بات الانقسام العالمي «الكروي» أمرا عاديا متوقعا كلما حان الموعد السنوي لاختيار أفضل لاعب في العالم. والواقع أن هذه الجائزة السنوية اكتسبت أهمية أكبر منذ أن تم دمج جائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مع جائزة مجلة «فرانس فوتبول». وحيث إن جائزة هذا العام انحصرت بين كريستيانو رونالدو وميسي ونوير، فإن المعارك الكلامية ستزداد ضراوة وينقسم العالم الكروي ليس إلى قسمين بل إلى ثلاثة أقسام، لأن الحارس الألماني الكبير نوير ينافس أفضل نجمين في عالم كرة القدم يقومان بدور مختلف عنه، ولا أعرف كيف تتم المقارنة بين من يلعب في الوسط أو الهجوم مع حارس للمرمى إن لم تتدخل الأرقام أو الإنجازات في حسم نتيجة الجائزة. في هذه الحالة سيكون القرار شخصيا للغاية وبيد «المزاج» أو الرأي الفردي البحت، وإلا كيف يفاضل المتابع الكروي مهما كانت خبرته أو علمه بين حارس ومهاجم؟!
ومع أن المقارنة بين لاعبين في مركز واحد أو خط واحد قد تكون مهمة أسهل فإنه حتى هذه المقارنة لم تسلم من الاعتراضات والنزاعات والمعارك الكلامية، ولا تزال مسألة الفوز بكأس العالم مثلا عامل شد وجذب، وخلاف كبير، بدليل أن بلاتيني يقود رأيا مؤداه ضرورة أن يكون أفضل لاعب في العالم من الفريق الذي فاز بكأس العالم، أي أحد لاعبي ألمانيا، الأمر الذي يعني أن نوير هو من يستحق الجائزة هذا العام، أما بلاتر الذي يؤيد فوز كريستيانو رونالدو للعام الثاني على التوالي فيبدو أنه يميل للشهرة والصخب والأسماء الكبيرة والجاذبية الإعلامية والدعائية وتحقيق أكبر مكاسب مالية للجائزة ذاتها.
بعيدا عن الجائزة، قرأت رأيا مهما لنجم برشلونة المدافع العملاق جيرارد بيكيه يرى فيه أن كريستيانو رونالدو يتفوق على الجميع من الناحية البدنية، وأن موهبة ميسي وحدها لا تكفي. وفي التصريح الذي نشرته «فوتبول» البلجيكية ونقلته «يلا كورة العربية»، يرى بيكيه أن مهارة ميسي هي موهبة ربانية بعكس رونالدو الذي يأتي أداؤه بسبب العمل الجاد والتمارين. وقال بيكيه «أرى أن موهبة ميسي طبيعية جدا لأنها موهبة من الله، فهو ليس مهووسا بالعمل والتمارين وتحسين نفسه مثل كريستيانو».
هذا الرأي المهم يذكرني بعمالقة حتى على المستوى المحلي والعربي، مثل ماجد عبد الله ويوسف الثنيان وسعيد غراب، ممن كانوا يملكون موهبة ربانية بيد أنهم لم يكونوا مهووسين بالتدريبات الشاقة، كأنني أرى أن ثمة فارقا بين من هو موهوب أكثر، وبين من هو مصنوع أكثر.
ميسي نموذج ممتاز للنجم الذي يجذب بموهبته الساحرة، ورونالدو نموذج ممتاز للنجم الذي يملك الموهبة لكن قوته في العمل الرياضي الآلي والجلد والتحمل. واحد موهوب جدا لم يعتمد على الصناعة، وآخر موهوب بدرجة أقل لكنه بنى نفسه بالصناعة.
يقول المدرب سيميوني «النظام يتسبب في اختيار أسماء وليس قدرات»، وأضيف من عندي أن النظام يخلط بين القدرة والعطاء!!
[email protected]
8:14 دقيقه
TT
ميسي أم رونالدو؟!
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة