ما هو الكولسترول «الضار»؟ وكيف نخفضه؟

الكولسترول الجيد يجمع الدهون الزائدة من مجرى الدم وجدران الشرايين (إكس)
الكولسترول الجيد يجمع الدهون الزائدة من مجرى الدم وجدران الشرايين (إكس)
TT
20

ما هو الكولسترول «الضار»؟ وكيف نخفضه؟

الكولسترول الجيد يجمع الدهون الزائدة من مجرى الدم وجدران الشرايين (إكس)
الكولسترول الجيد يجمع الدهون الزائدة من مجرى الدم وجدران الشرايين (إكس)

الكولسترول هو مادة دهنية توجد بشكل طبيعي في الجسم. يستخدمه الجسم لصنع أغشية الخلايا وهرمونات معينة. يتم امتصاص الدهون التي تستهلكها من الطعام في الأمعاء، ويتم نقلها إلى الكبد، الذي يحوّلها إلى كولسترول، ثم يطلقها في مجرى الدم. وعندما يتعلق الأمر بتخفيض مستويات كولسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة «الضار»، يقول طبيب القلب بجامعة هارفارد الدكتور كريستوفر كانون: «يمكن للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الاستفادة من خفض مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) إلى أدنى مستوى ممكن للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية»، مضيفاً: «كلما انخفضت مستويات الكوليسترول الضار كلما كان أفضل».

ووفق تقرير نشرته دورية «هارفارد»، فإن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكولسترول غالباً ما تكون لها تأثير متواضع على نسبة الكولسترول في الدم، ولكن كثيراً من هذه الأطعمة يحتوي أيضاً على نسبة عالية من الدهون المشبعة، التي لها تأثير أكبر على مستويات الكولسترول. ويقول كانون: «يتم تحديد معظم مستوى الكولسترول لديك وراثياً».

هناك نوعان رئيسيان من الكولسترول: «الضار» والبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) وما يعرف بـ«الجيد». يُطلق على LDL اسم «الضار»، لأن الكميات الزائدة في مجرى الدم يمكن أن تستقر داخل جدران الشرايين. يمكن لهذه الترسبات، التي تسمى اللويحات أن تتمزق وتسبب تخثراً يمنع تدفق الدم إلى القلب أو الدماغ، ما يسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية. بالمقارنة، يجمع الكولسترول الجيد الدهون الزائدة من مجرى الدم وجدران الشرايين. ومع ذلك، يشير الدكتور كانون إلى أن «كثيراً من التجارب السريرية وجدت أن رفع مستويات HDL في الدم لا يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، وبالتالي فإن التركيز ينصب على خفض LDL».

الخطوة الأولى لخفض مستويات الكولسترول «الضار» المرتفعة هي إجراء تغييرات غذائية، بتقليل الدهون المشبعة من خلال اعتماد نظام غذائي صحي للقلب، مثل نظام البحر الأبيض المتوسط أو غيره من الأنظمة الغذائية النباتية المماثلة، إضافة إلى فقدان الوزن، وزيادة ممارسة الرياضة.

ولكن في كثير من الأحيان تكون هناك حاجة إلى دواء للمساعدة في خفض مستويات الكولسترول «الضار» العالية جداً وإبقائها منخفضة. يبدأ هذا عادة بنوع من الأدوية يسمى الستاتين. تعمل الستاتينات على خفض البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) عن طريق منع إنزيم في الكبد يساعد على إنتاج الكولسترول.

تتمتع الأدوية أيضاً بخصائص مضادة للالتهابات، ويُعد الالتهاب مساهماً معروفاً في تراكم اللويحات. كما تساعد الستاتينات على منع انفتاح اللويحات وإطلاق المواد الكيميائية التي تحفز تكوين جلطات الدم، ما يؤدي إلى انسداد شرايين القلب والنوبات القلبية.

اعتماداً على مستوى الكولسترول «الضار» لديك، سيوصي طبيبك بالستاتين والجرعة الأفضل لحالتك. الجانب السلبي للستاتينات هو الآثار الجانبية المحتملة. الأكثر شيوعاً هو الألم في العضلات. إذا حدث لك هذا، يمكن لطبيبك خفض الجرعة مؤقتًا أو التبديل إلى دواء ستاتين مختلف.


