إن مجموعة إيطاليا في مونديال البرازيل 2014 ليست سهلة ولا مستحيلة، تتميز بوجود إنجلترا الأكثر حصدا للألقاب، لكن المنتخب الأكثر هيبة وتعقيدا هو منتخب أوروغواي؛ أولا لأنه يلعب في أميركا الجنوبية وثانيا لأنه خصم تزداد شدته دائما، ويمنح الحياة لكل مباراة. وهو فريق يضم قيما فنية ثمينة، لكن يتميز بشكل خاص بروح الفريق القوية للغاية، فلم تكن معاناتنا أمامه دائما، أكثر من إنجلترا، على سبيل المصادفة، وهذا ما يقوله التاريخ. وبشكل عام، واجهت منتخبات أوروبا في الجولات التي أقيمت في أميركا الجنوبية مشكلات دائما أمام فرق ما وراء المحيط.
وكانت إيطاليا لديها محفزات قوية للغاية بعد وصولها إلى البطولة في ظل الانتقادات والفضائح. وعلى العكس، يسبق الفريق الحالي المدح، حيث أظهر نضجا وتوازنا، وعرف طريقه للعب. وبالعودة للحديث عن أوروغواي، نذكر أنه فريق قوي لا يهدي خصمه أي شيء من الناحية الخططية، فهو صارم وخطير جدا أيضا، فهو فريق لا يرغب أي ملاكم في مواجهته، لأنه إذا فاز أيضا فسيخرج بعظام مكسورة. ويكفي أن نذكر مثال باراغواي، الذي لا يتميز بنفس القيم لكن بالضراوة الفردية ذاتها، ونفس روح المنتخبات الصغيرة التي لجأت بالضرورة للاتحاد من أجل البقاء.
ويضم منتخب أوروغواي أبطالا مثل سواريز وكافاني، وهما لاعبان على مستوى عال جدا يمكنهما وضع أي خصم في مأزق. وأكثر ما أخشاه هو إصرارهما ورغبتهما في التعاون والمساعدة ثم قوتهما الجسدية، فهما لاعبان حازمان. كما أن تاباريز مدرب متميز، لكن لدينا أيضا برانديللي. وتتمثل نقطة ضعفه في أنه ليس فريقا متناغما فنيا وخططيا، وكما قلت من قبل إنه يصبح أكثر خطورة في البداية لأنه يقاتل بروح التنافسية. وبعيدا عن الأبطال الكبار، يضم منتخب أوروغواي لاعبين آخرين كثيرين بارعين، لكن ليسوا استثنائيين. وإذا لعب فورلان يبدأ في استعادة مجده القديم، بالإضافة إلى وجود لاعبين مميزين مثل بيريس وغارغانو، فهما جيدان لكن ليسا ظاهرتين بقوة معنية. لكن مع اتحاد مجموعة اللاعبين يتشكل فريق قوي، وهذا ما علينا أن نخشاه.