في جغرافية كرة القدم الأوروبية الجديدة، ثمة أمر واضح يتمثل في تغير توازن القوى وترتيب الفرق الهش الذي يسمح بحدوث تغيرات سريعة إلى حد ما، في ظل الدفع بالأندية الإيطالية نحو ضواحي الإمبراطورية الجديدة. وبعيدا عن جون كرويف المتحيز لغوارديولا والواثق في قدراته كمدرب ثقة بلا حدود، لم يكن أحد يعتقد في أن بيب يمكنه تحسين فريق قوي جدا بالفعل في وقت قليل هكذا، بعد أن صمم الفريق لويس فان غول وطوره العملاق السابق جوب هينكيز. لكن لم يجر كل شيء بيسر، وهناك بعض العقد التي تحتاج لحل، مثل شخصية آرين روبن الحادة وتسديد ضربات الجزاء والشعور بالإهانة والحنق التي تمثل قمة جبل الجليد في النزاع الصامت على قيادة الفريق، حيث يشعر الهولندي بكونه قائدا غير ملحوظ دائما. وربما يتشابه ذلك مع أول عام لغوارديولا على مقعد تدريب البارسا والعلاقة مع إيتو، وهناك خطر تشابه النهاية أيضا. وفي ظل انتظار غوتزه وتياغو ألكانتارا، وضع بيب في وسط مشروعه الخططي فرانك ريبيري المرشح الأول الآن لخوض المنافسة على الكرة الذهبية. ويجمع البطل الفرنسي العبقري، صغير البنية إلى حد ما، بين المهارة الفنية والسرعة في كرة القدم التي يقدمها بيب في المجمل، والتطبيق الممتاز. وكان بايرن ميونيخ يعاني من نقطة ضعف تتمثل في عدم نجاحه في السيطرة باستمرار على الملعب، طوال 90 دقيقة متواصلة. ويغطي بيب بالتدريج هذه النقطة، ويبسط سيطرته على الدوري الألماني، ويسحق منافسيه في دوري الأبطال بلا رحمة، مثلما حدث في مباراة بلزن المتواضع. وتمثل قوة بايرن محفزا يجذب كل الألمان لدوري الأبطال، وليس فقط بوروسيا، المنافس لنابولي، لكن أيضا ليفيركوزن وشالكه اللذين لديهما فرصة جيدة للتأهل لثمن نهائي البطولة الأوروبية. ويعتبر الفريق المتصدر الآخر هو باريس سان جيرمان بقيادة المدرب لوران بلان، والمهاجم الرائع إبراهيموفيتش منذ بداية هذا الموسم. بعد أن قام أنشيلوتي بعمل رائع، بتحديد معالم الفريق الذي يضم الكثير من الأبطال. وأضفى بلان، مثل هينكيز في البايرن، اللمسات المثالية على اللعب والبيئة، بتسليط الضوء على مهارة إبراهيموفيتش وقوته. ويتميز باريس سان جيرمان بأداء قوي، وأرقام تشبه الخاصة ببايرن، وأفضل دفاع (اخترق مرماهم هدف واحد) علاوة على الهجوم المتألق (12 هدفا مقابل 11 هدفا). وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) يدخل الفريق مباشرة ضمن أول أربعة فرق على مستوى القارة العجوز. والمكانان الآخران محجوزان للبارسا وريال مدريد (اللذين يحتاجان لوقت من أجل التحسن) حتى وإن كان تقدم أتليتيكو المفاجئ وبوروسيا المعتاد والآرسنال وتشيلسي يؤكدون منافستهم على صاحب الحظ الضئيل في الفوز. وماذا عن الفرق الإيطالية؟ وضعها ليس جيدا جدا في الوقت الحالي. لكن أداء نابولي مقنع، نظرا لأنه ترك بصمة أوروبية مع المدرب الإسباني بينيتيز، بينما يتأخر الميلان واليوفي لأسباب مختلفة. فلم يكن على سبيل المصادفة ألا تتصدر أحد فرقنا أو أحد لاعبينا قمة الترتيبات المختلفة في الجولات الثلاث الأولى، سواء في الأهداف أو التمريرات الحاسمة أو التمريرات أو أي شيء. والمعلومة العامة أننا نعرف كيف ننافس الفرق الكبيرة (ومباريات بوروسيا والبارسا وريال مدريد تظهر ذلك)، لكننا نسجل قليلا جدا. ومتوسط تسجيل رونالدو 2.33 هدف في المباراة، وإبراهيموفيتش وميسي هدفين في المباراة. ويعد أفضل هدافي المجموعة الإيطالية هو كوالياريلا، حيث سجل هدفين في البطولة الأوروبية. ولا يتعلق الأمر بالنقود فحسب، بل بالهدف أيضا. ونذكر أن بالوتيللي ركل 10 تسديدات نحو المرمى، وسجل هدفا واحدا فقط من ركلة جزاء. وهذه هي حقيقة شهر أكتوبر الحالي، وربما تختلف كثيرا في مارس (آذار) المقبل. ويعتمد الأمر علينا أيضا.
7:44 دقيقه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة