عبد السلام ضيف الله
TT

لماذا عجزت تونس عن تحقيق حلمها...؟

لم ينجح منتخب تونس في تحقيق هدفه المعلن، وهو بلوغ الدور الثاني في مونديال قطر، المهمة التي يسعى لإنجازها منذ المشاركة الأولى في مونديال الأرجنتين عام 1978.
بالأرقام، حصدت تونس أربع نقاط لكنها لم تسجل سوى هدف وحيد، وبالمقابل لم تقبل إلا هدفاً وحيداً بعد تعادل أبيض مع الدنمارك وهزيمة أمام أستراليا بهدف مقابل صفر ثم انتصار بهدف دون رد على المنتخب الفرنسي.
هناك إجماع في عموم الشارع الرياضي التونسي على أن نسور قرطاج أضاعوا فرصة حقيقية هذه المرة للتأهل للدور الثاني، ذلك أن المباراة الأسهل في المجموعة أمام أستراليا كانت مفتاح التأهل مقارنة بمستوى الدنمارك وفرنسا لكن حصل ما لم يكن متوقعاً تماماً وهي الهزيمة أمام منافس كان في المتناول على كل المستويات.
مباراة أستراليا ستبقى عنوان ضياع أمل تحقيق الحلم بالنسبة للتونسيين ولسنوات لن تُمحى من الذاكرة الفردية والجماعية فهذا المنتخب الأضعف سرق رياضياً ما انتظرته أجيال من أنصار نسور قرطاج حلم العبور إلى الدور الثاني بهدف كان من نصف فرصة. لكن اللاعبين والمدرب جلال القادري كان لهم دور في النتيجة النهائية. كيف لا واللاعبون لم يستثمروا كل الفرص التي أتيحت لهم والمدرب القادري لم يحسن التصرف في المباراة بعد التأخر في النتيجة وسيطرة المنافس على وسط الميدان فلم يغير الخطة التكتيكية ولم يحرك اللاعبين ولم يقم بالتغييرات الضرورية في الوقت المناسب.
ورغم أن الفوز على فرنسا كان إنجازاً تاريخياً لتونس وحمل إلى قلوب أهل الخضراء موجات من السعادة والحبور، فإن سعادتهم تسربلت بمرارة الانسحاب من الدور الأول.
لن ينسى التونسيون عطاء بعض اللاعبين على غرار ثنائي وسط الميدان عيسى العيدوني المحارب وأفضل لاعب في المباراة مع الدنمارك وإلياس السخيري القوة الهادئة، الذي أقنع للمرة الألف بغزارة عطائه دون كلل أو ملل. وتأكد الجميع أن وجدي كشريدة كان يستحق أن يكون المدافع الأيمن الأول في التشكيلة الأساسية ونادر الغندري الذي تحصل على أفضل تنقيط في مباراة فرنسا (7.4) كان يستحق أن يشارك في مباراتي الدنمارك وأستراليا، مثلما أن وهبي الخزري كتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ المنتخب، حيث صنع الانتصار اللافت على فرنسا وبه أصبح الهداف التاريخي للنسور بثلاثة أهداف وكانت مناسبة له ليعلن بشكل رسمي اعتزاله اللعب الدولي.
اليوم طوى المنتخب التونسي صفحة المونديال وعليه أن يفتح صفحة المستقبل القريب، وقبل ذلك هناك انتظار لقرار الاتحاد التونسي لكرة القدم بخصوص مواصلة المدرب جلال القادري مهامه من عدمها وأيضاً قرارات باعتزال اللعب الدولي للعديد من اللاعبين لتبدأ مرحلة أخرى بأهداف جديدة لعل أبرزها هي مطلب التتويج بكأس أمم أفريقيا في الدورة المقبلة والعمل على التأهل لنهائيات كأس العالم 2026 بنفس الهدف الذي لم يتحقق بعد وهو التأهل إلى الدور الثاني.