كثير من اللاعبين قضوا مسيرتهم بالكامل بقميص ناد واحد، لكن قليلا منهم من حقق إنجازات تماثل ما حققه المخضرم رايان غيغز جناح مانشستر يونايتد الذي قرر خلع قميصه كلاعب في عمر الأربعين ليتجه إلى عالم التدريب.
مسيرة غيغز مثال ناصع لأي رياضي طامح إلى النجاح، لقد قضى في صفوف مانشستر يونايتد 24 موسما شارك خلالها في 963 مباراة وسجل 168 هدفا وحصد 34 لقبا.
كلمة أسطورة تنطبق تماما على النجم الويلزي المخضرم الذي بدأ رحلته الأخرى الحقيقية في عالم التدريب حالما بالسير على خطى مدربه السابق السير أليكس فيرغسون.
وترتبط إنجازات غيغز بمدربه فيرغسون، فعندما وقعت عين الأخير على هذا الجناح الطائر ليختاره أساسيا في الـ17 من عمره، انطلقت حينها مسيرة الانتصارات التي وضعت النادي الشمالي على قمة أغنى أندية العالم.. حتى عندما قرر فيرغسون إنهاء مشواره في صيف 2013 بعد حصد لقب الدوري كان غيغز يمهد لاعتزال اللعب، لكنه انصاع لنصيحة مدربه بالبقاء لموسم آخر كي يكون مساعدا للمدرب الجديد ديفيد مويز وأيضا لمساندة زملائه كلاعب.
إذا وجهت سؤالا لأي مواطن بريطاني عن من هو أفضل مدرب في تاريخ الكرة الإنجليزية؟ فستكون الإجابة بلا تردد السير أليكس فيرغسون الذي يحمل الرقم القياسي في أطول فترة أمضاها مدير فني مع فريق كرة قدم، وقرر الاعتزال وهو في القمة، والأمر ذاته ينطبق على غيغز الذي كانت له بصمة في كل إنجازات فيرغسون.
رغم أن غيغز نشأ وترعرع ولعب في إنجلترا فإنه اختار تمثيل منتخب ويلز، وهو الأمر الذي أثار إحباط الكثير من المشجعين الإنجليز، الذين كانوا يرون أن وجوده في منتخب الأسود الثلاثة كان بإمكانه صناعة الفارق في البطولات الكبرى.
مشاركة غيغز في 963 مباراة جعلته يتفوق بفارق قياسي على إنجاز بوبي تشارلتون (606) في أكثر اللاعبين مشاركة مع يونايتد (606)، كما لم يسبق لأي لاعب أن دافع عن ألوان مانشستر طيلة 24 عاما مثل غيغز، ولا يقترب من هذا الإنجاز سوى تشارلتون وبيل فولكز اللذين ارتديا قميص «الشياطين الحمر» نحو 17 عاما.
ومن الظواهر المثيرة أن غيغز زامل في رحلته مع يونايتد لاعبين لم يكونوا قد ولدوا بعد عندما كان هو يبدأ مسيرته الرسمية، أمثال رافائيل دي سيلفا وجونز وعدنان يانوزاي.
قبل ثلاث سنوات فكر غيغز فعليا في الاعتزال، وتابعت خطوات تقدمه للحصول على شارة التدريب إلى جانب زميليه السابقين في مانشستر يونايتد غاري نيفيل وبول سكولز، لكن فيرغسون كان مقتنعا تماما بأن جناحه الطائر الذي يبلغ الـ37 حينها لم يفقد سرعته ولا حماسه على الإطلاق ومع نهاية كل موسم كان يقنعه بالاستمرار كما لو كان الاثنان مرتبطين بعقد مع اللعب والاعتزال.
لقد اكتسب غيغز من أستاذه الاجتهاد ورفض الفشل، وقد عبر عن ذلك في الملعب كما يستشعر المتابعون ذلك من أسلوب كلامه في سيرته الذاتية عندما قال: «كنت حتى آخر مباراة أشعر بالغضب في غرفة تبديل الملابس، وأصرخ فيمن يرتكبون الأخطاء، حتى إنني أقول لمن ارتكب خطأ: فيم كنت تفكر؟ لماذا لا تصب تركيزك على الأداء في الملعب؟ أشعر أنه من واجبي أن أفعل ذلك، وأتمنى أن يتعلم زملائي من توجيهاتي لهم، فقد أفادتني كثيرا التوجيهات التي كان يقدمها زملائي الكبار لي في بداية مسيرتي الكروية». هذه هي سمات نجاح غيغز اللاعب، وبالتأكيد ستكون ركيزة في نجاحه كمدرب.
TT
غيغز الأسطورة على خطى فيرغسون
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة