نحب نحن معشر الصحافيين الافتخار بعدد النقرات التي تنالها قصصنا، أو بمدى انتشار مقالاتنا عبر الأثير. وتحرياً للإنصاف، دعوني اليوم أقص عليكم أسوأ تجاربي.
وهي عن المقالات التي كتبتها ولم يطلع عليها أحد. حسناً، لم يقرأها من أحد فعلاً. وإنني أعاود قراءتها. وتقرأها والدتي كذلك. وهذا كل شيء. وهي ليست بالضرورة أسوأ مقالاتي الصحافية - فهذا من العناوين الجاذبة لانتباه القراء - ولكنها كانت من أسوأ المقالات قراءة. وهي التي جذبت اهتمام الجمهور بنسبة لا تتجاوز 3 في المائة، وأحد الاستنتاجات المثيرة للقلق الواضح من إلقاء نظرة خاطفة على أعمال الأكثر قراءة والأقل قراءة يقول: أنباء ترمب تبيع، أما الأنباء الخارجية في كساد.
وغير مسموح لي بالإفصاح عن الأرقام الأولية، وهي ملكية خاصة، ولكن يمكنني القول إنه في المتوسط فإن مقالاتي عن الرئيس ترمب تنال من القراء أكثر من ضعف ما تناله مقالاتي عن الموضوعات الأجنبية. وصناعة الأخبار، لا سيما شبكات التلفزيون، تدرك أن أي شيء ينشر حول الرئيس ترمب يجذب مزيداً من الجماهير، في حين أن المقالات المعنية بالأزمات الخارجية تنطوي على رهان ثلاثي يبعث على الأسى... إنها مكلفة للغاية من حيث التغطية، أو إنها تنطوي على مخاطر سياسية عند نشرها، أو إن سمعتها سيئة للغاية لدى الجماهير. وإنني شديد الامتنان للمحررين، لأنهم يسمحون لي بإنفاق أموالهم على هذه القصص الإخبارية الدولية، كما أنني ممتن للقراء لمتابعتهم مقالاتي الخارجية تلك.
والآن، ومن دون مزيد من اللغط الفارغ... إليكم بعض من أسوأ مقالاتي لعام 2017!
ينتظر كيفين كوبر تنفيذ حكم الإعدام ضده في ولاية كاليفورنيا، غير أن القاضي الفيدرالي يقول إنه ربما كان بريئاً ولفقت له الشرطة الاتهامات. إنه من أصول أفريقية، وإن كان أبيض، فإن هذا الاحتمال سيكون أقل جدوى. وينبغي على الحاكم جيري براون مراجعة القضية بنفسه.
أحد المقاييس المعنية بمدى القمعية التي تنتهجها الصين هو معاملتها القاسية للحائز على جائزة نوبل للسلام ليو شياوبو. لقد كان أحد أكثر الناس الذين نالوا إعجابي، ولقد كتبت له هذا الخطاب المفتوح، ولست أدري إن كان مسموحاً له بقراءته قبل أن يلقى منيته. ولا تزال أرملته الشجاعة قيد احتجاز السلطات.
كان هذا شريط فيديو، وليس مقالة، يتعلق بالسياسة المخزية والمتمثلة في إرسال لاجئي أميركا الوسطى مجدداً إلى خطر الموت. ولقد ركزت على فتاة من هندوراس تبلغ 14 عاماً من عمرها، وتدعى إيلينا، التي أجبرت على علاقة مع أحد رجال العصابات، عندما كانت تبلغ 11 عاماً فقط. وتجسد الفتاة إيلينا السبب الوجيه لحماية اللاجئين.
يشكك كثير من الناس في جدوى المساعدات الإغاثية الإنسانية. وتحرياً للإنصاف، فإن بعض هذه المساعدات دون جدوى. ولكن من الأمثلة الملهمة في أهمية المساعدات ودورها في تغيير حياة الناس ينطوي على أحد التشوهات المعروفة باسم القدم العرجاء، وفيه تكون القدم أو القدمان متجهتين إلى أعلى. وفي ليبيريا خلال إحدى رحلاتي الأخيرة إلى هناك، أظهرت لهم كيفية تعديلها - مما يحول بين الطفل وأن يصاب بالإعاقة بقية حياته، ويفقد القدرة على الذهاب للمدرسة أو الحصول على وظيفة. ولقد أطلقت عليها اسم «مشاهدة المعجزات».
حاول الرئيس ترمب تجويع الدبلوماسية على حساب تغذية الجيش، وفي هذا المقال قلت إن هذا من قبيل قصر النظر وله عواقب خطيرة. ويمكن التعامل مع كثير من التهديدات التي نواجهها على نحو أفضل، وبتكاليف زهيدة، من خلال الدبلوماسية والتعليم، وأقول إن أكبر تهديد أمني في السنوات الأخيرة كان وباء الإيبولا - ولكننا لا يمكننا قصف فيروس الإيبولا.
إن عطلتي السنوية التي أقضيها في توجيه الإرشادات لم تحصل على الاهتمام المطلوب. فهي توفر الأفكار الإبداعية للهدايا عوضاً عن ربطات العنق أو الأوشحة - بدلاً من ذلك، ماذا عن علاج أحد الأطفال من داء الديدان؟ كما لوحظ، أن الخيط المشترك الرابط بين هذه الموضوعات قليلة القراءة كان، بشكل يبعث على الحرج، هو إلقاء الضوء على الظلم، أو الاحتياجات الإنسانية، غير أن المقالات المتعلقة بالرئيس ترمب قد حازت قراءات كبيرة وبشكل لا يُصدق. ولكنني لا أصاب بالإحباط تماماً، حيث إن أفضل مقالين لي في عام 2017 كانا يتعلقان بزواج الأطفال في أميركا، وحول النفاق الديني في معارضة برنامج «أوباماكير» للرعاية الصحية، وكلاهما يتعلق أيضاً بعنصر العدالة الاجتماعية.
أتوجه بالشكر الجزيل لكم جميعا لقراءة مقالاتي خلال عام 2017 - حسناً، دعوني أقل أغلب مقالاتي، حتى وإن تركتم بعضاً منها لوالدتي ولي شخصياً - ودعونا نأمل أن يكون عام 2018 أكثر هدوءاً وسلاماً حتى يحرم الصحافيون ما يتجادلون دائماً بشأنه.
خدمة {نيويورك تايمز}
