مسلي آل معمر
كاتب رياضي
TT

دوري خارج التغطية

بدأت منافسات الموسم الكروي بتناقضاتها المعتادة؛ حيث تخيب غالبا أكثر القراءات وتتغير الآراء، فالصفقات المتوقع لها النجاح تواجه عكس المصير، والصفقات المرفوضة جماهيريا وإعلاميا أصبحت الأميز في عيون المتابعين. نجوم التناقضات غالبا ما يدورون في الحمى النصراوية الاتحادية، فالعميد الذي سحق الشباب برباعية عاد وخسر أمام العروبة الصاعد حديثا إلى دوري المحترفين، ثم ارتقى مجددا وأطاح بالفتح حامل اللقب برباعية أخرى؛ لكنه ما لبث إلا أن سقط مرة أخرى وبخماسية من الهلال. أي أداء ونتائج هذه يا عميد؟ هذه النتائج لا تعكس إلا أن عميد جدة يمر بحالة غير طبيعية دفعته للظهور في مباراة والاختفاء في أخرى؛ بل إن أجانبه في مباراة يوصفون بالأفضل، ثم يعودون تحت وطأة الانتقاد.
في النصر، كانت هناك مطالب إعلامية وجماهيرية بإلغاء التعاقد مع إلتون قبل بداية الموسم، وقبل أن يلعب أي مباراة رسمية، بينما تلقى إيفرتون الإشادات قبل البداية؛ ولكن ما إن بدأ الموسم حتى انقلبت الآراء رأسا على عقب؛ حيث أصبح إلتون اللاعب الأول في عيون المنتقدين، وأصبح إيفرتون في الدرجة الثانية. المسألة ليست مرتبطة بالاتحاد والنصر فقط؛ بل هي حالة عامة تسود الأندية كافة؛ حيث قوبل تعاقد الأزرق مع نيفيز بحالة توجس كبيرة من بعض الهلاليين بأنه يعاني إصابة، وأنه لن يخدم الفريق؛ لكن الميدان أثبت أن النجم البرازيلي علامة فارقة في أداء الزعيم.
المباريات المنقضية تشير إلى أن مستوى المنافسة في انحدار، في ظل تقارب مستويات اللاعبين للمتوسط وما دونه؛ حيث يتضح أن هناك انحسارا في مستوى المواهب؛ لذا فلا تجد فرقا في المستويات بين اللاعبين المحليين في الاتفاق والفيصلي والشباب والأهلي والاتحاد، وهنا يقتصر الفرق في عامل التميز على العنصر الأجنبي، وقبل أيام سألني أحد الزملاء: هل تتوقع أن يفوز النصر ببطولة؟ فقلت: لا أستبعد أن يفوز نجران أو الرائد ببطولة، فالفرصة متاحة للجميع، والمستويات متقاربة، وهي تراوح بين المتوسط وما دونه، حتى أن الفروقات بين الهلال والشباب والأهلي من جهة، وما بعدها من الفرق من جهة أخرى، ليست كبيرة، عكس المنافسة قبل خمس سنوات، عندما كان الهلال والاتحاد والشباب يتفردون عن البقية بالمستويات، وكانت المنافسة محصورة بينهم.
الموسم ما زال في بدايته، وأغلب الآراء التي نسمعها الآن قابلة للتغيير بشكل كبير، والمراكز ربما لن تستمر بهذا الوضع كثيرا، نحن قوم متعجلون في آرائنا وأحكامنا، وبين جولات عدة سأذكر بما يقولون، فقد يكون معي حق بأننا متعجلون، بل وعاطفيون!