كاترينا فاندن هوفيل
TT

المعضلة الاقتصادية التي يواجهها الديمقراطيون

يواجه الديمقراطيون معضلة في 2016: كيف يتعاملون مع رئاسة أوباما، وتحديدا سياسة أوباما الاقتصادية؟ كما أظهرت الانتخابات التمهيدية الأولى، فإن الأميركيين في مزاج سيئ، والاقتصاد في القلب من مخاوفهم. تريد إدارة أوباما بشكل طبيعي من الديمقراطيين أن يظهروا الفخر بسجلها. وبالطبع يلوم الجمهوريون الرئيس أوباما على كل شيء تحت الشمس.
إن هذا الاقتصاد لا يزال دون المطلوب بالنسبة إلى كثير من الأميركيين. لم تتعافَ معظم الأسر من الانهيار المالي. كما وأن متوسط الثروة المنزلية للعائلات السوداء - يصل الآن لـ11 ألف دولار فقط، وفقًا لتقرير صادر عن مركز بيو البحثي عام 2014 - انخفض تقريبا بواقع النصف جراء الانهيار المادي ولم يتعاف.
وتعرف الأسر العاملة أنها تضررت جراء السياسات التجارية المدمرة التي يدعمها أوباما. حصلت البنوك على عمليات إنقاذ، رغم أنها أكبر وأكثر قوة عن ذي قبل، لكن أصحاب المنازل لم تمتد إليهم يد المساعدة. ما زالت شركات التأمين والعقاقير والمستشفيات الخاصة تجبر الأميركيين على دفع مبالغ باهظة من أجل حصولهم على الرعاية الصحية.
ويمكن أن يزداد هذا الاقتصاد سوءا قبل أن يشعر غالبية الأميركيين بالتعافي؛ حيث قدر نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير بـ0.7 في المائة. في أنحاء العالم نرى اليابان تشهد تراجعا، والصين تعاني تباطؤا، وأوروبا ترزح تحت وطأة الركود في أحسن الأحوال، وروسيا والبرازيل في طريقهما نحو الكساد. ويظل من غير المعلوم ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتمكن من أن تظل جزيرة من النمو البطيء في عالم مضطرب.
ما يتعين على الديمقراطيين أن يتعلموه - وأن يتعلموه سريعا - هو أن المزيد والمزيد من الناس يدركون أن القواعد قد تم التلاعب بها من أجل قلة قليلة للغاية. وهم يرون السياسات الفاسدة، والباب الدوار بين وول ستريت وواشنطن. كما أنهم يرون أن المصالح الراسخة تكدس الأرباح الهائلة، بينما الأميركيون البسطاء يتم استنزافهم. وبشكل متزايد يتمرد الأميركيون ضد كلا الحزبين اللذين قادانا إلى هذا الطريق.
يتمتع الناخبون الديمقراطيون بميزة ديموغرافية طبيعية في هذه الانتخابات التي تجري في الخريف، بينما يواصل الجمهوريون إثارة سخط الأغلبية الأميركية الصاعدة – الملونين، والشباب، والسيدات العزباوات.
وهنالك تحدٍ ثابت بالنسبة إلى كل مرشح ديمقراطي وهو أنه عليه أن يكون مرشح التغيير الجوهري، وليس مرشح الاستمرارية. ما زال هناك تلاعب في القواعد؛ فساستنا لا يزالون فاسدين. أما الجمهوريون فهم يعترضون الطريق. وسيفوز الديمقراطيون إذا خرج أنصارهم للإدلاء بأصواتهم. والطريقة الوحيدة لإلهام الناخبين هي الدفاع عن التغيير الذي نحتاجه، وليس التقدم الذي حققناه.
* خدمة: «واشنطن بوست»