علي العميم
صحافي ومثقف سعودي بدأ عمله الصحافي في مجلة «اليمامة» السعودية، كتب في جريدة «الرياض» وكتب في جريدة «عكاظ» السعوديتين، ثم عمل محرراً ثقافياً في جريدة «الشرق الأوسط»، ومحرراً صحافياً في مجلة «المجلة» وكتب زاوية أسبوعية فيها. له عدة مؤلفات منها «العلمانية والممانعة الاسلامية: محاورات في النهضة والحداثة»، و«شيء من النقد، شيء من التاريخ: آراء في الحداثة والصحوة في الليبرالية واليسار»، و«عبد الله النفيسي: الرجل، الفكرة التقلبات: سيرة غير تبجيلية». له دراسة عنوانها «المستشرق ورجل المخابرات البريطاني ج. هيوارث – دن: صلة مريبة بالإخوان المسلمين وحسن البنا وسيد قطب»، نشرها مقدمة لترجمة كتاب «الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر الحديثة» لجيميس هيوارث – دن مع التعليق عليه.
TT

الخلط بين زمنين في تاريخ الإذاعة بمصر

كانت هناك مشكلة تقابل الإخوان المسلمين في موقف عباس محمود العقاد من ثورة 23 يوليو (تموز) 1952، وهي أنه سارع في تأييدها منذ لحظة قيامها، واستقبلها بقصيدة مدائحية، هي قصيدة «النيروز»، وكتب مقالات في تأييدها.
كما خصّ كتاب جمال عبد الناصر «فلسفة الثورة» بمقال نُشر في مجلة «آخر ساعة» عام 1954.
وصدر هذا المقال في كتيب صغير اسمه «فلسفة الثورة في الميزان» في العام نفسه عن دار «المعارف».
لننظر كيف عالج جابر الحاج، الكاتب الإخواني، هذه المشكلة في كتابه «الفراعنة الصغار في هيلتون الناصرية». يقول في معرض استعراضه لفقرات من كتاب جمال عبد الناصر وردوده عليها: «وقد حرك هذا الطموح عواطف العقاد وغرائزه، ولكنه لم يسلبه كل عقله، فقال في آخر سطور كتبها في كتيبه (فلسفة الثورة في الميزان): ليس علينا بالبداهة أن نعمل كل شيء لنعفي من يأتي بعدنا من العمل... ولكننا نترك له واجبه وننهض بواجبنا، وواجب كل جيل من أجيال الأمم أن يبقي لمن بعده أمانة، ولا يبقي له قيوداً من عمله، وأثقالاً من جرائر إهماله وتفريطه...».
يعلق على ما اقتبسه من العقاد قائلاً: «رحم الله العقاد، فقد عاش حتى رأى بعينه القيود والأثقال، ليس بالإهمال والتفريط فحسب، بل أيضاً بالعشوائية والتشنجات، وشطحات الزعيم الذي حلّق بخياله في النجوم، وأعماله لاصقة بتراب القرون الوسطى!».
لم أرَ في ما اقتبسه من العقاد تحفظاً من العقاد على ثورة 23 يوليو 1952، بل رأيت في اقتباسه منه صرفاً لكلام العقاد إلى معنى متعسف قال هو به في تعليقه عليه.
ولكي يجر كلام العقاد إلى المعنى المتعسف الذي قوّله كلامه عنوة، حذف جملة مما اقتبسه، وهي: «فإننا إن أعفيناه من العمل أسأنا إليه». ولم يأتِ بخاتمة كلام العقاد، وهي قوله: «وإذا استطعنا أن نقول للأجيال القادمة: إن دينكم لنا أعظم من ديننا لأسلافنا، فنحن الأوفياء، وهم الرابحون».
هذه التخريجة لكتيب العقاد «فلسفة الثورة في الميزان»، كررها جابر الحاج في كتابه «تذكير الحكام بأيام الله» الصادر عام 1985، وكررها في كتابه «زلزال التآمر الناصري بالإخوان المسلمين» الصادر في عام 1993.
لم يتطرق العقَّادي، عبد اللطيف عبد الحليم، في الجزء الثاني من مقاله «عقدة العقاد» الذي أقدّر أنه نشره في عام 2008، لكتيب العقاد «فلسفة الثورة في الميزان»، لكنه كان قبلها بأربع عشرة سنة برّره وسوّغ له في مقال نُشر بمجلة «الهلال» 1 مايو (أيار) 1994، عنوانه «في الذكرى الثلاثين للعقاد: العقاد والإرهاب».
قال في هذا المقال: «وحين جاءت الثورة أيّدها، ورأى أن جهاده كلّل بالتوفيق، لكنه تأييد العقاد حين كانت الثورة بيضاء، لكنها حين تغير قائدها، وغدا ديكتاتوراً تغير موقف العقاد. كتب (فلسفة الثورة في الميزان)، والميزان عنده منصوب لأمثال شوقي وهتلر ومعاوية»!
وهذا تبرير وتسويغ يتكئ على المغالطة في معنى كلمة «الميزان» في عنوان كتيب العقاد عن كتاب جمال عبد الناصر.
فهذه الكلمة لم يستعملها بالمعنى الذي استعملها هو والمازني في التوطئة «شوقي في الميزان» لكتابهما «الديوان في الأدب والنقد»، ولم يستعملها بالمعنى الذي استعمله في كتابه «هتلر في الميزان»، ولا بالمعنى الذي استعمله في كتابه «معاوية بن أبي سفيان في الميزان»، فهو يقصد بها إدخاله للثورة المصرية كما يسميها؛ أي ثورة 23 يوليو 1952، في سياق مقارن مع ثورات هو معجب بها، وهي: الثورة الفرنسية، والثورة التركية، والثورة الصينية. وبعد أن أجرى هذه المقارنة قال: «نرى أن التفاهم على التفصيلات قريب، كالتفاهم على الأصول الكبرى».
واللافت في هذا المقال، هو قوله: «ولكنه وهو رجل المبدأ والعقيدة لا يشمت بصرعاه؛ إذ رفض الكتابة عن الإخوان في عهد الثورة، وقد طُلب منه ذلك؛ لأنه لا يحارب المهزوم اتساقاً مع طبيعة الفارس، وغيره من أصحاب المصالح هرع إلى الكتابة».
فبالمقارنة بما قاله هنا في الذكرى الثلاثين لوفاة العقاد مع ما قاله في الجزء الثاني من مقاله «عقدة العقاد»، نلمس تطوراً ملحوظاً في رواية الإخوان الشفاهية عنده.
الرواية الأولى رواية منقوصة؛ لأنها ليست الرواية الإخوانية الشفاهية التامة. فهو لجأ فيها إلى الكناية الدقيقة، باستعمال «وغيره»، فمن هو «غيره» الذي حين رفض العقاد الكتابة عن الإخوان «هرع إلى الكتابة» عنهم؛ لأنه – كما علّل – «من أصحاب المصالح»؟
إن الذي سمع بالرواية الإخوانية الشفاهية، سيوضح لك أن الهارع إلى الكتابة عن الإخوان لسبب مصلحي في الكلام السالف، هو طه حسين.
في الرواية الثانية أفصح عن اسم الهارع إلى الكتابة عن الإخوان الذي هو طه حسين وغمزه بإشارة خفية، ووضع الرواية في إطار محدد، وهو أنه طُلب من العقاد أن يكتب مقدمة لكتاب يهاجم الإخوان، فأبَى، وكتبها طه حسين!
لماذا لجأ إلى الكناية الدقيقة في الرواية الأولى؟ ولماذا غمز طه حسين بإشارة خفية في الرواية الثانية؟
لأنه يهاب منازلة «الطحسنيين» اللائذين بمقولة التنوير، والذين كل واحد منهم، «شاكي السلاح مدجّج».
ولأنه يخشى أن يصنفوه ضمن قائمة الإسلاميين الطاعنين في طه حسين، وهو يختلف عن الإسلاميين، ويختلف معهم، في أكثر من قضية، لعل أهمها أن مثاله في الإسلاميات، ليس إسلامياتهم، بل إسلاميات جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ومصطفى عبد الرازق، ومحمود شلتوت، وطه حسين، وأحمد أمين، كما يستشف ذلك من مقاله «ليس دفاعاً عن العقاد».
ربما يكون كتاب جابر الحاج «الفراعنة الصغار في هيلتون الناصرية»، الصادر عام 1977، هو الكتاب الإخواني الوحيد الذي تطرق إلى كتيب «هؤلاء هم الإخوان»، الصادر عام 1954 بالحديث عنه. فهو كتيب مجهول حتى اسماً عند كثيرين في مصر، وفي العالم العربي، في عَقد السبعينات، وفي العقد الذي قبله، وكذلك في عقد الثمانينات، وفي عقد التسعينات؛ ذلك لأن الكتب الأخرى – أي كتب غير الإخوان المسلمين – الصادرة في تلك العقود وقبلها في عقد الخمسينات لم تتحدث عنه.
في غير كتب الإخوان المسلمين، في عقد الثمانينات، وتحديداً في كتابين يساريين، ثمة إشارتان إلى عنوان كتيب «هؤلاء هم الإخوان» في قائمة المراجع. وكثير من القراء لا يشغلون أنفسهم بالتمعن في عناوين المراجع وأسماء مؤلفيها.
الإشارة الأولى في كتاب رفعت السعيد «حسن البنا: متى.. كيف.. ولماذا؟».
الإشارة هي: محمد التابعي، «هؤلاء هم الإخوان». وهذه الإشارة موجودة في طبعة الكتاب عام 1980. ولا أعلم إن كانت موجودة في الطبعتين اللتين سبقتا هذه الطبعة، طبعة عام 1977، وطبعة عام 1979؛ لأنه لم يتوفر لي الاطلاع عليهما.
هذه الإشارة موهمة بأن لمحمد التابعي كتاباً اسمه «هؤلاء هم الإخوان»، وما لمحمد التابعي في هذا الكتاب أو الكتيب، هو ثمانية مقالات هي: «الضحايا والمساكين»، و«نعم حدث انقلاب»، و«خيار وفقوس في موازين الثورة»، و«أخ في الله»، و«حسن»، و«ليسوا إخواناً.. وليسوا مسلمين»، و«ليس هناك إخوان.. وإخوان»، و«تعبئة قوى النشر والإرشاد».
ربما هو نسب الكتيب لمحمد التابعي؛ لأن مقالاته كانت أكثر عدداً من مقالات آخرين جُمعت مقالاتهم فيه، لكن كان يجب أن يكتب «محمد التابعي وآخرون». والأولى أن يكتب «طه حسين وآخرون»؛ لأن اسمه كان الاسم الأول في ترتيب أسماء كتّاب مقالات الكتيب.
هذه الطريقة كررها رفعت السعيد في كتابه «الإرهاب المتأسلم»، الصادر في 2004.
في طبعة عام 1997، لكتابه «حسن البنا: متى.. كيف.. ولماذا؟»، كتب رفعت السعيد حاشية قال فيها: «صدرت عدة كتب عن الجهاز السري ومهامه وأساليب عمله كلها تقريباً بمنهج معاد مثل:
- محمد التابعي: (هؤلاء هم الإخوان). القاهرة (1954).
- كمال كيرة: (محكمة الشعب).
- (جرائم عصابة الإخوان)، (سلسلة كتب قومية). ويلاحظ افتقاد هذه الكتب جميعاً للبعد الأكاديمي والموضوعية في العرض والتحليل».
وقد كرر نشر هذه الحاشية في كتابه «حسن البنا: الشيخ المسلح»، الصادر عام 2005.
تشكك كثيراً وأنت تقرأ هذه الحاشية إن كان قد قرأ كتيب «هؤلاء هم الإخوان»، فهذا الكتيب لم يكن عن الجهاز السري أو الخاص في جماعة الإخوان المسلمين، وإنما مقالاته هي آراء وانطباعات عفو اللحظة عن جريمة محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في حادثة المنشية.
وكذلك الكتاب الذي أعدّه في أجزاء كمال كيرة. فهو كتاب جمع فيه محاكمات الإخوان المسلمين في محكمة الشعب عام 1954.
أما الكتاب الثالث، فيبدو لي أنه كتاب إعلامي دعائي عن الإخوان المسلمين صدر في ذلك العام. وفي بعض الكتب، رأيت أنهم يكتبون «لجنة كتب قومية». وليس «سلسلة كتب قومية».
الإشارة الثانية لكتيب «هؤلاء هم الإخوان»، وردت في كتاب مصطفى عبد الغني «طه حسين والسياسة»، الصادر عام 1986. ففي قائمة المراجع وهو يسرد كتب طه حسين التي رجع إليها كتب: «(هؤلاء هم الإخوان)، (بالاشتراك)، القاهرة، بدون».
وهذه إشارة صحيحة ودقيقة؛ فالكتيب طُبع من دون اسم ناشر، ومن دون تاريخ.
وفي كتاب «طه حسين وثورة يوليو: صعود المثقف وسقوطه»، الصادر عام 1989، أشار مصطفى عبد الغني إلى الكتيب في المتن وفي هامش من هوامشه. وفي المقال الماضي كنا قد وقفنا قليلاً عند إشارته إليه وقفة نقدية.
أما الإسلاميون، فهناك في عقد الثمانينات إشارتان إلى كتيب «هؤلاء هم الإخوان».
الإشارة الأولى واردة في كتاب لصحافي سوداني إسلامي اسمه أحمد محمد شاموق، واسم كتابه «كيف يفكر الإخوان المسلمون؟»، صادر عن «دار الجيل» ببيروت عام 1981.
فلقد ذكر أن صحافياً لامعاً عقد مقارنة بين الإخوان وجماعة «الحشاشين». وأضاف أن مصدر المقارنة أن الإخوان أنشأهم الشيخ حسن البنا، وخلفه في قيادتهم حسن الهضيبي، ونفس الشيء تكرر في جماعة «الحشاشين» التي أنشأها الحسن بن الصباح، وخلفه حسن آخر.
وكتب في الهامش: «هو محمد التابعي. وردت المقارنة في كتاب (هؤلاء هم الإخوان)، وهو عبارة عن نشرة أصدرتها الحكومة المصرية في أول عام 1955 عن الإخوان بعد حظر الجماعة».
وهو هنا يشير إلى مقال التابعي الذي عنوانه «حسن».
الإشارة الثانية، وردت عند إخواني من الرعيل الأول في جماعة الإخوان المسلمين، هو عباس السيسي في كتابه «في قافلة الإخوان المسلمين»، الصادر عام 1989. فلقد أورد مقتطفاً من مقال جلال الدين الحمامصي «الشعب يقول: لا»، ومقتطفاً من مقال طه حسين «فتنة!».
وللإيحاء بأن حادثة المنشية ليست حقيقية، وأنها مجرد تمثيلية ساعدت فيها أميركا جمال عبد الناصر على تصميمها، كما في الرواية الإخوانية، عنون المقتطف الذي أخذه من مقال الحمامصي بـ«برقية عاجلة من واشنطن للأستاذ جلال الدين الحمامصي»!
هذا التزوير استقى مادته من أن الحمامصي الصحافي والكاتب في جريدة «أخبار اليوم»، عُيّن في عام 1953 مستشاراً في السفارة المصرية في واشنطن، متجاهلاً أن الرجل في عام 1954، الذي حصلت فيه حادثة المنشية، كان قد عاد للعمل في جريدته.
وبعد أن أورد المقتطفين قال: «وقد أصدرت وزارة الإعلام المصرية عدة كتب سمتها (كتب قومية)، تشوه فيها صورة الإخوان، وتزيف تاريخهم، وتندد بقياداتهم. وفي هذا الشأن أصدرت كتاباً بعنوان (هؤلاء هم الإخوان) بأقلام طه حسين، ومحمد التابعي، وعلي أمين، وكامل الشناوي، وجلال الحمامصي، وناصر الدين النشاشيبي، كتب كل منهم يفرغ ما في نفسه من حقد على الإخوان ودعوتهم بأسلوب ماكر، نفاقاً وتزلفاً للسلطة...».
وفي الجزء الأول من كتابه مما له صلة بموضوعنا، كتب عباس السيسي تحت عنوان «إسفاف الأستاذ عباس محمود العقاد»، عن مقالات العقاد عن الإخوان المسلمين، وعن حسن البنا ما بين عام 1948 و1949، ما يلي:
«انطلق الأستاذ عباس محمود العقاد يكتب في الصحافة، ويذيع في الإذاعة اتهامات باطلة عن جماعة الإخوان المسلمين، حتى إنه نزل مستوى بغيضاً حين اتهم الإخوان بأنهم يشربون الخمور في اجتماعاتهم. وخرجت الصحف تشنع على الإخوان، وتنسب إليهم التهم الباطلة.
وكانت ثالثة الأثافي أن أذاع العقاد بنفسه من محطة الإذاعة أن والد الشيخ حسن البنا أصله يهودي، ولم يكن للإخوان في هذا الوقت لسان حال يرد عنهم هذه الأباطيل، أو هذه الحراب التي وُجهت إليهم من كل سفيه وأجير».
بحكم عمره الإخواني هو يعلم أن العقاد كتب عنهم في جريدة واحدة، هي جريدة «الأساس»، جريدة الحزب السعدي، وليس في أكثر من جريدة مصرية. وهو يعلم أن الإذاعة الحكومية المصرية حتى بعد تمصيرها عام 1947، لم يكن لها أي أثر وتأثير في البلاد المصرية. فالإذاعة التي كانت مسموعة في مصر وفي المشرق العربي في الأربعينات الميلادية، كانت إذاعة «القدس» التي كانت تديرها حكومة بريطانيا في فلسطين، وتدير معها قسمين؛ قسماً باللغة العبرية، وقسماً باللغة الإنجليزية. ولأن إذاعة «القدس» باللغة العربية كانت إذاعة مسموعة؛ شارك العقاد بأحاديث فيها.
إنه في تزويره السالف اعتمد على وعي الناس في مصر وفي العالم العربي، بأن الإذاعة الحكومية المصرية أثرها وتأثيرها يفوق أثر وتأثير الصحف المصرية والصحف العربية في عقود سلفت، ويتجاهل أن هذا الأمر لم يبدأ إلا من عام 1953، وليس في أي عام قبله.
فهذا التزوير يستغل الخلط بين زمنين في تاريخ الإذاعة في وعي الناس في المجتمع العربي، فأقحم الإذاعة وزجّها في الموضوع.
والعقاد لم يتهم الإخوان المسلمين بشرب الخمر في اجتماعاتهم، فهذه كذبة اختلقها. أما الأصل اليهودي المغربي لعائلة البنا، فكانت من بين مماحكاته في مقال من مقالاته في جريدة «الأساس»، وهي مماحكة تحريضية تأليبية ضد الخصم تغرف ماءها من ثقافة معاداة اليهود. وما زالت هذه المماحكة التحريضية التأليبية مستعملة عندنا إلى الوقت الحاضر. وللحديث بقية.