كلما زادت الضغوطات الاقتصادية الأميركية على النظام الإيراني زادت أعماله الإرهابية، وذلك اعتقاداً منه أنه بذلك يعزز من مكانته الدولية، وأخطأ هذا النظام عندما اختار السعودية لتحقيق هذا الهدف، حيث إن المملكة العربية السعودية تشكل قوة كبرى وثقلاً دولياً كبيراً، فلها ثقلها الاقتصادي والسياسي العالمي بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي، ذلك جعلها صمام الأمان؛ ليس فقط للأمن العربي إنما للأمن العالمي بشكل عام، خصوصاً في عالم اليوم، حيث ازدادت فيه التهديدات والأخطار التي تهدد السلم والأمن الدوليين، ونشطت فيه أعمال إرهابية مصدرها دول ترعاها كالنظام الإيراني، مثلاً كالعمل الإرهابي الذي أقدم عليه هذا النظام ضد السعودية من خلال ذراعه الحوثية في اليمن باستهداف حقلي نفط بقيق وخريص في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، صباح يوم السبت، الرابع عشر من سبتمبر (أيلول) بطائرات مسيرة، مشيراً إلى أنه سيوسع نطاق هجماته الإرهابية داخل العمق السعودي، متجاهلاً أن المملكة من أكبر الدول التي تمد السوق العالمية بالنفط والغاز لأميركا وأوروبا وغيرها من الدول، ذلك ما يؤكده ويفسره لنا الحجم الكبير من ردود الفعل الدولية الغاضبة التي صدرت من أغلب دول العالم، مستنكرة فيه هذا العمل الإرهابي؛ حيث صرح وزير الخارجية الأميركي من جهته في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «تقف طهران وراء ما يقرب من 100 هجوم على المملكة العربية السعودية، في حين يدعي روحاني وظريف الانخراط في الدبلوماسية. وفي خضم كل الدعوات إلى وقف التصعيد، شنت إيران الآن هجوماً غير مسبوق على إمدادات الطاقة في العالم، ولا يوجد دليل على أن الهجمات جاءت من اليمن»». وتابع بومبيو في تغريدة منفصلة: «ندعو جميع الدول إلى إدانة الهجمات الإيرانية علناً وبشكل لا لبس فيه. وستعمل الولايات المتحدة مع شركائنا وحلفائنا لضمان أن تظل أسواق الطاقة مزودة بشكل جيد، وأن تُسائل إيران عن عدوانها». كذلك دعا سيناتور أميركي إلى توجيه ضربة عسكرية إلى منشآت النفط الإيرانية، تعليقاً على الهجمات التي استهدفت صباح السبت، منشآت نفطية سعودية. وكذلك كتب السيناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولاينا الأميركية، ليندسي غراهام على «تويتر»: «لقد حان الوقت الآن لكي تضع الولايات المتحدة على الطاولة هجوماً على مصافي النفط الإيرانية، إذا استمرت الأخيرة في استفزازاتها أو زادت من تخصيب اليورانيوم».
زيادة مثل هذه الهجمات الإرهابية الحوثية بالطائرات المسيرة وبدعم من النظام الإيراني في الفترة الأخيرة على ناقلات النفط في مضيق هرمز وأنابيب النفط في المنطقة كلها هي أعمال إرهابية لا تقرها القوانين الدولية، خصوصاً تلك المتعلقة بالملاحة الدولية، وتدل دلالة واضحة على إصرار النظام الإيراني على الاستمرارية في رعاية الإرهاب ودعمه في أغلب دول العالم، وهذه العقلية التآمرية هي التي أوصلته إلى حافة الهاوية ودفعت بأميركا كأكبر دولة في العالم، لأن تفرض العقوبات الاقتصادية عليه وجعلته في حالة من الهلع والخوف.
يظن النظام الإيراني أنه بهذه الأعمال الإرهابية التي يقوم بها والهجمات التي يشنها على المنشآت النفطية السعودية يضرب الاقتصاد السعودي ويربك أسواق النفط العالمية سواء عن طريق الميليشيات الحوثية أو من أي مصدر آخر، فهناك من يظن أنها قد تكون آتية من جنوب العراق حيث «الحشد الشعبي» الموالي لإيران، أو من أي جهة كانت يمكن أن يحقق من خلالها هذا النظام الأهداف التي يرسمها في المنطقة، وهو واهم في ذلك، حيث جاءت النتائج عكس ما يظن، والعقوبات الاقتصادية وحدها كبلت أيادي هذا النظام وقلمت أطرافه، فلم يعد يستطيع تمويل كثير من مشاريعه، فضلاً عن إصابة الاقتصاد الإيراني بالكساد وتعطل كثير من مشاريعه والعجز عن دعم أذرعه الإرهابية في العالم، والنهش هنا وهناك.
من جهتها، أصدرت السعودية بيان استنكار وتوعدت بالرد على مثل هذه الأعمال الإرهابية. النظام الإيراني بأعماله الإرهابية هذه يحرج الدول التي تتعاطف معه خصوصاً بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا، وتجعله في عزلة تامة عن دول العالم.
إن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عليهما مسؤوليات مهمة أقلها تصنيف هذا النظام نظاماً سياسياً مارقاً خارجاً عن الإرادة الدولية، وعليه يجب تقديم المسؤولين الإيرانيين لمحكمة العدل الدولية للجم هذا النظام، ودرء خطورته على المنطقة والعالم.
8:59 دقيقة
TT
درء خطورة نظام الملالي عن المنطقة والعالم
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة