مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

تركيا الجديدة والقديمة

استمع إلى المقالة

بفوز رجب طيب إردوغان بولاية رئاسية جديدة لتركيا، لمدة 5 سنوات سيكون قد أمضى ربع قرن في قمرة القيادة للسفينة التركية... ربع قرن كامل حافل بالصعود والهبوط، انتصارات صغيرة أو متوسطة، وانكسارات كبيرة.

الرجل صار رئيساً للوزراء في تركيا منذ 2003 ثم رئيساً للجمهورية، بعد تعديل الدستور نحو النظام الرئاسي، واليوم في عام 2023 يفوز بخمس سنوات قد تكون سماناً وقد تكون عجافاً، والأقرب للظن أنها ستكون خليطاً من الوصفين.

لدى إردوغان وحزبه المرتكز على قاعدة أناضولية محافظة وهوى عثماني جديد، من ناحية العقيدة الهوياتية، تحديات اقتصادية ودولية وإقليمية ثقيلة الأثر.

لديهم تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية الخطيرة على العالم كله، فما بالك «بالجار» التركي، ويكفي فقط تذكر حوادث الاشتباك الروسي - الأوكراني قرب مياه البوسفور، ومحاولة السياسة التركية اتخاذ موقف خاص في هذا الاشتباك الكبير.

لديك مستقبل السياسة الإردوغانية في سوريا، بعد الانفتاح العربي على سوريا، والاحتكاكات التركية - الغربية على منصة الشمال السوري.

على ذكر العرب، كيف سيكون التعامل التركي «المحتضن» لفلول «الإخوان» المصريين والخليجيين والعرب الهاربين لها، على خلفية محاولات التصالح التركي مع المحيط العربي؟!

نعم ثمة «بوادر» لتخفيف دفء هذا الاحتضان التركي، وربما كانت مغادرة بعض أبواق «الإخوان» تركيا إلى بريطانيا وغيرها مؤشراً لذلك.

هل هو تحول تركي جذري أم فرصة لالتقاط الأنفاس؟!

في شهر مارس (آذار) من العام المقبل 2024 ستكون الذكرى المئوية الأولى لنهاية وإلغاء الخلافة العثمانية وقيام الجمهورية «الوطنية» التركية على يد «المؤسس» مصطفى كمال أتاتورك، وطرد عبد المجيد (وليس عبد الحميد) آخر خليفة عثماني رسمي.

متشوق من الآن لمعرفة كيف سيتعاطى العهد الإردوغاني الجديد وكل أنصاره حتى خارج تركيا مع هذه اللحظة التاريخية المفعمة.