طلال الحمود
إعلامي وكاتب سعودي، رئيس تحرير الأخبار الرياضية في قناة العربية.
TT

عرب المونديال

استمع إلى المقالة

رفع أنصار كرة القدم العربية سقف توقعاتهم قبل انطلاق بطولة كأس العالم للأندية المقامة حالياً في الولايات المتحدة، ولم يكن أشدهم تشاؤماً ينتظر أن تغادر الفرق ذات الصيت في آسيا وأفريقيا من الدور الأول من دون ترك بصمة توازي شعبيتها وإنجازاتها المحلية والقارية. ولحق الترجي التونسي بقائمة المغادرين، بعدما سبقه الأهلي المصري الذي خاض مباراته الأخيرة في انتظار معجزة تمنع انتهاء مواجهة إنتر ميامي وبالميراس بالتعادل.

خروج الأهلي من البطولة لم يكن سببه المباشر تعادل الفريق الأميركي ونظيره البرازيلي وتأهلهما معاً إلى الدور الثاني، بعدما ظهر الفريق المصري بحال لا يمكن أن تمنحه أفضلية على المنافسين في مجموعته، خصوصاً بعدما فرط في الفوز على بورتو البرتغالي بسبب عدم قدرة حارس المرمى محمد الشناوي ومعه خط الدفاع كاملاً على حفظ المكاسب التي حققها المهاجم وسام أبو علي للفريق. وربما كانت حال الشناوي في المباراة الأخيرة تعكس تراجع مستوى الفريق، وتبرهن على عدم جاهزيته للمشاركة في البطولة، على نحو كثير من الأندية التي جاءت إلى المونديال بعد انتهاء موسمها الطويل محلياً وقارياً بلاعبين يعاني أغلبهم من الإجهاد بسبب كثرة المباريات وطول ساعات السفر.

سافر الأهلي إلى أميركا لتحقيق إنجاز عالمي في البطولة التي صال وجال فيها طويلاً. ولم يكن تجاوز مباريات المجموعة الأولى والتأهل إلى الدور الثاني أمراً صعباً، قياساً على «حظ» الأندية العربية، وفي مقدمتها العين الإماراتي والوداد المغربي، وسوء الطالع الذي وضعهما إلى جانب يوفنتوس ومانشستر سيتي في مجموعة كانت شبه محسومة، والحال نفسها تنطبق على الترجي في مجموعة فلامينغو البرازيلي وتشيلسي الإنجليزي، غير أن النادي القاهري لم يكن بحاجة إلى منافسين أقوياء حتى يخرجوه من البطولة. ويبدو أن مسؤولي الأهلي لم يكتشفوا حقيقة مستوى فريقهم إلا عقب انطلاق مباريات البطولة، بعدما كانوا يراهنون على جدوى التغييرات والتعاقدات الأخيرة في إعادة تأهيل الفريق بالسرعة المطلوبة من أجل المنافسة على المراكز المتقدمة.

وبعد خروج 4 أندية عربية من المونديال، بقي خامسها الهلال السعودي الذي بذل لاعبوه أقصى جهد خلال مواجهة ريال مدريد، قبل أن يظهر الفريق في المباراة الثانية أمام سالزبورغ النمساوي بمستوى أقل بكثير، وسط تراجع لافت في المجهود البدني للاعبين المؤثرين، ومحاولات من المدرب إنزاغي للبحث عن بديل يستطيع الركض دون توقف. وغالباً لن تكون مهمة الهلال سهلة أمام متذيل المجموعة باتشوكا المكسيكي بسبب العامل اللياقي.

كان بالإمكان أن تحقق الأندية العربية نتائج أفضل، وأن تتأهل غالبيتها إلى الدور الثاني؛ لأنها ليست بهذا السوء الذي ظهرت به في كأس العالم، قياساً على بلوغها نهائي البطولة بالنظام السابق 3 مرات، وما تمتلكه من مدربين ولاعبين يتفوقون على كثير من نظرائهم في الفرق المنافسة، ولكن يبدو أن نظام المونديال الجديد وتوقيت إقامته لن يساعدا في رفع سقف الطموحات عربياً، إلا في حال تغيير موعد البطولة من نهاية الموسم لتقام في وسطه خلال فصل الشتاء، كما حدث في «نسخة المنتخبات 2022».



المزيد من مقالات الرأي