سعد المهدي
TT

انتهى الموسم.. فهل يمكن أن يستمع بعضنا لبعض؟

أكثر من قضية تم حفظها بعد تعليقها فترة كان الرأي العام خلالها ينتظر النظر والحكم فيها، قد يكون ذلك الملمح السلبي الأبرز الذي ميز الموسم الكروي السعودي الماضي.
تعددت القضايا واختلفت في أهميتها وحجم تأثيرها على المشهد، لكن كل واحدة منها كانت تستوجب المباشرة لولا أن الأسلوب الذي اتبعته بعض لجان اتحاد الكرة كان يعتمد على كسب مزيد من الوقت بغرض تفريغ القضية من مضمونها وإنتاج حالة جديدة يمكن أن تنقسم عليها أطراف عده تفضي لقبولهم مضطرين بأي قرار يتم اتخاذه!
احتجاج نادي الخليج على نظامية إشراك الفتح أحد اللاعبين في مواجهة القسم الأول من الدوري، وكيف تسلسلت أحداثه والزمن الذي استغرقه.. كذلك احتجاج نادي الاتحاد على الخطأ الكارثي الذي ارتكبه حكم المباراة في مواجهة القادسية وكيف تحول إلى كرة نار تقاذفتها اللجان دورة زمن لا محدود أعاقت إمكانية فتح الفرصة للاتحاد للمنافسة.. والمسلسل المتصل المنفصل الحلقات لأزمة نادي نجران بشأن تمكينه من المشاركة في الدوري في ظروف ملائمة بعد أن فرضت عليه ظروف عملية «عاصفة الحزم» العسكرية ترك ناديه وملعبه والانتقال إلى جدة، تلك من بين شواهد على أخطاء وقعت فيها بعض اللجان دون أن يكون لمجلس إدارة الاتحاد الكلمة الفصل ليس بالتدخل في أعمال هذه اللجان، لكن بالإشراف والمتابعة والتأكد من أنها تقوم فعلا بأعمالها.
ليس بالضرورة أن يكون الموسم الناجح خاليا من المشكلات، لكن الذي يجب عدم قبوله أن يصبح أطراف الحل جزءا من هذه المشكلات، فاللجان المتخصصة والقضائية كانت بطيئة في الحسم، وجهات الادعاء وذات المصلحة كانت متعجلة، والجماهير والإعلام ملأت الفراغ بالتأجيج وتبادل الاتهامات، وهي نتيجة طبيعية لعدم ضبط الأمور بتطبيق اللوائح الناجزة بعيدا عن القبول أو الرفض، فكان أن مرت الجولات وتعقدت معها الحسابات دون أي قرار، فوقع الضرر على الجميع!
الأمر لا يعتمد على الأشخاص، «فالرجال يعرفون بالحق»، لكن مجتمعنا الرياضي على خلاف ذلك، فاللجنة الناجحة والقرار الناجح هو ما يصدر منهم على رضا معهم، هذا أفسد على المجتهدين عملهم وجعل الجميع تحت ضغط ردات الفعل، يبرز ذلك بوضوح في أعمال لجنتي الانضباط والرقابة على المنشطات، وهما لجنتان لإصدار العقوبات ومراقبة المخالفين، مما يعني أنه يجب ألا ينتظر قبول أحد بما يصدرانه من قرارات، لكن أيضا ألا يسمح لأي جهة كانت بفرض الوصاية عليهما أو الطعن في نزاهة أعضائهما!
أما ما لا يجوز السكوت عنه لأي لجنة كانت أو رابطة أو اتحاد كرة أن يعتقد أي منهم أنهم أهم من الأندية، أو مخيرون بين إعطائها حقوقها كاملة أو التساهل فيها؛ إذ لا أهمية أو قيمة لوجودهم دون الأندية، لذا كم نحن في حاجة، وقد انتهى الموسم، إلى أن تتعاون الأندية بجدية أكثر بعضها مع بعض لحفظ حقوقها، وقبل ذلك معرفة هذه الحقوق!!