مورين دوود
TT

هل تشهِّر لجنة بنغازي بهيلاري كلينتون؟

أخطأت هيلاري كلينتون فيما يخص لجنة بنغازي.
لم يكن ذلك التحقيق هو الأطول في تاريخ الكونغرس كما زعمت حملة هيلاري على موقع تويتر. فحسب موقع «بوليتيفاكت»، فقد كانت هناك تحقيقات سابقة أجراها الكونغرس استغرقت زمنا أطول بكثير من السبعة عشر شهرا التي استغرقها تحقيق بنغازي، مثل التحقيق في السلوكيات خلال الحرب الأهلية (40 شهرا)، واغتيال جون كيندي ومارتن لوثر كينغ (30 شهرا). غير أن هيلاري كيلنتون محقة في أمور أخرى بشأن لجنة بنغازي.
شكل الجمهوريون اللجنة عام 2014، لكن سرعان ما اتضح أنها سوف تستمر حتى عام 2016 كوسيلة لتعذيب هيلاري أثناء موسم الحملات الانتخابية لجعلها تقف مترقبة على أطراف أصابعها حتى ينتهي الجمهوريون من اختيار مرشحهم.
ظهر كيفين ماكارثي في البرنامج الذي يقدمه سين هانيتي على قناة فوكس نيوز غاضبا يصيح أثناء وصفه كيف أن الجمهوريين أثاروا قضية لجنة بنغازي بهدف الإساءة لمرشحة الجبهة الديمقراطية وتصويرها كشخص غير جديرة بالثقة، ومن ثم تقليص عدد مؤيديها.
هنا فقط استخدمت هيلاري تعويذتها السحرية، والتقطها ماكاثي وفقد المكان الذي تطلع إليه وهو أن يصبح متحدثا رسميا.
وكانت الأسئلة التي أعدتها هيئة التحقيق كلها مشروعة، على الرغم من غزارتها.
غير أنه من الصعب تصديق أن السفير كريستوفر ستيفنز وآخرين من الدبلوماسيين بالسفارة استمروا معرضين للهجوم في عدة أماكن في بنغازي، ليبيا، لمدة تخطت سبع ساعات ونصف من دون وجود قاعدة عسكرية قريبة قادرة على توفير غطاء جوي.
لازلنا نشعر بالألم عند تخيل أن أربعة دبلوماسيين قتلوا بعدما أرسل فريق ستيفينز بطلب تعزيزات أمنية أضافية للسفارة في طرابلس وللبعثة في بنغازي وقوبل الطلب برفض لا يخلو من جفاء من وزارة الخارجية.
لكن في ظل فكرة التخلص من معمر القذافي التي قادت إلى انحدار ليبيا وسقوطها في هوة الإرهاب والفوضى، كان يتعين على كلينتون الحيطة بشأن سلامة سفيرها الشجاع الذي وصفت كلينتون موته بـ«الخسارة الجسيمة على المستوى الشخصي».
جاءت اللجنة للوجود فقط عندما أصدمت بحقيقة أن كلينتون استخدمت صندوق بريد خاص عندما كانت وزيرة للخارجية كي تحفظ فيه بعض مراسلاتها بشكل غير رسمي.
وأظهر قرار هيلاري بالالتفاف على نظام البريد الالكتروني لوزارة الخارجية حكما سيئا يدل على إحساس صاحبه بالارتياب، وتركت هيلاري بريدها الرسمي الخاص بمنصبها كوزيرة للخارجية عرضة للقرصنة. والمبررات التي ساقتها بأن كل الوزراء السابقين كانوا يفعلون نفس الشيء، ولم يحدث أي تسرب شيء سواء وقت الإرسال أو الاستقبال كلها كانت مبررات واهية لا تعفيها من المسؤولية.
ورغم إحساس الاستمتاع من مشاهدة سيدني بلومينثال في موقع محرج، كان من الواجب على غودوي ورفاقه ترك أمر البريد الالكتروني للجنة أخرى بالكونغرس أو لوزارة العدل. لم يستطيعوا التوقف عن فعل ذلك بنفس الشكل الذي لم يستطيعوا التوقف فيه عن منع الديمقراطيين من حضور جلسات استماع الشهود أو من التهليل بأن مساعد كلينتون هوما أبدين، من أنه سوف يتوجه للإدلاء بشهادته.
وبينت كلينتون أنها لم يكن بمقدورها توقع ما سيحدث في عملية الاستجواب الخميس القادم من قبل المحققين الجمهوريين. وُصف ذلك الموقف بأنه لحظه مهمة تبين قدرة هيلاري على الصمود في حملة طغى عليها عدم التزامها بالقانون كما هي عادتها دائما، إضافة إلى تضارب المصالح. لكن هل تتأثر كلينتون كثيرا حال قفز جو بايدن إلى الصورة في محاولة لإنقاذ الحزب؟
ما زال الجهوريون يستمتعون بفكرة رفع هيلاري يدها وهي تدلى بالقسم.
سوف يكون الأمر أشبه بمواجهة منه إلى محاكمة، فالحكم جاهز، والجمهوريون مذنبون.
الأمر ببساطة ليس لأن هيلاري حازت ثقة أكبر، لكن لأن الجمهوريين أقل مصداقية.
* خدمة: {نيويورك تايمز}