> تترأس المخرجة غريتا غيرويغ لجنة تحكيم مهرجان «كان» في دورته الجديدة التي ستنطلق في 14 مايو (أيار) الشهر الحالي. وهي ستشرف على 6 أعضاء آخرين هم اللبنانية نادين لبكي، والمخرج الإسباني خوان أنطونيو بايونا، والمنتج والممثل الفرنسي عمر سي، والممثل الإيطالي بييرفرانشيسكو فافينو، والسيناريست التركي إبرو جيلان والمخرج الياباني المعروف كوري - إيدا هيروكازو.
> أسماء لامعة بلا ريب لكن على المرء التوقف عند اختيار غيرويغ بوصفها رئيسة لجنة التحكيم. لا يمكن الحكم بالمطلق لها أو عليها من حيث صلاحيتها لخوض هذه المهمّة غير السهلة، التي تتطلّب معرفة واسعة وعميقة في السينمات العالمية وثقافات الشعوب.
> لكن الملاحظ أن هذا الاختيار وقع، بعد إطلاق فيلمها الناجح والشهير «باربي»، وليس بعد فيلمها السابق «نساء صغيرات»، الذي هو أفضل كثيراً، من النواحي الفنية كلها، من «باربي».
> إنه كما لو كان المهرجان استعجل أساساً في تعيين مخرجة ما زالت جديدة وشهرتها الدّولية نجمت عن فيلم تجاوزت أرباحه مليار دولار.
> لا بأس من التذكير أن توفير هذه المنصّة لممثلات ومخرجات (وغيرويغ كانت ممثلة في الأصل) لا غبار عليه مطلقاً. سبق للمهرجان أن أسند هذه المهمّة إلى جين مورو (1995)، وإيزابيل أدجياني (1997)، وليف أولمن (2001)، وإيزابيل أوبير (2009). لكن غيرويغ، حسب تاريخ أعمالها، هي الأقل خبرة في أكثر من ميدان عملٍ، ومجرد اختيارها بعد فيلم تجاري محض لا بدّ أن يترك مثل هذا السؤال عن السبب.
> لجان التحكيم في عموم المهرجانات الكبيرة ما زالت تنأى عن الاستعانة بنقادِ سينما في عداد من تختارهم في هذا المضمار. ليس هناك سبب واضح لذلك، مما يُوعز بأن هناك تجنّباً أو نوعاً من عدم الثقة.
> هذا الوضع سائد منذ عقدين في «كان»، أما ما قبل ذلك، فإن عدداً من النقاد شارك في هذه المحافل بنجاح منتشر في كثير من المهرجانات الأخرى للأسف.