تتوزع الأدوار في كرة القدم بناء على مراكز الفريق وخطوطه. لا يمكن أن تطغى العضلات على المخ. ولا يجب أن يغيب المايسترو حتى لو كان الدينامو حاضرا، ولا يمكن الاستغناء عن قلب الفريق النابض حتى لو كان اللاعب «العين» موجودا واللاعب «الرئة» حاضرا. كل لاعب يكمل المجموعة مؤديا دوره حسب مركزه.
لم أستغرب إطلاقا حين رفض المدرب الشهير أنشيلوتي ضم ميسي لقائمة ريال مدريد، لأن الفريق الإسباني باختصار لديه كريستيانو رونالدو. قال أنشيلوتي بالحرف الواحد: «إذا أعطوني اختيار التوقيع مع لاعب واحد لريال مدريد فإنه لن يكون ميسي. بل أفضل تدعيم مركز آخر. لدينا كريستيانو. فمن يحتاج ميسي؟! لقد أنعم الله على رونالدو بهبة استثنائية».
والحقيقة أن المدرب الكبير لم يقلل من شأن ميسي، بل هو موهبة استثنائية مثل رونالدو. لكن المسألة لا علاقة لها بالكفاءة وهناك ما هو مهم. الدور أي الحاجة على اعتبار أن اللعبة جماعية وكل لاعب يؤدي دورا مختلفا حسب مركزه وإمكاناته. من الصعب جدا أن تجمع مبدعين مثل ميسي ورونالدو في فريق واحد، لا سيما إن كانت أدوارهما واحدة. وما أكثر الفرق التي فشلت رغم زخم النجوم حد التخمة. ريال مدريد نفسه دفع ثمن التهور ومحاولة استقطاب أكبر عدد من النجوم فلم يتمكن من تحقيق الانسجام وواجه الفشل. من ينسى مجموعة زيدان وبيكام وفيغو وروبينهو وديكو؟!. خمسة من المبدعين فشلوا حين لعبوا في فريق واحد، بينما تفوق برشلونة بنجمه رونالدينيو.
ثمة أهمية للقيادة أيضا. وأظن وأنا أتحدث عن الأدوار وتوزيع المهام عطفا على القدرات أن المعادلة التي أحبذها هي: القوة والفن والقيادة. وعندما تضمن وجود هذه العناصر تضمن فريقا متينا. عودة تاريخية لكل الفرق والمنتخبات التي لفتت الانتباه وحققت الإنجازات ستفصح عن أهمية المتانة التي أعنيها. برازيل بيليه كان يضم القوي كلودوالدو.. والفنان بيليه والقائد كارلوس ألبرتو. ومنتخب إسبانيا تماسك بالقوي تشابي الونسو والفنان تشافي والقائد كاسياس. وأفضل منتخب سعودي حقق بطولات آسيا بمجموعة متينة متماسكة تضم القائد الناجح مع لاعبي الفن والقوة.
تخطئ الأندية السعودية أحيانا في هذا الجانب حين تصر على جمع أكبر عدد من النجوم بلا دراسة ودون استشارة فنية وقبل التعاقد مع المدرب ومن ثم تهدر الملايين!.
ميسي يحتاج إليه أي فريق إلا ريال مدريد، لأن الفريق الإسباني لديه النجم الذي لا يقل كفاءة كما يرى صانع القرار الفني.
7:44 دقيقه
TT
لا حاجة للنجم الأسطوري ميسي!
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة