عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

«كَفَر».. وسفر!

الكَفَر.. بفتح الكاف والفاء، مفردة شعبية تعني الكرة. لم أعد أسمعها الآن؛ لكنني تذكرتها وربطتها في العنوان مع السفر، لأقول إن بعض لاعبي الاتحاد الذين غادروا الحدود دون علم الإدارة، وربما دون علم الأهل والأصدقاء، يريدون الجمع بين الكفر والسفر. وهذا صعب ومستحيل في كرة القدم الحديثة، وفي ظل الاحتراف، حيث لم تعد الكرة مجرد ترف وتسلية تعتمد على المزاج «الرائق» وقت ممارستها، وفي الوقت الذي يحلو فيه اللعب. ولم تعد الكرة مجرد جري وتشكيلة وتكتيك. باتت الكرة علما قائما، ولذلك لا يمكن للاعب محترف يمثل ناديا كبيرا أن يسافر برغبته في ذروة الموسم.
الخبر الذي نشرته «الشرق الأوسط» قبل أيام مزعج، ليس لأنصار النادي الكبير (الاتحاد)؛ بل لمحبي كرة القدم السعودية؛ لأن هذا السلوك يفترض أن اللاعب السعودي قد تجاوزه منذ نهاية الهواية، لكن فيما يبدو أن العقليات لم تتغير، وهذا دليل آخر على أن عددا كبيرا من اللاعبين السعوديين يطاردون حقوقهم، ويتشبثون بها، بيد أنهم يهملون ويغمضون أعينهم عن الواجبات.
الذي أعرفه أن إدارة الاتحاد منحت اللاعبين إجازة قصيرة؛ لكنها لم تتوقع أن تستغل في السفر خارج السعودية، بغض النظر عن وجهة السفر؛ لأن الثقة في سلوكيات اللاعب في الخارج قائمة بإذن الله؛ لكن المشكلة في أضرار السفر للاعب وسط الموسم، وما قد يسببه من إرهاق وتغيير في الجوانب البدنية والذهنية والنفسية، ناهيك عن غياب الصراحة والشفافية، ويكفي أن السفر كان دون علم الإدارة.
ليست هي المرة الأولى على مستوى لاعبي أنديتنا، فقد حدثت مرارا وتكرارا؛ لكن بعض الإدارات كانت تلجأ إلى العقوبة السرية، فيما تفضل بعض الإدارات التجاوز، أو تفادي الصدام، أو تتظاهر بعدم علمها بسفر اللاعبين. هل يمكن أن يفعل ذلك لاعبو مانشستر يونايتد أو بايرن ميونيخ؟!
مستحيل. تُرى ماذا يمكن أن يقول الألماني كروس نجم ريال مدريد الحالي لو شاهد نجومنا؟! وهو الذي أخذ على نجوم ريال مدريد قلة الانضباط مقارنة بالأندية الألمانية. تصوروا أن ريال مدريد بطل أوروبا أقل انضباطا في نظر المدهش كروس نجم منتخب بطل كأس العالم؟! كنت قبل أيام تناولت موضوع القائد المخرب في الفريق، وفي ظني أن المخرب أو المتمرد لم يعد هو العقبة الوحيدة؛ بل إن الأندية تعاني المهملين الذين يفتقدون الإحساس والمسؤولية.
الحقيقة.. إنني لا ألوم إداراتنا التي تتشدد في مسألة جوازات السفر؛ لأن الشواهد أثبتت أن بعض النجوم لا يحترمون أنديتهم ولا جماهيرهم. من يلجأ إلى هذا السلوك ليس مخلصا ولا محبا لناديه.
احترافنا - مع الأسف - لم ينجح؛ لأنه شجع على عدم الانضباط، فالملايين تذهب إلى حسابات اللاعبين، وفي المقابل أداء باهت يفتقر إلى الجدية والانضباط والقتال.
[email protected]