> إزاء معظم المسائل الفنية هناك احتمالات الخطأ والصواب. درجات مختلفة من الحالتين تصعد بالموضوع الماثل (لوحة، موسيقى، كتاب، تمثيل، فيلم، مسرحية... إلخ) أو تهبط به. يتوقف ذلك على الكاتب ودرجة علمه.
> أن يكون المرء على حق تام ودائم أمر مستحيل، ولو أن كثيرين يعتقدون أنه ممكن. أفضل منه الاعتقاد بأن الناقد قد يُصيب وقد يخطئ، وإذا ما كان أكثر معرفة بما يكتب فيه وأفضل علماً، فإن نسبة الصِحة تعلو، ونسبة الوقوع في الخطأ تنخفض.
> يختلف النقاد فيما بينهم، لكن لا أحد يعلّق (إلا نادراً) على ما قاله ناقد آخر ليثبت أن ما يقوله هو الصح، وأن الناقد الآخر على خطأ. النقاش هو فن الانطلاق من نقطتين متوازيتين في الحجم وفي المستوى. ما غير ذلك هو سجال في غير محلّه.
> حقيقة أن النقاد الجيدين في أي مهنة وفي أي مكان يختلفون في تقديراتهم للعمل الفني أمر طبيعي ما دامت مبنية على العمل نفسه وليس على رأي الناقد. على هذا النحو تحديداً، الرأي ليس مهماً.
> المسألة المثارة مؤخراً، وإلى حد ما، هي إذا ما كان النقد علماً أو رأياً. كتبت هنا، ربما أكثر من مرّة، أن الرأي ليس ما يستند إليه الناقد على طريقة «وفي رأيي أن الفيلم كذا...». الرأي يأتي في مضمون النقد وليس كما لو كان إضافة عليه. النقد علم بحد ذاته، ومعالجة الفيلم نقدياً عليها أن تكون «فيلمية» في لغتها؛ تستخدم الفيلم وكيف يتحدّث ويعالج ما يعرضه (لأن ما يعرضه فقط غير كافٍ للإجادة) لممارسة النقد.
> بالطبع سيتضمن ذلك رأياً، لكن عليه، ليكون صائباً، تقديم الداعي له. لا يكفي أن نقول مثلاً: «ورأيي أن المخرج أصاب الحقيقة»، من دون أن نعرف أي حقيقة وكيف أصابها. الخوف هو تحكيم الرأي الذاتي في قراءة الفيلم وتجاهل حقيقته.