً إلى أمراض القلب.

ومع ذلك، لم يكن من الواضح، فيما يتعلق بأمراض القلب، ما إذا كانت هذه الجسيمات تُلحق الضرر بالشرايين بشكلٍ مباشر، أم أن وجودها مع المرض كان مجرد مصادفة فقط، وهذا ما توصلت إليه الدراسة الجديدة، والتي نقلتها صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقال تشانغ تشنغ تشو، أستاذ العلوم الطبية الحيوية في جامعة كاليفورنيا، ومؤلف الدراسة الجديدة: «تقدم دراستنا بعضاً من أقوى الأدلة حتى الآن على أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهِم بشكل مباشر في أمراض القلب والأوعية الدموية».

وفي الدراسة، قيّم الباحثون آثار الجزيئات البلاستيكية الدقيقة على فئران مُعرّضة وراثياً للإصابة بتصلب الشرايين.

تمت تغذية فئران الدراسة، ذكوراً وإناثاً، بنظام غذائي منخفض الدهون والكولسترول، يُشابه ما قد يتناوله شخص سليم ونحيف.

ومع ذلك، وعلى مدار تسعة أسابيع، تلقت الفئران جزيئات بلاستيكية دقيقة بجرعات تُقارب 10 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

واختار الباحثون مستويات التعرض هذه للجزيئات البلاستيكية الدقيقة؛ لتعكس كميات مُشابهة لما قد يتعرض له الإنسان من خلال الطعام والماء الملوثين.

وعلى الرغم من أن النظام الغذائي الغني بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة لم يتسبب في زيادة وزن الفئران أو ارتفاع مستويات الكولسترول لديها، وظلت الحيوانات نحيفة، فإن تلف الشرايين قد حدث.

ووجد الباحثون على وجه الخصوص فرقاً ملحوظاً في تأثير الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بين ذكور وإناث الفئران.

وأدى التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة إلى تسريع تصلب الشرايين بشكل كبير لدى ذكور الفئران، حيث زاد تراكم اللويحات بنسبة 63 في المائة في جزء من الشريان الرئيسي المتصل بالقلب، وبأكثر من 7 أضعاف في الشريان العضدي الرأسي المتفرع من الشريان الرئيسي في الجزء العلوي من الصدر.

وخلصت الدراسة إلى أن إناث الفئران التي تعرضت للظروف نفسها لم تشهد زيادة ملحوظة في تكوّن اللويحات.

وبمزيد من البحث، وجد الباحثون أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تتداخل مع الشرايين؛ ما يُغير سلوك وتوازن أنواع عدة من الخلايا.

ووجدوا أن الخلايا البطانية، التي تُشكل البطانة الداخلية للأوعية الدموية، كانت الأكثر تأثراً.

وقال الدكتور تشو: «بما أن الخلايا البطانية هي أول ما يتعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة المنتشرة في الدم، فإن خلل وظيفتها قد يُؤدي إلى بدء الالتهاب وتكوّن اللويحات».

يبحث الباحثون حالياً في سبب كون ذكور الفئران أكثر عرضة لتلف الشرايين نتيجة التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وما إذا كان هذا الاختلاف بين الجنسين ينطبق على البشر أيضاً.

وقال تشو: «يكاد يكون من المستحيل تجنب الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تماماً. ومع استمرار تزايد تلوث الجسيمات البلاستيكية الدقيقة عالمياً، أصبح فهم آثارها على صحة الإنسان، بما في ذلك أمراض القلب، أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى».

وأشار إلى أنه نظراً لأنه لا توجد حالياً طرق فعالة لإزالة الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من الجسم، فإن تقليل التعرض لها والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام - من خلال النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وإدارة عوامل الخطر - يبقى أمراً بالغ الأهمية.