مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

مقتطفات السبت

وجهة النظر القاصرة تقول: إن أفضل حل للعراق: تعيين رئيس وزراء شيعي، أبوه سني وأمه مسيحية، متزوج كردية ومولود في إيران ودارس بالسعودية، عنده جنسية أميركية ويسهر ويصهلل بالليل ويصلي بالنهار.
وبعيداً عن (الغشمرة) والمزاح السامج، فالعراق الشقيق بدأ الآن ولله الحمد يقف على قدميه بثقة وعزيمة لا تلين، بأخذ مكانته اللائقة بين الأمم، فالعراق يظل هو العراق - (اسم على مسمى).
***
لا شك أن الفرح في العمل مطلوب دائماً وفي كل وقت، إلا أن الأمر يصبح مثيراً للجدل عندما يتعلق الأمر بمهنة حساسة، تتوقف عليها في الكثير من الأحيان حياة آلاف الأشخاص، والموضوع هنا يتعلق بفيديو انتشر على اليوتيوب لطبيب جراح يرقص على صوت الموسيقى الصادح في غرفة العمليات، وأمامه مريض مبنج وبطنه (مفتوح) وغارق بدمائه، ولا يظهر الطبيب وحده في الفيديو بل شاركته على ما يبدو في مواهبه الفنية الممرضة التي كانت تساعده على إجراء العملية، ويبدو أن الفيديو صور في (كولومبيا).
أما ناشر هذا المقطع فهو المستشار في مدينة (مديلين)، الذي استفزه الموقف، وانقسم مشاهدو الفيديو؛ فمنهم من رأى أن الطبيب فرح بعمله وهذا يعطي دفعة إيجابية له وللعاملين معه، في حين اعتبر آخرون أنه يقلل من قيمة المريض ويشتت انتباه الطبيب ما يدفعه إلى ارتكاب الأخطاء - تخيل عزيزي القارئ لو أنت كنت في مكان ذلك المريض، وتصحو من البنج، وتشاهد الطبيب والممرضة يتقافزان أمامك كالقردة، وهما يرقصان (الجيرك) على صوت الموسيقى الصاخب! فكيف يكون رد فعلك؟!
***
يقال إن الخليفة هارون الرشيد قرر ضرب عنق (أبو نواس) لأشعاره الماجنة، فقال: يا أمير المؤمنين إن الشعراء يقولون ما لا يفعلون، فعفا عنه وحذره، إلى درجة أنه لما مات لم يرد الإمام الشافعي، رحمه الله، أن يصلي عليه، وعندما غسل وجدوا بملابسه رقعة مكتوباً بها هذه الأبيات:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة/ فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن/ فبمن يلوذ ويستجير المجرم
ما لي إليك وسيلة إلا الرجا/ وجميل عطفك ثم إني مسلم
فلما قرأها الإمام الشافعي بكى بكاء شديداً وقام للصلاة عليه وجميع من حضر من المسلمين.
***
هل صحيح أن سر (الرجيم) الناجح هو نفس سر الزواج الناجح؟! - أي: أن تسد فمك، وفي نفس الوقت أن تعاني بصمت؟!
لا أدري، لأنني ولله الحمد (لا هذا ولا ذاك).