أظن أنه وحده ثعلب الماء الذي توقّع فوز اليابان على ألمانيا، في إطار مداعبات مونديالية خيالية بدأها الأخطبوط بول الشهير في «كأس العالم 2010»، لكن المنتخب السعودي ليس في حاجة إلى مثل هذا الثعلب وهو بصدد خوض مباراته الثانية في البطولة أمام بولندا، فالسؤال الآن لم يعد: ماذا فعل الأخضر في الوطن العربي، ولا ماذا فعل في العالم، وإنما أظن أن سؤال الجميع هو: هل يحجز بطاقة التأهل لدور الستة عشر للمرة الثانية في تاريخه بعد مشاركته الأولى في «مونديال 1994»؟
هذا سؤال الجميع، أما سؤالي: ما هو طموح منتخب السعودية الحقيقي؟ ما هو طموح كل لاعب بالفريق؟ وما هو طموح مدربهم رينارد؟ ماذا في قلوبهم وفي عقولهم الآن بعد الانتصار والأداء التاريخي أمام الأرجنتين؟ هل هو طموح بعيد أبعد من تساؤلات الخبراء وأنصار الفريق، أم أنه طموح قريب يقوم على فكرة «سياسة الخطوة خطوة» التي أطلقها يوماً ما هنري كيسنجر، وهي فكرة تصلح في ميدان السياسة، وفي ميدان الحرب، وفي ميدان اللعب، فالهدف الواضح عند الجميع أن يتأهل «الأخضر» إلى الدور التالي.
منتخب بولندا لن يكون سهلاً، فهو تعادل مع المكسيك، وهدفه الفوز قطعاً للخروج من دائرة الشك في التأهل، بينما قد يكفي المنتخب السعودي التعادل أو الفوز. هكذا أمام الفريق اختياران، بينما هو اختيار واحد أمام بولندا.
المنتخب البولندي ليس ليفاندوفيسكي وحده، إلا أن هذا اللاعب الهدّاف معروف بقدرته وخطورته داخل الصندوق، ومن ثم سيخضع لرقابة، ولا بد من حرمانه من تسلم الكرة. وهذا يفرض دوراً مهماً على لاعبي وسط المنتخب السعودي في ممارسة هذا الحرمان مقدماً بتحييد وسط بولندا، وكذلك الأطراف.
اختيار التعادل عند «الأخضر» في هذه المباراة قد يعني إغلاق الأبواب والنوافذ، ومرور الهواء. وفي فنون الدفاع في الكرة الجديدة الآن كيف تدافع مبكراً وبعيداً عن مرماك؟ وماذا تفعل بالكرة عند امتلاكها؟ ومن أهم أسلحة لاعبي «الأخضر» السرعة والخفة والرشاقة، والتحرك في المساحات الخالية، وتلك المشاعر الوطنية التي تسكن قلب كل لاعب بالفريق.
منتخب تونس هو فريقنا العربي الثاني الذي يلعب اليوم، حيث يواجه «أبراج أستراليا». وخلال مواجهة الدنمارك، خرج نسور قرطاج بشِباك نظيفة، وكانوا الأقرب للفوز في الشوط الأول، إلا أن التحدي الحقيقي اليوم أن يلعب منتخب تونس على الفوز قبل مواجهة الفريق الفرنسي في الجولة الثالثة، فهل يقترب من التأهل لدور الستة عشر لأول مرة في تاريخه؟
مع نهاية الجولة الأولى لدور المجموعات أرسل منتخب البرازيل رسالة واضحة تقول: «نحن هنا... هكذا نلعب، وهكذا هى كرتنا، وهكذا نريد الكأس».
وتعتبر البرازيل سلالة رياضية من المستحيل أن يشعر أحد نحوها بعدم الإعجاب؛ فالنضج الفردي لدى البرازيليين يتفوق على الأداء الجماعي، وهم يعشقون الحركة السريعة، والخدع والإيقاع، وهي طريقة للعب الكرة مستوحاة من رقصتي السامبا والكرنفال. وفي بطولتي كأس العالم 2014 و2018، لعب منتخب البرازيل وفي عقله التخلص من شبح «الماراكانازو»، يوم خسر جيل 1950 البطولة على أرضه أمام أوروجواي، ثم لعب في روسيا وفي عقله شبح «بيلو هرزينتي» الذي ظهر يوم الخسارة أمام ألمانيا 1/7. والآن فى قطر يحارب منتخب البرازيل «الشبحين» بشراسة!
8:37 دقيقه
TT
سؤال اليوم أمام المنتخب السعودي..
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة