مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

أين جمعية (حقوق الإنسان)؟

حسب ما ذكرته صحيفة (الصن) البريطانية: أن لصًا حاول سرقة محل في روسيا، فوجد نفسه ضحية اغتصاب من قبل صاحبة المحل.
والحكاية وما فيها التي جاءت على لسان اللص (فيكتور بازيسكي) أمام البوليس، أنه كان مسلحًا، وحاول فعلاً سرقة المحل، لكنه فوجئ بأن صاحبة الصالون (أولفا) وعمرها 28 سنة، تحمل الحزام الأسود في رياضة (الكاراتيه)، فطرحته أرضًا بضربة واحدة، فأغمي عليه وعندما أفاق إذا به يجد نفسه مقيدًا بسلك مجفف الشعر، وعاريًا تمامًا مثلما ولدته أمه، وتركته (طيره شلوى) طريحًا في غرفة مظلمة.
ثم عادت إليه و(زغطته) مرغمًا الحبوب المسماة (فياغرا) ثم اغتصبته، ولم ترحم ولم تستمع لتوسلاته، وظل على هذا الحال المزري لمدة ثلاثة أيام، الأكل (فياغرا) والنهاية اغتصاب، وأفرجت عنه بعد ذلك بعد أن هدت حيله ومرغت أنفه بالتراب وصورته، ثم فكت وثاقه بعد أن (تفلت) بوجهه، وضربته (شلوت) وهي تقول له بكل (قواية عين)، أرجو أن تكون قد تعلمت الدرس جيدًا، و(إن عدتم عدنا).
من وجهة نظري أن (السرقة) خطيئة لأنها انتهاك لمال الغير من دون وجه حق، غير أن (الاغتصاب) خطيئة أكبر منها، لأنها انتهاك لشرف الإنسان من دون أي وجه حق، وفي تقديري أن تلك البنت المفترسة (أولفا) هي التي يجب أن تعاقب أشد عقاب، لأنه ليس هكذا يجب أن يكون الانتقام بهذه الطريقة الوحشية المقززة.
فلو أنها ضربته مثلاً، أو عضته، أو حتى (توطت ببطنه) لكان العقاب مقبولاً، أما أن يصل إلى درجة الاغتصاب فهذا أمر لا يقره شرع ولا منطق ولا أخلاق ولا حتى أبسط مفاهيم الإنسانية.
وإلا فين (يودي وجهه) ذلك المسكين (المعتر)، الذي رماه حظه العاثر بين براثن (لبوة) لا ترحم؟!
هل تصدقون أنني كلما أتخيل ذلك الموقف المؤلم والفاضح الذي حصل (لفيكتور) ترتعد مفاصلي، وأقول: الله يستر، اللهم حوالينا ولا علينا، الله لا (يطبب عزيز وغالي) في (هيك) موقف لا يسر صديقًا ولا عدوًا.
يجب الضرب بيد من حديد على أمثال تلك الفتاة المستهترة التي تعبث بأعراض الناس دون أن يرف لها رمش، أو يتحرك بداخلها ضمير.
ليه، إحنا نعيش في غابة؟!، لا يا سادتي نحن نعيش بقمة الحضارة في القرن الحادي والعشرين.
ولو أنني كنت في مكان ذلك المسكين لرفعت عليها قضية عند أكبر المحامين، لأنها أضرت بسمعتي وجعلتها في الحضيض.
بل إنني من هنا أرفع صوتي مطالبًا بتدخل منظمة (حقوق الإنسان)، ورحم الله الشاعر الذي قال:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم