محمد الروحلي
TT

كأنهم يلعبون في الدار البيضاء!

أكمل المنتخب المغربي لكرة القدم مرحلة الإعداد للمشاركة بنهائيات كأس العالم «قطر 2022»، تحت قيادة المدرب وليد الركراكي، وبات جاهزا لموعد المباراة الافتتاحية عن المجموعة السادسة، ضد منتخب كرواتيا الأربعاء القادم.
وتبين من خلال آخر مباراة إعدادية الخميس الماضي ضد منتخب جورجيا بملعب الشارقة الإماراتية ، أن «أسود الأطلس» يتمتعون بمعنويات مرتفعة، وتجلى ذلك في تقديم عرض مقنع، انتهى بفوز عريض (3-0).
وتماما كما هو متوقع، خلال كل مبارياته بكأس العالم بالملاعب القطرية، كان «أسود الأطلس» بالشارقة مساندين بجمهور قياسي، قدم دعما قويا ومهما، لتكتمل بذلك الصورة، وتتلخص في وجود مدرب متحمس، ولاعبين يطمحون لتقديم الأفضل، وجمهور حاضر للدعم والمساندة...
قدمت المباراة الإعدادية ضد جورجيا معطيات تقنية وتكتيكية للتصور الذي أعده الركراكي في مواجهة منتخبات المجموعة السادسة؛ والبداية الأربعاء ضد كرواتيا، وهي المواجهة القفل لتحديد مسار الصراع على كسب التأهيل للدور الثاني.    
بالفعل كان هناك تحفظ وعدم المغامرة تخوفا من حدوث «أعطاب»، وهذه الظاهرة طغت على أجواء هذا المونديال بصيغته العربية، ورغم ذلك قدم المغاربة عرضا مقبولا، رغم ظهور مكامن خلل يمكن أن تشكل نقطة ضعف في مواجهة منتخبات تمتلك ما يكفي من الخبرة والتجربة التي تمكنها من استغلال أنصاف الفرص؛ فبالأحرى إذا كانت هناك هدايا مقدمة على طبق من ذهب.
صحيح أن منتخب جورجيا ليس بالخصم القوي، ما يعكسه ترتيبه المتأخر بتصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الرتبة 78 عالميا)، ورغم ذلك شكل بعض الخطورة على الحارس المتألق ياسين بونو، والسبب يعود لأخطاء بعمق الدفاع المغربي، وضعف في المراقبة داخل منطقة الجزاء، وهو إشكال حقيقي كان متوقعا بالنظر للمشاكل التي عانت منها مجموعة من المدافعين، إما بسبب الإصابة، كما هو الحال لنايف أكرد، أو التقدم في السن، كالعميد رومان سايس، أضف إلى ذلك العودة المثيرة لحمد الله، الهداف الذي تبين أنه يبحث عن نفسه وسط مجموعة سبقت بسنوات.    
استغل المدرب الركراكي آخر مباراة تحضيرية لإعطاء فرصة أكثر للاعبين افتقدوا منذ مدة إيقاع المنافسة الرسمية لأسباب مختلفة، كحكيم زياش، وسفيان بوفال - المبالغ في اللعب الاستعراضي - وسليم أملاح ويوسف النصيري، وكان الاختيار موفقا بنسبة كبيرة، إذ أظهرت المجموعة إمكانيات مهمة، وقدمت أداء فنيا وسخاء بدنيا، خاصة النجم زياش صاحب اليسرى الرائعة، والذي شكل وحده مفتاح العمليات الهجومية، لينهي عرضه بهدف أنطولوجي، استعمل فيه الدقة والخبرة والفنية والتركيز العالي جدا.
الأكيد أن مواجهة الأربعاء في أول مباراة رسمية تختلف كليا، والمهمة لن تكون سهلة أمام منتخب كرواتي متسلح إلى أبعد الحدود، بخبرة السنين وبعمق في الأداء تصعب مجاراته، يقوده بكثير من الاقتدار المايسترو لوكا مودريتش، وهذا ما يفرض على المغاربة استحضار كل إمكانياتهم، من أجل عبور مرحلة البداية بنجاح...
موعدنا إذن الأربعاء القادم، في أول مباراة عن المجموعة السادسة ضد كرواتيا بملعب «البيت»، ساعات فقط قبل إجراء مباراة بلجيكا وكندا، والأكيد أن أشبال الركراكي سيخوضون هذا الموعد، وكأنهم يلعبون على أرضية سطاد مدينة الدار البيضاء...
حظا سعيدا وفرجة ممتعة...