مقالات ذات صلة

5 أطعمة غنية بالكوليسترول يجب تناولها

صحتك 5 أطعمة غنية بالكوليسترول يجب تناولها

5 أطعمة غنية بالكوليسترول يجب تناولها

ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم لا يعني بالضرورة أنه يجب تجنب جميع الأطعمة الغنية بالكوليسترول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تسلط الأبحاث الجديدة الضوء على دور اللقاحات وصحة القلب ومستويات الكولسترول وأنماط النوم في الوقاية من مرض الخرف (أ.ب)

4 عوامل تُقلل خطر الإصابة بالخرف

كشفت دراسات حديثة عن أربعة عوامل رئيسة تؤثر على خطر الإصابة بالخرف الذي يُصيب حالياً 57 مليون شخص عالمياً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك مريض تعرّض لسكتة دماغية يخضع لتخطيط قلب أثناء تعافيه (رويترز)

السكتة الدماغية... ما أعراضها؟ وكيف تحمي نفسك منها؟

تُعد السكتة الدماغية أحد الأسباب الرئيسية للوفاة، إذ يُصاب بها نحو 15 مليون شخص حول العالم سنوياً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك أظهرت دراسة جديدة أن دواء الستاتين وفّر حماية ضد الخرف حتى لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات كولسترول منخفضة بالفعل (أ.ب)

دواء كولسترول شائع قد يقلل خطر الإصابة بالخرف

كشفت دراسة جديدة من كوريا الجنوبية عن أن دواء الستاتين، الذي يُوصف على نطاق واسع لخفض الكولسترول، قد يقلل أيضاً من خطر الإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك الكوليسترول الضار يتراكم في الشرايين مسبباً الجلطات والسكتات (متداولة)

حقائق حول الكوليسترول... كيف تنقذون حياتكم؟

الكوليسترول ليس شراً مطلقاً كما يعتقد الكثيرون، لكن المشكلة تكمن في اختلاف أنواعه وتأثيرها على الصحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

هل تعاني من ارتفاع مستمر في مستويات الكورتيزول؟ 5 طرق لمحاربة ذلك

قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول (رويترز)
قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول (رويترز)
TT
20

هل تعاني من ارتفاع مستمر في مستويات الكورتيزول؟ 5 طرق لمحاربة ذلك

قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول (رويترز)
قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول (رويترز)

إذا كانت مستويات الكورتيزول لديك مرتفعة باستمرار، فلا تعتبر ذلك أمراً طبيعياً، بل عليك اتخاذ بعض الخطوات للسيطرة عليها، حيث إن تكرار الارتفاع يومياً قد يُسبب القلق والتوتر ومشاكل نفسية أخرى. يمكنك البدء بتحسين جودة نومك، لأن قلة الراحة قد ترفع مستوى الكورتيزول. أضف أنشطة مُهدئة كالتأمل أو التنفس العميق إلى روتينك اليومي، وتناول وجبات متوازنة غنية بالبروتين والدهون الصحية والكربوهيدرات المُعقدة للحفاظ على مستوى السكر في الدم.

وهنا، يمكنك الاطلاع على تفاصيل 5 خطوات لمحاربة هذه الحالة:

الاهتمام بنومك

تعتبر قلة النوم من أبرز محفزات ارتفاع مستوى الكورتيزول. احرص على الحصول على 7-9 ساعات من النوم المتواصل والمريح. حدّد موعداً منتظماً للنوم، وقلل من وقت استخدامك للشاشات قبل النوم، واتبع روتيناً هادئاً يُشير إلى أن جسمك أصبح جاهزاً للاسترخاء.

ممارسة أنشطة مهدئة

مارس بانتظام أنشطة تُنشّط جهازك العصبي الباراسمبثاوي - وضع «الراحة والهضم». التأمل، والتنفس العميق، وتدوين اليوميات، والتمدد، وقضاء الوقت في الطبيعة، كلها طرق بسيطة لكنها فعّالة لخفض مستوى الكورتيزول وتهدئة عقلك.

تناول الوجبات الغذائية

ارتفاع وانخفاض سكر الدم قد يرفع مستوى الكورتيزول. تناول وجبات غنية بالبروتين والدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة بانتظام. تجنب تخطي الوجبات، وقلل من تناول الكافيين والسكر والأطعمة المصنعة، لأنها قد تزيد من إجهاد جسمك.

ممارسة الرياضة

تساعد التمارين الرياضية على خفض مستوى الكورتيزول مع مرور الوقت، لكن الإفراط في التدريبات المكثفة قد يؤدي إلى نتائج عكسية. ركّز على حركات معتدلة وممتعة كالمشي، وتمارين القوة، واليوغا، والسباحة. استمع إلى جسمك وخصص أياماً للتعافي.

إدارة التوتر

غالباً ما ينشأ التوتر المزمن من الإفراط في الالتزام أو إرضاء الآخرين. تعلم كيف تحمي طاقتك بوضع حدود صحية في العمل والمنزل والعلاقات. قول «لا» هو شكل من أشكال العناية بالنفس ويساعد في تقليل الضغوطات غير الضرورية.