لا حديث يعلو في عالم كرة القدم خلال الأيام القليلة الماضية على التصويت الرسمي المرتقب مساء الأربعاء في كونغرس «فيفا» لاستضافة السعودية لكأس العالم 2034.
قدرة السعوديين الكبيرة في كسب أصوات التأييد للاستضافة الذي تم قبل عام من الآن، وذلك بعد إعلان أكثر من 125 اتحاداً وطنياً الدعم لطلب استضافة السعودية لمونديال 2034؛ دليل صريح على الثقة الكبيرة من هذه الاتحادات المنتمية لاتحادات «يويفا» وأميركا الجنوبية والكونكاكاف وأفريقيا وآسيا.
لم أستغرب على الإطلاق إعلان الاتحاد الألماني لكرة القدم الجمعة الماضية قراره الرسمي بالتصويت للسعودية في استضافة كأس العالم 2034؛ لإدراكي أن الملف الذي قدمته المملكة كان ضخماً ومؤثراً ومقنعاً، ليس لألمانيا فقط، بل للعشرات من الاتحادات التي تتأهب لتزكية السعودية في الاستضافة التاريخية للمونديال.
يقول رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم بيرند نويندورف لوسائل الإعلام في بلاده، بحسب البيان الرسمي الصادر عن اتحاد اللعبة: «لم نتخذ القرار باستخفاف، درسنا بعناية طلب استضافة كأس العالم 2034. كان هناك تبادل (آراء) مع كثير من جماعات المصالح والخبراء، وعلى أساسه جرى اتخاذ قرار سليم... سنصوّت للسعودية».
لم يكن أمام الاتحاد الألماني خيار سوى الوقوف إلى جانب المنطق والحق حيث «الملف السعودي» المتكامل الذي سينقل هذه البطولة لمرحلة غير مسبوقة، وهو يستضيف 48 منتخباً في دولة واحدة، في حين أن 6 دول تجتمع لاستضافة مونديالَي 2026 و2030.
إنها المملكة العربية السعودية... الأولى في تاريخ كأس العالم التي تتأهب بكل ثقة وقدرة وضيافة لاستقبال 48 منتخباً... نعم 48 منتخباً في دولة واحدة لا ثلاث دول.
سيعد السعوديون السنوات العشر القادمة بشغف كبير، ليؤكدوا للعالم أجمع أن تقييم الاتحاد الدولي لكرة القدم التاريخي وغير المسبوق الذي حصلوا عليه (4.2 من 5)، سيكون واقعاً وحقيقياً وملموساً لدى الجماهير ووسائل الإعلام والمسؤولين، والمنتخبات الـ48 وهي تتنقل بسلاسة وأمان وسعادة وشغف في المناطق السعودية.
ليس سهلاً ما قام به المسؤولون في المملكة وهم يجهزون هذا الملف الثقيل لإقناع كل العالم بإمكانات البلاد لاستضافة كأس العالم، لكنهم وهم يعملون على تحضيره كانوا واثقين؛ لأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفّر لهم كل الإمكانات للعمل في بيئة إبداعية محفزة للنجاح.
يقول «فيفا» عن الملف السعودي إنه «بلا مخاطر عالية»، كما حدث في النسخ الماضية ومونديالَي 2026 و2030، والسبب الالتزام الرسمي الذي قدمه المسؤولون في المملكة للاتحاد الدولي؛ لذا كانت فرص النجاح عالية والمخاطر متدنية في بلد آمن ومتنوع ثقافياً ومنتج، فضلاً عن أن فلسفته المجتمعية قائمة على «إكرام الضيوف»، والترحيب بهم طوال إقامتهم في حدوده الجغرافية.