عبد السلام ضيف الله
TT

نسور قرطاج أمام الكانغارو الأسترالي

حدّثني أحد مشجعي المنتخب التونسي من الذين حضروا مباراة تونس والدنمارك في قطر، ونحن نتجاذب أطراف الحديث، إثر انتهاء المقابلة، فقال والحماس يهزّه: «تمنيت ألا تنتهي الفرجة، وأن يمرّ المنتخب التونسي مباشرة إلى مقابلته ضد أستراليا...»، سألته عن السبب فأجابني: «حتى لا تنتهي المشاهدة التي أمتعتنا بها نسور قرطاج... تمنيت أن تستمر تلك الطاقة الرهيبة التي طغت على الملعب لساعات متواصلة... تمنيت ألا تقطع صافرة نهاية المباراة كل ذلك السحر الذي طغى في المدرج وأرضية الملعب».
وعلى غرار هذا المشجّع، يأمل عموم التونسيين أن تكون مباراة نسور قرطاج في الجولة الثانية من المونديال أمام أستراليا يوم السبت نسخة أخرى عما ظهر به أمام الدنمارك، مع شرط تسجيل الأهداف والإرساء بنتيجة اللقاء على شاطئ الانتصار.
هي مباراة كأس، مثلما وصفها المدافع/ المهاجم محمد دراغر، لأنها لا تقبل القسمة على اثنين، وهي الخطوة قبل الأخيرة لتحقيق حلم المرور للمرة الأولى إلى الدور الثاني من كأس العالم، بعد خمس محاولات اكتفى خلالها أبناء تونس الخضراء بالدور الأول فقط.
هي مهمة «كوماندوز» بقيادة المحارب عيسى العيدوني في وسط الميدان لاقتلاع انتصار، لا بد منه أمام منافس يدرك جيداً أنها فرصته الأخيرة في المونديال للبقاء في دائرة المعنيين بالصعود إلى الدور الثاني بعد هزيمته المدوية في الجولة الأولى أمام المنتخب الفرنسي بنتيجة 1 - 4.
هي مهمة كتابة التاريخ بأحرف من عزيمة وشجاعة واندفاع.
وإذا كانت الروح القتالية لدى لاعبي تونس جلبت لهم احترام كل متابعي المونديال، ورفعت شأنهم بين منتخبات الأمم؛ فإنهم مُطالَبون بتأكيد ذلك هذا السبت.
وليعلموا أن مواصلة النجاح وكسب المزيد من الاحترام والتقدم في مصاف النخبة العالمية لن يكون إلا بتحقيق الانتصار على أستراليا بأي فارق في النتيجة... فقط يجب الانتصار حتى ولو كان بنصف هدف... يجب تحقيق النقاط الثلاث.
وفي هذا الصدد يقول المختصون إن الفوارق الفنية بين المنتخبين ترجح كفة نسور قرطاج، وتقول الحكمة في كرة القدم إن لكل مباراة حقيقتها، وإن الانتصارات تصنعها الخطط التكتيكية للمدربين، وينجح في تنفيذها اللاعبون عندما يلقون دعماً متواصلاً من الجماهير لا يتوقّف طوال التسعين دقيقة.
نسور قرطاج ينتظرهم موعد مع التاريخ، وهم يعلمون أن مثل هذه المواعيد تحتاج إلى محاربين حقيقيين، والأكيد أنهم سيكونون أكثر من محاربين، مثلما كانوا أمام الدنماركيين.
الطريق إلى الدور الثاني من مونديال قطر يمر عبر الانتصار على أستراليا... فاضربوا موعداً مع الإمتاع والإنجاز يا نسور قرطاج.