يسعى برنامج تنمية القدرات البشرية في السعودية، إلى أن يمتلك المواطن قدراتٍ تمكّنه من المنافسة عالمياً، من خلال تعزيز القيم، وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل، وتنمية المعارف.
ويركز البرنامج على تطوير أساس تعليمي للجميع، يسهم في زرع القيم منذ سن مبكرة، وتحضير الشباب لسوق العمل المستقبلية المحلية والعالمية، وتعزيز ثقافة العمل لديهم، وتنمية مهارات المواطنين، عبر توفير فرص التعلم مدى الحياة، ودعم ثقافة الابتكار وريادة الأعمال. ويركز أيضاً على تطوير وتفعيل السياسات والممكّنات لتعزيز الريادة.
ويأتي إنشاء برنامج تنمية القدرات البشرية، كأحد البرامج المستحدثة لـ«رؤية السعودية 2030»، سعياً لتطوير قدرات جميع المواطنين في السعودية، ولتحضيرهم للمستقبل واغتنام الفرص التي توفرها الاحتياجات المتجددة والمتسارعة، على المستويين المحلي والعالمي، حيث سيركز برنامج تنمية القدرات البشرية على تعزيز القيم وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل وتنمية المعارف في مختلف المجالات، مما يمكّن المواطن من المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية محلياً والمنافسة في سوق العمل عالمياً.
شهدت منظومة تنمية القدرات البشرية في السعودية، كثيراً من الإنجازات في الفترة السابقة، أهمها استمرار العملية التعليمية رغم ظروف جائحة فيروس كورونا المستجد. كما شهدت منظومة البحث والتطوير والابتكار قفزات في عدد المنشورات البحثية وتعزيز الشراكات البحثية العالمية، وقد حققت السعودية المركز الرابع عشر عالمياً في عدد الأبحاث المنشورة الخاصة بجائحة كورونا.
في خطوة أخرى على الطريق لاستضافة بطولة كأس العالم 2034، أعلنت السعودية إطلاق الهوية الرسمية الخاصة بملف ترشح السعودية لاستضافة الحدث العالمي، والتي تحمل شعار «معاً ننمو».
يأتي هذا الإطلاق بعد إعلان السعودية في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 نية الترشح لاستضافة البطولة. ويجسّد ملف الترشح مسيرة التحول والنمو الكبيرين التي تعيشها السعودية، بصفتها واحدة من أسرع قصص النمو، علاوة على الأثر الإيجابي الشامل المنتظر من استضافة البطولة الرياضية الكبرى عالمياً.
ويشمل ملف ترشح السعودية ثلاث ركائز رئيسية، هي: معاً لتنمية القدرات البشرية، ومعاً لتنمية كرة القدم، ومعاً لتنمية جسور التواصل. في حين يهدف شعار «معاً ننمو» إلى تسليط الضوء على الروابط التي تجمع السعودية وشعبها، بمجتمع كرة القدم الدولي في رحلة استثنائية، تسعى لبناء مستقبل أفضل لأكثر رياضة شعبية عالمياً. ويعكس تصميم الهُوية البصرية بملف الترشح، جوهر التراث الثقافي الغني للسعودية ومجتمعها الشاب والحيوي، في حين يتألف شعار الملف من عدة أشرطة ملوَّنة ومزيّنة بعديد من الرموز المتعلّقة برياضة كرة القدم.
ونجحت السعودية في تحقيق نهضة كبيرة في مختلف جوانب كرة القدم، إذ ارتفع عدد مراكز التدريب الإقليمية نحو 3 أضعاف، ليصل إلى 17 مركزاً في الوقت الحالي، بالتوازي مع زيادة عدد برامج اكتشاف المواهب، وزيادة إجمالي عدد المنتخبات الوطنية من 9 إلى 17 منتخباً. إذ يطمح الاتحاد السعودي لكرة القدم لتشكيل منتخبات في جميع الفئات العمرية، في الوقت الذي جسّدت فيه السعودية، خلال السنوات الماضية، مكانتها.
ولطالما أكدت السعودية قدرتها على تنظيم نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم 2034، إذ تسعى على ضوء «رؤية 2030» إلى تطوير قدرتها في مختلف المجالات، ومن بينها كرة القدم. لذلك فإن السعودية ستحاول جاهدة الحصول على موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن استضافة نهائيات كأس العالم، وحظيت بتأييد واسع من مختلف الاتحادات والدول فور إعلان نيتها فقط الترشح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2034.
وقد ركز مؤتمر مبادرة القدرات البشرية في سياق التنمية البشرية، على بحث كيفية إعداد جيل قادم مجهَّز بالمعارف والمهارات لمواجهة التقنيات الحديثة، بما فيها الذكاء الاصطناعي والتي تشكل تحدياً كبيراً، وإعداد استراتيجيات لتوفير تمويل مستدام من أجل بناء القدرات البشرية، بالإضافة إلى تحضير آلية متينة من أجل تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وركز برنامج تنمية القدرات البشرية على الذكاء الاصطناعي وأهميته في سوق العمل.
تستهدف السعودية أن يكون اقتصادها ضعفَي ما كان عليه قبل «رؤية 2030»، وستستمر الشراكة مع القطاع الخاص، حيث تستهدف السعودية رفع الشراكات من 40 في المائة إلى 65 في المائة، واستهداف إضافة مزيد من الاستثمارات في الاقتصاد الداخلي خلال هذا العقد، عبر استراتيجيات الاستثمار الوطنية، وأن جزءاً كبيراً من هذه المبالغ سيتم ضخها في القطاعات الاقتصادية الجديدة، كالاقتصاد الرقمي، والسياحة، والمالية، بالإضافة إلى الرعاية الصحية، والصيدلة والتكنولوجيا الحيوية، إذ إن هذه الاستثمارات التي تستوجب مجموعة مختلفة من المهارات، ستوفر فرصاً هائلة لتنمية رأس المال البشري.
في الختام، فإن القدرات البشرية والاستثمار فيها جزء حيوي من سوق العمل في السعودية، وهي في قلب صناعة السياسات، وإنه في عصر الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، تشهد السعودية نقلة نوعية تشكل تحدياً كبيراً، وعلى الجيل القادم أن يكون جاهزاً بالمعارف والمهارات، لا سيما أن هناك 73 في المائة، تحت سن الثلاثين، وهذا يعني أن هناك فرصاً هائلة ديمغرافياً لتعزيز الإنتاجية، والحاجة إلى استثمارات وتخطيط في التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية للاستفادة من هذه الفرص. ويحرص برنامج تنمية القدرات البشرية على توفير فرص للتعلم مدى الحياة، بالتواؤم مع التغيرات والتقنيات الحديثة التي تُحدث تغييراً جوهرياً في سوق العمل.