بدأت مرحلة جديدة من المواجهة بين أميركا والنظام الإيراني، الذي وضع نفسه في مأزق مع دول العالم، عندما أوجد الصراعات والتوترات في منطقة استراتيجية من العالم، وأخذ يلعب دوراً مدمّراً لأقصى الحدود، بالتآمر مع تنظيمات وميليشيات إرهابية في مناطق مثل لبنان، وسوريا، واليمن، والسعودية؛ حيث قام بإطلاق صواريخه على المطارات وناقلات النفط، مما يهدد الاستقرار والأمن الدوليين. ولا يريد هذا النظام أن يستمع إلى صوت العقل، ويتأقلم مع النظام الدولي، رغم جهود الوساطة التي تقوم بها بعض الدول.
ومع انسحاب أميركا من اتفاق «5+1» الخاص بالاتفاق النووي الإيراني مع أوروبا وأميركا، وتهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب النظام الإيراني بأن يغير من سلوكه مع العالم، ويكف عن دعم الإرهاب ومنظماته، والتدخل في شؤون الدول الأخرى، وإلا تعرض لعمل عسكري إن لم يتوقف عن لعب هذا الدور، توقع العالم أن ينفذ الرئيس الأميركي تهديده، وبذلك يصبح النظام الإيراني أمام العالم كضحية، ويعزز موقفه بين الدول، ولكن لم ينفذ الرئيس الأميركي هذا التهديد وأجله، واستمر هذا النظام يلعب دوراً مدمّراً لأقصى الحدود في مناطق مثل لبنان، وسوريا، واليمن، والسعودية؛ حيث قام بإطلاق صواريخه على المطارات وناقلات النفط في بحر عُمان، وغيرها من أعمال الإرهاب، حتى أميركا لم تسلم من أعمال الإرهاب التي يقف وراءها هذا النظام.
إن نزع الفتيل عن هذا الوضع السياسي والعسكري المتأزم في المنطقة، لا بد أن يُحيِّد الدور الإيراني بشكل أو بآخر، ويجعله يرضخ للأمر الواقع، كما صرح بذلك الرئيس ترمب، وإلا فالمنطقة تسير إلى المجهول، ولا يستبعد قيام هذه الحرب التي لن يقتصر خطرها على المنطقة، إنما قد تمتد آثارها على الأمن والسلم الدوليين.
وتكاد الأوضاع السياسية والعسكرية في هذه المنطقة تصل إلى نقطة اللاعودة، ولذا فالتصريحات والحروب الكلامية لن تستمر إلى ما لا نهاية؛ إذ إن الوضع قابل للانفجار في أي لحظة، وبدأ العد التنازلي لقيام مواجهة عسكرية بين أميركا وإيران، والتي سوف تمتد آثارها إلى أغلب دول العالم؛ وخصوصاً إذا ما تم إغلاق ممرات الملاحة الدولية، مثل مضيق هرمز أو بحر العرب أو قناة السويس، وغيرها من الممرات الملاحية الدولية، التي هي بمثابة الشرايين التي تعمل على استمرارية التبادل التجاري، وتربط بين الدول، وخصوصاً بين دول الخليج العربي ودول غرب أوروبا وأميركا، عندها يدخل الجميع في نفق مظلم.
لنرجع إلى أوائل التسعينات، وبالتحديد عندما غزا الجيش العراقي دولة الكويت، وكيف تطلَّب الوضع السياسي في ذلك الوقت قيام تحالف دولي بقيادة أميركا لتحرير الكويت، ورغم ذلك لم يستقر الوضع السياسي في العراق إلى الآن، بسبب التدخل الإيراني في شؤون العراق الداخلية، ووجدتها إيران فرصة لزيادة تمددها في الدول المجاورة، ولذا لم لا تقوم أميركا بمثل ذلك الدور الآن، وتجعل النظام الإيراني الذي لا يزال قادته يصرون على تصدير الثورة في العالم، ولا يزالون يقومون بإثارة الوضع السياسي لجيرانهم من خلال أذرع وتنظيمات إرهابية، وتم تصنيفها بذلك من خلال الأمم المتحدة، يرضخ للواقع؟
ويبقى السؤال: هل تستجيب إيران للموقف الدولي، وتتخلص من عقدة الماضي، وهي أنها بصدد إقامة «إمبراطورية شيعية يحكمها الولي الفقيه، الذي هو جاهز للقيام بهذه المهمة، ويسود العالم السلام» كما تعتقد! أم تدرك أن هذا الاعتقاد هو قابل للتأجيل، وبالتالي تتصالح مع دول العالم؟
7:38 دقيقه
TT
مأزق النظام الإيراني
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة