تقدم المنتخب السعودي في سلم التصنيف العالمي (فيفا)، لم يأت من فراغ، بل هو نتاج عمل ونتائج وأرقام ومستويات ظفر بها الأخضر مؤخرا مع الإسباني لوبيز كارو!
لوبيز لم يكن خيار البحث والتنقيب (العالمي) الذي ضعنا معه وضيعنا سنوات، غير أنه خيار الخيارات الصعبة، فتخبيصات المدرب العالمي باهظ الأثمان ريكارد جبرها الوقت مع لوبيز الرجل العملي، الذي يعمل على الأوراق وينفذ على الملعب رؤيته هو فقط!
لا أنكر أننا جميعا انتقدنا طريقته بالضم والإبعاد وعدم الثبات على تشكيل أيام (التعبئة) الفنية والنفسية لآسيا، وانتقدنا الوديات وعلى رأسها بطولة «osn» التي صدمتنا نتائجها قبل أن ندرك مغزى كارو منها!
لوبيز حتى مع (خلطاته) العجيبة شكلا ومعنى، وتفننه بالبحث والتنقيب عن خيارات جديدة لمواهب اللاعبين غير التي عهدناها، شخص يؤدي عمله بأريحية واقتدار (الله لا يغير علينا)، وما العيب في إبراز موهبة (مطمورة) لدى لاعب موهوب بمواقع عدة؟!
مع لوبيز شاهدنا ولأول مرة منذ سنوات الجفاف والتقشف الفني والنقاطي منتخبا يلعب كرة قدم سهلة دون تكلف وبقتالية وانضباطية وحماس، وزد عليها انسجاما وهارمونيا كبيرا، وكأن المجموعة تلعب بمعية بعضها منذ سنوات (ما شاء الله)، مما أفرز عنها روحا إيجابية في الملعب ونقاطا وتفوقا وصدارة لمجموعته الآسيوية القوية!
قلناها منذ سنوات ليست بالقصيرة أو على الأقل منذ أن احترفت كاتبة السطور الكتابة الرياضية بنهاية التسعينات الميلادية: البطولات القارية هي المحك وهي الأهم وهي بوابة العبور للعالمية (الأولمبياد) والمونديال (كأس العالم) الذي عرفناه وعهدناه قبل الاحتراف وويلاته وتقليعاته - عفوا - مزاجه المتقلب!
من رأيي البطولات الآسيوية ومن ثم العربية وأخيرا الخليجية كاهتمام وأولوية وليس العكس، فهرم الأولوية لدينا بالمقلوب يمكن للموروث الثقافي والحضاري والشعبي للخليجيين ككل، لكن فنيا وهو الأهم وما يجب التوقف عنده، وأضع مليون خط تحت (فنيا)، ماذا استفدنا من بطولات الأشمغة والبشوت؟! أتحدث كجدوى فنية طويلة المدى! أستثني الإمارات وعمان بوصفها فرقا صنعت الفارق من كل النواحي لصالحها واسألوا الـ«فيفا»؟!
أقول إن العودة لتفعيل البطولات العربية مهمة جدا لصناعة صياغة جديدة للرتم التنافسي، ومن قال إن العربية بلا جدوى انظروا للفرق العربية وبخاصة شمال وشمال غرب أفريقيا ومصر و(الأردن) خارج المنظومة الأفريقية كتصنيف وكنتائج وكاستحقاقات، وقارنوا ذلك بوضعنا كفرق خليجية بالمجمل الأعم!
أنا مع عودة البطولات العربية، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، كونها تؤهل لما هو أهم وأعمق وأكبر كمنافسة قارية وعالمية، فالفرق العربية بعضها بالطبع لا تبتعد كثيرا عن عمالقة الكرة بآسيا، كاليابان وإيران وكوريا وأوزبكستان وأستراليا، وقد تتفوق عليها! بينما أغلب فرق الخليج بعد المئوية بمسافات ستينية وسبعينية فضلا على الحساسية التي نعتوا العربية بها!
بقي أن أذكر بأن من طبل للوبيز وفريقه بعيد النحر هم أول من سينادي بنحره (إقصائه) مع أول زلة قدم بآسيا إن أخفق الأخضر (لا قدر الله) فيما تبقى من مباريات! محزن بل مؤسف ما أظهره البعض من امتعاض ومطالبة لاعبيهم بالاعتذار عن المشاركة الوطنية بحجة تهميش لوبيز لهم في المرحلة الماضية! أسألكم بالله ما الذي يريدونه مع فوز ونقاط ومستوى وصدارة؟! ما الذي يعنيه مشاركة (س) أو (ص) من لاعبي أنديتهم المفضلين؟! معقولة حتى مع الفوز، المنتخب لا يسلم من أذاهم؟!
7:44 دقيقه
TT
احذرهم يا «لوبيز»!
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة