محمد الروحلي
TT

وليد يبقي على خيارات وحيد...

فضل مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، وليد الركراكي، وهو يواجه كرواتيا عدم إدخال أي تغيير على اختيارات بشرية، كان يعتمد عليها زميله السابق وحيد هاليلوزيتش.
احتفظ بنفس الأسماء، ونفس التوظيف، مع استثناء وحيد، يتمثل في تغيير النهج من (5 - 3 - 2) إلى (4 - 3 - 3).
التمسك بنفس الأسماء، جعل وليد يغامر، وهو يعتمد على العائدين من الإصابة كسليم أملاح، وعز الدين أوناحي، وسفيان بوفال، وهذا الثلاثي كان أداؤه باهتا، وأثر بنسبة كبيرة على المردود العام للمجموعة ككل.
نفس التمسك أبداه وبقوة، بالنسبة للمهاجم الأوسط يوسف النصيري غير الجاهز ذهنيا ونفسيا، حتى ولو على حساب عبد الرزاق حمد الله، هذا الأخير شكل منذ مدة طويلة، مطلبا جماهيريا وإعلاميا، إلا أنه ظل في الاحتياط، ودخل رقعة ملعب «البيت» قبل حوالي ربع ساعة من انتهاء المباراة.
ويبدو أن نتيجة التعادل، أقنعت حتى أصدقاء العميد لوكا مودريتش، صحيح أنهم سعوا إلى اقتناص نقط الفوز في بعض اللحظات، إلا أنهم وجدوا أمامهم دفاعا متماسكا يقف وراءه المتألق ياسين بونو، ليتبين لهم أن الاندفاع بحثا عن الفوز، يمكن أن يأتي بمفاجأة غير سارة...
اقتصد الكروات في الجهد، تحسبا لقوة باقي المباريات، وأغلقوا المنافذ، وقلصوا من المساحات، وظلوا ينتظرون أدنى هفوة، أو هدية تقدم من طرف الفريق المغربي، إلا أن التعادل كان سيد الموقف، تعادل أسعد الجانب المغربي، فالنقطة الواحدة تبدو ثمينة، تحقق ثاني مرة في تاريخ المشاركة بالمونديال، إذ سبق أن تمكن المنتخب المغربي من كسب نقطة في أول مباراة له، بعد نسختي مكسيكو (86) وفرنسا (98).
المنتظر أن يعيد وليد الركراكي حساباته، على أساس قراءة جيدة لأداء التشكيلة التي اعتمد عليها في المواجهة الأولى له بالمونديال، فالاختيارات البشرية لم تكن موفقة بدرجة كبيرة، وهناك عناصر أخرى خيبت الآمال، في مقدمتها عبد الصمد الزلزولي...
فهل سيتم إنصاف عبد الحميد الصابيري وعبد الرزاق حمد الله، ويحيى جبران وبلال الخنوس وآخرين؟...
ومن جانب الإنصاف، يمكن القول بأن أحسن لاعب من الطرف المغربي، هو الجمهور... حضر كالعادة بكثافة، دعم بقوة، شجع بسخاء، قدم الدليل على وطنيته العالية، والأكيد أن العدد سيتزايد خلال القادم من المباريات، على أمل مواصلة المشوار لأطول مدة ممكنة.