إذا كان لقطر أن تفخر بالتنظيم الرائع لمونديال 2022 الأول بالمنطقة العربية والشرق الأوسط، فإن الإنجاز الذي حققه المنتخب المغربي بوصوله إلى المربع الذهبي، سيجعل منها بطولة استثنائية حقاً.
نعم وبغض النظر عما ستسفر عنه النتائج المقبلة، فرض المنتخب المغربي نفسه بين الأربعة الكبار، إلا أن سقف الطموحات العربية والأفريقية ارتفع، وبات التتويج بالكأس حلماً مشروعاً.
منذ اليوم الأول للمونديال توقعناها بطولة المفاجآت، وبالفعل خرجت ألمانيا وإسبانيا والبرازيل وإنجلترا، وشاهدنا ومضات عربية رائعة تمثلت في انتصار تاريخي للسعودية على الأرجنتين، وآخر لتونس على فرنسا حاملة اللقب، وتحقيق طفرات لليابان وكوريا الجنوبية، لكن ما حققه المنتخب المغربي يفوق الخيال.
قلنا إن من استطاع التغلب على إسبانيا، ومن قبلها بلجيكا المصنفة ثانياً عالمياً وثالثة مونديال روسيا الأخير، وكندا، وتعادل مع كرواتيا وصيفة النسخة الأخيرة، قادر على إزاحة البرتغال، وتحقق الأمر... الآن يتطلع المغرب للتغلب على فرنسا حاملة اللقب، والأمل كبير.
الجمهور الذي كان يزلزل أرجاء الملعب في الدوحة، ويغني ويحتفل في كل أرجاء العالم العربي، ما زال يطمح في المزيد من «أسود الأطلس»، ولم يعد متبقياً إلا خطوة واحدة للوقوف صوب الكأس ومنصة التتويج.
مدرب المغرب وليد الركراكي، يدرك أن الفرصة المتاحة أمام فريقه قد لا تتكرر كثيراً، بما يملك من لاعبين ذوي قدرات بدنية ومهارية عالية، وخوض المنافسات أمام جماهير عربية مساندة ومتحمسة في الدوحة، لذا كان كلامه متسقاً مع طموح الجماهير حين قال عقب التغلب على البرتغال: «نحلم بمواصلة المشوار حتى المباراة النهائية، والحلم مجاني ولا أحد بإمكانه منعنا من ذلك»... نعم لا سقف للأحلام والطموحات، وإذا كان لديك مجموعة من اللاعبين الرائعين القادرين على تحقيق الأحلام إلى واقع، فلما لا نطمع بالتتويج بالكأس ووضع العرب وأفريقيا على الخريطة العالمية.
لسنا بصدد تقديم النصائح للركراكي، ولا الإسهاب في تقييم الخطط والتكتيكات التي سيلعب بها، إنه الأعلم بقدرات لاعبيه وحالتهم البدنية بعد المجهود الشاق والكبير بالجولات السابقة، وكل ما نأمله هو تعافي المصابين، خصوصاً بخط دفاعه، ليكون الجميع على أهبة الاستعداد لمواجهة كيليان مبابي وزملائه.
العرض الذي قدمه المنتخب الفرنسي، ورغم خروجه منتصراً أمام إنجلترا، لا بد أن يمنح المغرب الدافع القوي، فلم يكن «الديوك» هم الأفضل في معركة ربع النهائي، بل فرض الإنجليز سيطرتهم، ولولا رعونة الدفاع وإهدار هاري كين لركلة جزاء، لتغيرت النتيجة.
في وجود حكيم زياش وأشرف حكيمي ونصير مزراوي ويوسف النصيري واللاعب المفاجأة المتألق عز الدين أوناحي، وخلفهم قلب الدفاع الصلب رومان سايس والحارس العملاق ياسين بونو، نثق في قدرة «أسود الأطلس» على مقارعة حامل اللقب.
تخطى المغرب خلال مشواره بالمونديال القطري منتخبات عريقة لها باع كبير بالكرة الأوروبية، ولا شك في أن تشكيلته الرائعة التي تعرف معنى الكرة الاحترافية، قادرة على استيعاب الضغط وتسطير إنجاز تاريخي لهم سيغير من واقع اللعبة في منطقتنا العربية... تقدموا نحن نريد الكأس.
TT
نريد الكأس
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة