كشفت جمعية القلب الأميركية أن تناول حبة دواء واحدة مركّبة تجمع بين نوعين أو أكثر من أدوية خفض ضغط الدم يساعد البالغين المصابين بارتفاع ضغط الدم على الوصول للمستويات المستهدفة بسرعة أكبر.
وأوضحت في بيان علمي، الاثنين، في دورية «Hypertension»، أن هذه النتائج تدعم التوجّه نحو اعتماد الحبوب المركّبة كخيار أولي لعلاج شريحة واسعة من مرضى ارتفاع ضغط الدم، خصوصاً في المراحل المبكرة والمتوسطة من المرض.
ويُعد ارتفاع ضغط الدم حالة مزمنة يرتفع فيها ضغط الدم في الشرايين عن المستوى الطبيعي (130/80 ملم زئبق أو أكثر)، ويُعد أحد أهم عوامل الخطر القابلة للتعديل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب وأمراض الكلى والتراجع المعرفي والخرف. ويصعب التحكم فيه في كثير من الأحيان بسبب الالتزام الدوائي غير المنتظم ونمط الحياة غير الصحي.
ووفقاً للتحديث الإحصائي للجمعية لعام 2025، يعاني نحو نصف البالغين في الولايات المتحدة، أي ما يقارب 122 مليون شخص، من ارتفاع ضغط الدم. وتوصي الإرشادات الحديثة للجمعية بدمج نمط الحياة الصحي مع العلاج الدوائي المبكر عند الحاجة. وبالنسبة للأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم من المرحلة الثانية (140/90 ملم زئبق أو أكثر)، يُفضّل بدء العلاج باستخدام دواءين معاً، ويفضّل أن يكونا في حبة واحدة مركّبة.
وأشار البيان إلى أن الحبوب المركّبة تختلف عن «الحبة المتعددة» (Polypill)؛ إذ تقتصر الأولى على دمج أدوية ضغط الدم فقط، في حين تجمع الثانية بين أدوية الضغط مع أدوية خفض الكولسترول أو الأسبرين بهدف تقليل المخاطر القلبية لدى فئات محددة.
وبيّن الباحثون أن الدراسات الرصدية التي تابعت المرضى لمدة تتراوح بين عام وخمسة أعوام أظهرت ارتباط استخدام الحبوب المركّبة بانخفاض خطر الأحداث القلبية الوعائية الكبرى، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية ودخول المستشفى بسبب فشل القلب والوفيات، بنسبة تتراوح بين 15 و30 في المائة. كما ارتبط ذلك بتحسن جودة الحياة وتقليل التكاليف الصحية على المدى الطويل.
وأضافوا أن «معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم يحتاجون إلى دواءين أو أكثر للوصول إلى الضغط المستهدف، لكن تعدد الحبوب اليومية قد يكون مربكاً ويؤثر في الالتزام بالعلاج؛ لذلك فإن الحبوب المركّبة تُعد أداة فعّالة تمكّن المرضى من الوصول إلى القيم المثلى لضغط الدم بشكل أسرع مقارنة بتناول الأدوية نفسها بشكل منفصل».
في المقابل، رصدت الجمعية عدداً من التحديات التي تحدّ من انتشار هذه الأدوية، من بينها محدودية وعي بعض الأطباء بتوافرها، والمخاوف من قلة المرونة في تعديل الجرعات، إضافة للعوائق المتعلقة بالتغطية التأمينية وارتفاع التكاليف على المرضى. كما شددت على الحاجة لمزيد من الأبحاث لتقييم فاعلية وأمان هذه الحبوب لدى الفئات الأعلى خطورة، مثل مرضى الفشل الكلوي، والسكري، وقصور القلب، وكبار السن.

