TT

تعددت الأساليب.. والطريقة واحدة!

يؤكد خبراء كرة القدم أنه لا جديد في طرق لعب كرة القدم، ولذلك أزعم أن التعدد تحول إلى أساليب اللعب، وأن الاختلاف بين المدربين انصب حولها وليس حول الطرق. وهذا يورغن كلوب، مدرب فريق بروسيا دورتموند، يتحدث حول نقطة مثيرة في هذا الشأن «إنه حقا مذهل. أنا أحب السير آرسين فينغر. أسلوبه أنيق. يجب أن يستحوذ لاعبوه على الكرة. يوقفونها ثم يمررونها. وهكذا يعزفون سيمفونية ناعمة. أنا أفضل الموسيقى الصاخبة. أحب أسلوب الآرسنال، لكني أفضل كمدرب أسلوبا آخر لأن شخصيتي مختلفة. لا أخلاقي الفوز وأنا مستحوذ على الكرة بنسبة 80 في المائة. أنا أحب المعارك وليس الهدوء».
والحقيقة أن كلوب لفت نظري بصراحته، وهو لم يخفِ إعجابه بأسلوب فينغر، لكنه أصر على أسلوبه لأن له فلسفته الخاصة في كيفية لعب كرة القدم. ويشير كلوب إلى الفريق العالمي برشلونة، مؤكدا أنه لو شاهد في طفولته فريقا يلعب مثل برشلونة لاتجه فورا للعبة التنس. وهذه إشارة من المدرب إلى أن تركيبته أو ميوله لا تتفق مع الهدوء بل يحب الصخب والضجة. وهكذا عدنا للفكر القديم أو النظرية القديمة: كرة القدم ما بين الحرب والفن.
ثمة من يتعامل معها من منظور حربي ومن يتعامل معها من منظور الفن. ولا شك أن لغة الفن تختلف كثيرا فهي لغة الجمال. هناك من يفضل المباراة العنيفة السريعة التي تعتمد على الصلابة والتلاحم والشراسة واللعب في الوحل كما يفضل كلوب. ولا شك أن الإثارة هنا تكمن في الأداء الشرس العنيف. لكن المباراة الأخرى التي قد يكون الآرسنال أو برشلونة طرفا فيها لا تخلو من الإثارة أيضا، ولكن بنكهة أخرى حيث البحث عن الأداء الاستعراضي الغني بالتمريرات والمثلثات والمربعات والمهارات الفردية الساحرة.
إنها في نهاية الأمر مسألة شخصية. يختار المدرب أسلوبه حسب شخصيته. ويختار المشجع فريقه الذي يعجبه حسب شخصيته وميوله.
ومن أساليب اللعب العودة للخلف انتظارا للمنافس أو محاصرة المنافس في ملعبه والذهاب إليه بدلا من انتظاره. ومن الأساليب الضغط على حامل الكرة واللعب رجلا لرجل أو دفع المنطقة.
وأختم بما قاله النجم العالمي الفنان تشافي عن أداء فريقه برشلونة «فلسفتنا واضحة. لعب كرة القدم وتسجيل الأهداف. نحن نعرف اللاعبين الذين لدينا. وفلسفتنا هي الاستحواذ على الكرة. ليس هناك أي تغيير في الأسلوب. مع هذا الأسلوب حققنا الكثير من النجاحات، ودوري لم يتغير على الإطلاق».