تحرَّك المقهورون في لبنان ضد السلطة بكافة مكوناتها وأركانها، مثلما تحرك إخوتهم في مظاهرات العراق، حيث ذراع «الحشد الشعبي» التابع لإيران، طالب الشعبُ بخروجه، وحُرقت صور خامنئي، واليوم في لبنان، حيث «حزب الله» الخارج عن القوانين الدولية، والمصنف عالمياً كحزب إرهابي، وهو سبب لكل ما حدث ويحدث للبنان، خرجت ضده وضد غيره جماهير «حراك الأرز»، لكي تطالب برفض تدخل النظام الإيراني، في الشؤون الداخلية في لبنان.
رغم بعض أوجه التشابه بين ما جرى في السودان وبين الذي يجري الجزائر في كثير من الظروف، حيث بدأت الأحداث بتصاعد الاحتجاجات الشعبية في كلتا الدولتين العربيتين اللتين يطالب فيهما الشعبان بتصحيح الأوضاع المعيشية؛ وتغييرات في نظام الحكم، فإن بعض أوجه التشابه هذه تدعونا إلى أن نتساءل عن الأسباب التي جعلت الثورة تنتصر في السودان، ويتلاحم الجيش مع الشعب، وتمثل نموذجاً لثورة ترتقي في بداياتها بدولة عصرية أفضل مما كانت عليه قبل الثورة، رغم أن السودان دولة كبيرة تتشكل فيها فسيفساء تضم اتجاهات وأحزاباً وأقاليم متعددة الثقافات.
أكبر صدمة تلقاها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بسبب العملية العسكرية التي قام بها على شمال شرقي سوريا بدعوى محاربة الجماعات الإرهابية هي صدمة الإجماع العربي والدولي - ما عدا قطر- الذي لم يتوقعه إردوغان، إذ تم استنكار هذا التدخل التركي في أراضي دولة مستقلة بجيش يعد ثاني أقوى جيش في حلف الناتو، ومن الداخل استنكر زعيم المعارضة التركية كمال أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي، هذا العمل العدواني على شمال سوريا قائلاً: «لدينا على جداول أعمالنا ارتفاع الأسعار والفقر وعدم القدرة على المعيشة والبطالة، كل هذا على جداول أعمالنا ليس من المنطق أن نعادي الشرق الأوسط والشعوب العربية فلدينا روابط تاريخية و
40 مليوناً من العراقيين بالداخل، يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة ومزرية ونقص في الغذاء والكهرباء والخدمات الضرورية للحياة الكريمة، والبنية التحتية متآكلة، رغم الثروات الطبيعية التي يملكها العراق، وتدخل للنظام الإيراني الذي ظن أن الفرصة أصبحت سانحة له، بينما هو لا يعرف من هو شعب العراق.
منذ أن فشل المشروع التآمري الهادف إلى إعادة رسم الخريطة العربية وتقسيم المقسّم وتجزئة المجزّأ والذي اشتركت في تنفيذه دول راعية للإرهاب وجماعات إرهابية جاءت من كل مكان، خصوصاً جماعة «الإخوان المسلمين» التي أرادت الاستفراد بالسلطة في مصر لتحقيق حلمها القديم في أثناء ما سُمي «الربيع العربي» عام 2011، حيث تمكنت من الوصول إلى السلطة بعد سرقة ثورة الشباب، لكنها فشلت ومنذ ذلك الحين وهي تسعى إلى التخريب والإرهاب والتحريض للشارع المصري وفي دول عربية أخرى لزعزعة الاستقرار، وإشعال الفتن وإثارة النعرات.
أظهرت القيادة السعودية الحكمة والحنكة والدبلوماسية في التعامل مع الاعتداء الإيراني على حقلي نفط بقيق وخريص في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، صباح يوم السبت الرابع عشر من سبتمبر (أيلول) 2019م، بـ10 طائرات مسيّرة، عندما تمكنت قيادتها من ضبط النفس، واقتصرت على إصدار بيان استنكار، وشاركها في هذا الاستنكار معظم دول العالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن، وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية، حيث ظهرت مكانة السعودية في العالم، وظهرت حقيقة النظام الإرهابي الإيراني بجلاء، رغم أنه لا أحد في العالم لديه أدنى شك في أن مصدر هذا الإرهاب هو راعية الإرهاب الأولى في العالم إيران، كما وصفها الرئيس الأم
كلما زادت الضغوطات الاقتصادية الأميركية على النظام الإيراني زادت أعماله الإرهابية، وذلك اعتقاداً منه أنه بذلك يعزز من مكانته الدولية، وأخطأ هذا النظام عندما اختار السعودية لتحقيق هذا الهدف، حيث إن المملكة العربية السعودية تشكل قوة كبرى وثقلاً دولياً كبيراً، فلها ثقلها الاقتصادي والسياسي العالمي بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي، ذلك جعلها صمام الأمان؛ ليس فقط للأمن العربي إنما للأمن العالمي بشكل عام، خصوصاً في عالم اليوم، حيث ازدادت فيه التهديدات والأخطار التي تهدد السلم والأمن الدوليين، ونشطت فيه أعمال إرهابية مصدرها دول ترعاها كالنظام الإيراني، مثلاً كالعمل الإرهابي الذي أقدم عليه هذا النظام
ينسى النظام الإيراني أنه في مواجهة مع أكبر دولة عظمى في العالم لديها استراتيجية في سياستها الخاصة بها، ومنها السياسة الخارجية، ويتمادى في ذلك، إلا أنه سيرك ذلك بعد فوات الأوان.
الاستراتيجية الخاصة التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومستشاروه في التعامل مع النظام الإيراني، خصوصاً فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قطعت شوطاً كبيراً، وبدأت بالعقوبات الاقتصادية التي لن تتراجع أميركا عنها، لأن القرار السياسي في أميركا لا يتخذه الرئيس فقط، إنما يمر عبر مؤسسات كثيرة، منها مجلس النواب والكونغرس، ولذا نجد أن الرئيس الأميركي، في تصريحاته، أحياناً يهدد ويضغط على النظام الإيراني، وأحياناً أخرى يرخي ا
بعد مخاض ثوري طويل بدأ بمظاهرات سلمية منظمة للشعب السوداني في جميع محافظات السودان، الذي ظل لفترة طويلة يعاني منذ الاستقلال من حكم العسكر أخيراً، تمكّن هذا الشعب أن يقدم تجربة فريدة من نوعها للعالم يثبت من خلالها بأن التغيير السياسي يمكن أن يتم بطريقة سلمية متى ما أُريد ذلك، وهذا ما تحقق للشعب السوداني بفسيفسائه الموجودة فيه، إلا أنه استطاع أن يصل إلى تحقيق أهدافه.
لذا؛ يحسب للشعب السوداني وقوى المعارضة التي استطاعت أن تمسك بخيوط الحراك الجماهيري وتوجيهه نحو الطريق الأسلم بعيداً عن أي شكل من أشكال التصعيد الذي يؤدي إلى حالات من العنف، وفي مقابل ذلك تحلى الجيش الذي أمسك بزمام السلطة بعد الإطاحة
تقوم حروب اليوم على الذكاء والابتكار، فقد بدأت الدول تأخذ بأسباب التكنولوجيا في كل مجالات الحياة وأولها التقنيات الحربية.
ولكن الإنسان قد يسيء استخدام هذه التقنيات، وبرزت خطورتها عندما ظهرت في مجال الحروب، خصوصاً عندما دخلت في مجال عمل الاستخبارات، واستغلتها الدول التي ترعى الإرهاب في العالم أو الجماعات الإرهابية، وبذلك أصبحت تمثل أخطر أنواع الحروب، ويطلق عليها الحرب عن بعد أو الحروب الإلكترونية، وأصبحت تشكل خطورة على أمن الدول واستقرارها أكثر من الحروب التقليدية في دول العالم كافة، ويوجد الارتباط الشديد بين التكنولوجيا والاتصالات الحديثة ومثل هذه الحروب بشكل واضح.
ولقد ترتب على هذه الثورة اله