كانت لقطة الناقل التلفزيوني الرسمي محزنة لحظة مشاهدة المدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد وهو يحضر مباراة النصر والتعاون ضمن منافسات دور الـ16 التي جرت الثلاثاء الماضي، إذ كان هدفه الرئيسي من حضور هذه المباراة مشاهدة اللاعبين السعوديين لدعوتهم للتشكيلة الدولية التي ستخوض مواجهة أستراليا التأهيلية لكأس العالم 2026 في العاشر من الشهر الحالي بملبورن.
كان يفترض أن يشاهد كافة اللاعبين المحليين الذين يتوقع أن يضمهم للأخضر خلال الـ90 دقيقة لكن قانون اللاعبين الأجانب في البطولات السعودية حرمه مما يريد، إذ اضطر إلى مشاهدة 15 لاعباً أجنبياً يركضون في الميدان بحضور 7 لاعبين سعوديين فقط قد لا يضم سوى اثنين أو ثلاثة منهم.
سيكون المنظر معتاداً لرينارد وهو يحضر كل مواجهة دورية؛ إذ لن يكون بإمكانه مشاهدة أكثر من هذا الرقم في أرض الملعب، بينما البقية سيجدها إلى جانب مدربي الأندية على دكة البدلاء ينتظرون فرصتهم لخوض دقائق معدودة.
كان أمامه في تشكيلة النصر نواف بوشل وسالم النجدي وعلي الحسن والحقيقة أن الأول والثاني ليسا دوليين إذ لم تشهد القائمة الدولية حضورهما هذا العام، فيما يعرف رينارد جيداً علي الحسن في حقبته التدريبية الأولى للأخضر؛ إذ أشركه في 12 مباراة واحدة منها كانت أمام المكسيك في نهائيات كأس العالم 2022.
في ذات المباراة، حظي الفرنسي بمشاهدة تشكيلة التعاون حيث أتيحت له مشاهدة عون السلولي ومتعب المفرج وسعد الناصر، والأول استعان به مانشيني في تصفيات العام الماضي الأولية وكذلك أمام الصين في الدور الحاسم، بينما الآخرون لم يحصلوا بعد على فرصة الانضمام.
صعب جداً على أي مدرب يتولى زمام تدريب الأخضر أن يبحث عن خيارات كثيرة لضم لاعبين جاهزين لياقياً وفنياً كما يفعل نظراؤه في المنتخبات المنافسة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
جميع مدربي المنتخبات الآسيوية لا يواجهون مثل هذه الصعوبات التي يواجهها رينارد، لكنه يريد طريقاً يقوده للاعب سعودي موهوب سواء في الدوري الممتاز أو دوري الدرجة الأولى.
يقول رينارد في حديثه التلفزيوني الأول للجماهير السعودية: أدرك أن المهمة صعبة لكنني أعرف أن الدوري السعودي يملك بعض المواهب الجيدة، لقد شاهدت عبد العزيز العثمان لاعب القادسية (لعب 350 دقيقة من أصل 810 دقائق خاضها اللاعبون مع أنديتهم في الدوري) كما شاهدت أيمن فلاتة لاعب ضمك (لعب 511 دقيقة) ومحمد القحطاني لاعب الهلال (لعب 269 دقيقة).
لا شك أن فكرة تقليص القائمة إلى 25 لاعباً وفرضها على الأندية ستساعد على توزيع المواهب، وستسهم في منح المدير الفني الفرنسي محاولة الاختيار والمفاضلة بين هؤلاء النجوم، لكنها في الحقيقة مهمة صعبة جداً حيث يتعين عليه وعلى مساعديه حضور الكثير والكثير من المباريات في دوري المحترفين ودوري الأولى، والتنقل بين مدن عديدة خلال وقت وجيز.