> بعض قراء النقد في الصحافة العربية وعلى المواقع يقارنون بين رأي الناقد العربي ورأي النّقاد الأجانب، ومن ثَمّ يكتبون متسائلين عن سبب هذا الاختلاف.
> على سبيل المثال فيلم مارتن سكورسيزي الأخير «قتلة زهرة القمر» و«أيام مثالية» لڤيم ڤندرز. الأول أثار إعجاباً واسعاً بين معظم النقاد الأميركيين والأوروبيين، والثاني استُقبل عموماً بفتور، كحال «سلطة الكلب» لجين كامبيون و«أفق: أنشودة أميركية» لكيڤين كوستنر وكلاهما من أفلام الوسترن.
> بالنسبة لفيلم مارتن سكورسيزي وجدته غير منصف للموضوع الذي يتحدّث فيه. باختصار عن أشرار الفيلم وأبناء القبيلة وقضيّتهم. أما «أيام مثالية» فوجدته متعة بصرية وأسلوبية ومن أفضل ما تحدّث عن شخصية رجل من الذين لا يثيرون اهتمام أحد.
> «سلطة الكلب» نال هناك اهتماماً كبيراً (خمسة، وأربعة نجوم)، وعندي نجمتان وهو ليس أفضل من «أفق: أنشودة أميركية» الذي لم ينل ما يستحق.
> لا خوف من اختلاف الآراء لأن هناك في الأساس اختلافاً في الثقافات وفي عناصر الاهتمام الأساسية. ليس لأنني «فلتة زماني»، فهناك كثيرون يحكمون، مثلي، على الفيلم من معطيات فنية أولاً تشمل الكتابة والتصوير والموسيقى والتمثيل، وطبعاً الإخراج والكيفية التي اختارها المخرج لمعاينة موضوعه.
> تعدّد الآراء أمر إيجابي، والنقد بحد نفسه ليس وجهة الناقد مثل محقق يحمل مجهراً فاحصاً، بذلك هو نقطة لقاء القارئ بالفيلم. يستطيع الأول تجاوزها أو الاتكال عليها لمزيد من المعرفة.