حسين شبكشي
رجل أعمال سعودي، ومستشار اقتصادي لعدد من الشركات الخليجية الكبرى، وعضو مجلس إدارة ورئيس مجلس إدارة في عدد من الشركات السعودية والأجنبية. نشر العديد من المقالات في مجالات مختصة، وفي صحف ومجلات عامة في العالم العربي. اختير عام 1995 «أحد قادة الغد» من قبل «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس. أول رجل أعمال سعودي وخليجي ينضم إلى «منتدى أمير ويلز لقادة الأعمال».
TT

«قصتي»: قصة نجاح!

كتاب جديد يصدر لرافع سقف المتوقع الشيخ محمد بن راشد، الذي يستحق ويحق له أن يروي قصة نجاحه، وذلك في الإصدار الجديد له والذي أطلق عليه اسماً يختصر فيه المعنى المنشود «قصتي». يروي قصة مشوار الرجل مع حلم دبي الذي حولها في سباق مع الزمن وأنجز ما لم تقدر عليه دول أخرى حول العالم. جعل بلاده نقطة تلاقي العرب والشرق، وأوجد حلولاً للكثير من المشاكل البسيطة، وخطف البساط من تحت أقدام دول أهم وأقدم، مثل مصر ولبنان والأردن وسوريا وإيران والهند والعراق، وكان ميلاد دبي إعلاناً لولادة العرب الجدد.
أتذكر حديثاً دار بيني وبين رئيس وزراء مصري سابق، عندما قارنت بين تسهيلات ممنوحة في دبي وبين الدول العربية، فنهرني موبخاً وقال لي: هل جننت بالمقارنة بين مصر ودبي؟ ومسؤول لبناني كان يستمع لمديح الوفد الكبير الزائر لبلاده وهو يكيل المديح لدبي وإنجازاتها ويستشهد بعشرات الأمثلة المؤيدة لذلك، فما كان من المسؤول اللبناني إلا أن قال: ولكن دبي لا روح فيها، مما جعل الحضور يلتفتون إليه متحسرين عليه.
هذه الأمثلة مكنت دبي من تحقيق النجاحات التي أنجزتها لأن أي أحد لم يكن يتوقع أن يتحقق كل ذلك. كان خياله هو الذي يحدد الواقع، حتى تحولت دبي اليوم إلى منافس سياحي وخدمي جاد ينافس أهم مراكز العالم الشبيهة مثل هونغ كونغ وسنغافورة وغيرهما. وضع الرجل كلمة المستحيل خارج قاموسه، وأحضر رجالاً أكفاء حوله، وأزال البيروقراطية بشكل مدهش، واعتمد على بناء السمعة الجميلة والتجربة الناجحة لكل من يزورها، وينقل الخبرة لغيره، وتكونت الصورة الذهنية تباعاً أن دبي اليوم باتت المعيار لما هو ممكن، وكون مدرسة إدارية جديدة تماثل ما قام به لي كوان يو في سنغافورة ذات يوم.
عربياً تجربة الشيخ محمد بن راشد فريدة ومميزة، وباتت مضرباً للأمثال، وحاول البعض التشكيك فيها والتقليل منها، وهذا نتاج طبيعي يجيء مع الغيرة والحسد، ولكنه لا يلغي أن الإنجاز مهم والنجاح مبهر. «قصتي» هي تجربة حياة لقائد محنك يحكي تجربة تستحق أن تروى، فعلى الأقل الرجل أنجز وحقق، وهذا لعمري هو التحقيق الفعلي لمعنى كلمة تاريخ وزعامة التي وزعها العرب ذات اليمين وذات الشمال لشخصيات لم تكن إلا دماراً ووبالاً على شعوبها.
محمد بن راشد قصة جميلة جداً تستحق أن تروى وأن يحتفى بها... إنها سلسلة من الأخبار الإيجابية المفرحة تخرج من منطقة من العالم لم يعرف عنها مؤخراً ولسنوات غير قليلة سوى الأخبار المحزنة والكئيبة.