مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

أقدم اعتذاري

حسب وسائل إعلام بنغلاديشية، فإن (تمني نصرت) من حزب (رابطة عوامي) الحاكم متهمة بدفع مبالغ مالية لنساء يشبهنها ليؤدين محلّها 13 امتحاناً، وتم اكتشاف التلاعب بعدما دخلت محطة (ناجوريك) التلفزيونية المحلية قاعة امتحان، وتحدثت مع إحدى النساء التي تنتحل هوية نصرت، في تسجيل لقى انتشاراً واسعاً، وكانت فضيحة بجلاجل أدت إلى طردها من الجامعة.
وللمعلومية، فقد انتخبت نصرت عضواً في البرلمان العام الماضي، وكانت تدرس للحصول على درجة البكالوريوس في الآداب، وقال رئيس الجامعة؛ لقد طُردت لأنها ارتكبت جريمة، وألغينا تسجيلها. وصرح مسؤول في الكلية بالقول: لقد عرف الجميع منذ البداية أنها لم تكن هي التي تمتحن، بل كنّ نساء يشبهنها، ولكن لم ينطق أحد بكلمة بسبب الخوف، لأنها من عائلة قوية ومؤثرة للغاية.
وما أبعد الفرق بين هذه المرأة البنغلاديشية، وبين زوجة الرئيس التونسي (قيس سعيد) السيدة (إشراف شميل) التي تعمل قاضية، فعندما فاز بانتخابات الرئاسة، كان من ضمن القرارات التي اتخذها، مثلما قرأت على صفحة (فيسبوك) التي تنشر أخبار الرئيس، أنه أمر بأن تأخذ زوجته إجازة عن العمل لمدة 5 سنوات (بدون مرتب)، حتى لا يقع أي مس أو قدح في استقلالية القضاء.
وما أن قرأت هذا القرار حتى حمدت ربي بأن العالم العربي ما زال فيه خير.
***
ليس كل الرجال البيض سواء في أميركا أو غيرها، لديهم عنصرية ضد الملونين والسود، بل إن الغالبية العظمى منهم لديهم قيم إنسانية راقية، تحترم كل جنس ولون ودين.
وخير مثال (درامي) بل مأساوي، هو ما حصل لـ(بيل كورنر) الأبيض، الذي كاد يقتله الحزن على ابنته التي توفيت وعمرها 20 عاماً، وقد تبرع بقلبها لشاب أسود اسمه (جاك)، الذي يصارع الموت لضعف عضلة قلبه، وعملت له زراعة ونجحت العملية وتعافى الشاب، ولكن والد البنت بعد مدة غلبه الشوق، فقرر زيارة قلب ابنته في صدر ذلك الشاب.
وقطع مسافة 1400 ميل على دراجته ليستمع لقلب حبيبته وفلذة كبده التي فقدها في ريعان الشباب، وكان المنظر الذي شاهدته بالفيديو المصور مؤثراً، عندما وقف الشاب أمامه وأزاح قميصه عن صدره، ووضع الأب سماعة الطبيب في أذنيه وعلى صدر الشاب، فأخذ يبكي وينتحب، وهو يسمع دقات قلبها وكأنها ترحب به.
الواقع أنني وقتها لم أتمالك نفسي وانحدرت دموعي، متذكراً ابنتي الراحلة.
أقدم اعتذاري على هذا الخبر، وهذه النهاية.